أظهر بحث إسرائيلي جديد علاقة من نوع آخر بين العمليات القيصرية وظاهرة التوحّد لدى المواليد: إذ بيّن هذا البحث أن التخدير الكلي للسيدة الوالدة أثناء العملية القيصرية، هو عامل مسبّب للتوحّد، بغض النظر عن العملية الجراحية نفسها- حسبما ثبت من المعطيات والإحصائيات التي اعتمد عليها الباحثون.

واستنادًا إلى البحث- فإن هذا النوع من العمليات القيصرية ( بالتخدير الكامل) ينطوي على زيادة بنسبة 60% في إمكانية واحتمال ولادة طفل مصاب بالتوحّد بل وأكثر من ذلك، فقد أظهر أن إمكانية واحتمال ولادة طفل مصاب بالتوحدّ الشديد الوطأة ( أي بمستوى متدنٍ جدًا من الأداء الوظيفي) بعملية قيصرية تحت التخدير الكامل- تزيد بضعفين ونصف الضعف عن حالات أخرى.

ما بين عملية طارئة وعملية مخطط لها

ويُشار إلى أن البحث استند إلى معطيات توفرت لدى خبراء مستشفى " سوروكا" في بئر السبع وهي تتعلق بمواليد وأطفال ولدوا فيه خلال الفترة الواقعة ما بين 2009-2016 وهم مصابون بالتوحد، وعددهم (347) طفلاً بالإضافة إلى (117) طفلاً ولدوا وهم يعانون من التخلّف والخلل في التطور ( ليس توحّدًا)، وكذلك (2226) طفلاً لا يعانون من هذا الخلل والتخلف.

وقام الباحثون بفحص ما إذا كان سبب ودوافع اللجوء إلى العملية القيصرية- ذا علاقة ( إحصائية) بالإصابة بالتوحد، ومن أجل ذلك قارنوا بين العمليات القيصرية العاجلة ( لأي سبب من الأسباب) وتلك العمليات المخطط لها مسبقًا، تحت التحذير الكامل. وقد ظهر فرق طفيف بين نتائج العمليات: إذ ظهر أن العملية الطارئة العاجلة قد زادت احتمال حظر ولادة طفل متوحد بنسبة 54%، بينما العملية المخطط لها زادت الاحتمال بنسبة 69%. واستنتج الباحثون أن العلاقة ( الإحصائية ) بين ولادة طفل متوحد والعملية القيصرية التي أسفرت عن ولادته- ليست نابعة من مضاعفات حمل الوالدة، بل من عملية التخدير نفسها.

كما أثبت الباحثون علاقة ( إحصائية) وثيقة بين ولادة الطفل بعملية قيصرية تحت التحذير الكامل للوالدة وبين مجموعة الأطفال التوحّديين المصابين بالتوحد الشديد، حيث تبيّن أن خطر واحتمال ولادة طفل يعاني من توحّد طفيف هو أعلى بضعفين ونصف عندما تتم الولادة بعملية قيصرية تحت التحذير الكامل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com