قدّم مواطن من الشمال (63 عاماً) دعوى الى محكمة العمل في حيفا – ضد مؤسسة التأمين الوطني ، أسفرت عن اعتراف المؤسسة بحقه في أن تصرف له مخصصات لقاء الأضرار الصحية، برش المبيدات الكيماوية المضادة للحضرات والأعشاب الضارة ، مما أدى – كما ورد في الدعوى – الى اصابته بالمرض الشديد .

وجاء في حيثيات الدعوى ، انه تبين قبل اربع سنوات ان المدّعي مصاب بمرض الباركنسون ، فتوجه الى مؤسسة التأمين الوطني مطالباً بمخصصات المرض ، لكنها رفضت ، بحجة انه لم تثبت أية علاقة بين طبيعة عمل المدعي ومرضه ، رغم انه ذكر في الدعوى انه كان يخصص ساعة كاملة في اليوم لتجهيز واعداد المبيدات ليستخدمها عمال القسم ، وفي نهاية يوم العمل كان يخصص نصف ساعة لتجهيز معدات العمل لليوم التالي ، ناهيك عن جولاته اليومية في مواقع الرش للاشراف على سير العمل .

لكن المؤسسة أصّرت على أن المرض (الباركنسون) نجم عن " أسباب طبيعية" لا علاقة لها بالمواد الكيماوية والمبيدات ، وادعت ان الرجل لم يعمل بالرشّ انما في "توزيع المواد" للعمال فقط !

مواد محظور استخدامها

وبالمقابل ادعى محاميا الرجل ان الابحاث تؤكد ان احتمالات الاصابة بمرض الباركنسون في سن تتراوح ما بين 50-59 عاماً ، أدنى بكثير من احتمالات الاصابة به في سن الشيخوخة الذي يتراوح ما بين 70-79 عاماً ،وعندما تظهر الإصابة به في سن أدنى من سن الشيخوخة " يتعين البحث عن الأسباب والمسببات ، التي قد تكون ذات علاقة بطبيعة عمل أو جسم المصاب " – حسبما قالا ، مع التأكيد على أن تعاطي موكلهما مع مواد الرش والابادة ، جرى طوال الوقت لمقتضيات عمله ومسؤولياته – ليس الاّ ، ومع الاشارة كذلك الى انه لم يكن معتاداً على ارتداء الملابس الواقية من المواد الكيماوية ، التي قدّم المحاميان للمحكمة قائمة بأنواعها المستخدمة في أعمال الرش ، ومن بينها مواد حظرت وزارة الزراعة استخدامها في السنوات الاخيرة .

وتكمن المحاميان من اثبات العلاقة بين مرض الرجل والمواد المبيدة التي تعاطى معها سنوات طوالاً ، فاضطرت مؤسسة التأمين الوطني الاعتراف بكون مرض الباكنسون "مرضاً ناجماً عن حرفة ومهنة " وبحق المدعي بصرف مخصص شهري ثابت له ، مدى الحياة !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com