ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن رؤساء تركيا وإيران وروسيا اتفقوا الأربعاء على تهيئة الظروف لعودة السوريين النازحين بفعل الحرب في بلدهم ومواصلة التعاون "لإحلال السلام والاستقرار في سوريا".

وأكّد البيان الرئاسي المشترك أنّ الرؤساء مستعدون لتقديم المساعدة لإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت ممكن، وأنّ الدول الضامنة تعتزم استمرار التعاون حتى القضاء نهائياً على داعش والقاعدة في سوريا ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأشار البيان الرئاسي إلى عزم الدول الضامنة الثلاث على الاستمرار في محاربة الإرهاب وأهمية فصل الإرهابيين عن المعارضة المسلحة.

وبحسب البيان فإنّ القمة المقبلة ستعقد في طهران.

ويأتي هذا البيان بعد أن شهدت العاصمة التركية قمة ثلاثية بحثت ملفات المنطقة وتحديداً التطورات في سوريا.

إردوغان: اتفاق الدول الثلاث في مصلحة سوريا وشعبها
مؤتمر صحفي ضمّ الرؤساء الثلاثة في أنقرة
مؤتمر صحفي ضمّ الرؤساء الثلاثة في أنقرة
وفي مؤتمر صحفي للقادة الثلاثة قال إردوغان إن "عملية درع الفرات شمال سوريا قضت على أكثر من 3 آلاف إرهابي"، مضيفاً أن بلاده ستحاول التخفيف من وقوع الضحايا في صفوف المدنيين خلال عمليات الجيش التركي شمال سوريا.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا وروسيا وإيران تحاول كدول ضامنة أن تتفق على مستقبل سوريا، مؤكداً أن الاتفاقيات والخطوات بين هذه الدول ستكون في مصلحة سوريا وشعبها.

وأضاف الرئيس التركي أنّ وحدة أراضي سوريا تعتمد على "البعد عن جميع المنظمات الإرهابية" في إشارة إلى الدعم الأميركي لمسلحين كرد في قرب الحدود السورية التركية.

وقال إردوغان إنّ تركيا وروسيا تتعاونان لإقامة مستشفى في تل أبيض بسوريا للمسلحين وعائلاتهم ممن غادروا الغوطة الشرقية أخيراً.

روحاني: الأمل بات كبيراً جداً ولا يمكن لأحد أن يقرّر عن الشعب السوري مصيره
المؤتمر الصحفي حضره وزراء وقادة عسكريون من الدول الضامنة الثلاث
المؤتمر الصحفي حضره وزراء وقادة عسكريون من الدول الضامنة الثلاث
من جهته اتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة باستخدام الإرهابيين للسيطرة على دول المنطقة، معتبراً أن الأمل اليوم بالنسبة للشعب السوري بات كبيراً جداً خصوصاً في إحلال السلام وفي عودة النازحين إلى منازلهم.

وقال روحاني "بعض البلدان وبينها أميركا تساند جماعات إرهابية مثل داعش في سوريا التي تخدم مصالح هذه الدول".
روحاني شدّد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية وأنه لا بد من إيجاد حل سياسي، مضيفاً أن سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها "أمر مفصلي" ولا بد من احترام الجميع لذلك.
وتابع روحاني "لا يمكن لأحد أن يقرّر عن الشعب السوري مصيره وعلى هذا الشعب أن يقرّر ذلك من خلال الانتخابات".

بوتين: اتفقنا على الجهود الخاصة بإعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الأزمة
من ناحيته رأى الرئيس الروسي أنّ المباحثات الثلاثية جرت في جوّ بنّاء، مشيراً إلى أنه تم تبادل الآراء بشأن الخطوات الهادفة لإرساء الاستقرار في سوريا.
وأضاف بوتين أنّه تمّ الاتفاق على التعاون في مجمل الخطوات الهادفة إلى التسوية ولا سيّما من خلال مباحثات أستانة، لافتاً إلى أن الأطراف الثلاثة ناقشت أيضاً كيفية تطبيق الخطوات المتفق عليها في مؤتمر سوتشي.
هذا وذكر بوتين إلى أن المجتمعين اتفقوا على الجهود الخاصة بإعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الأزمة فيها.

الرؤساء الثلاثة ناقشوا الوضع في عفرين والشمال السوري

وبحسب مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف فإن قمّة أنقرة الثلاثية كانت بنّاءة، مشيراً إلى روسيا وإيران وتركيا مصممة على التحطيم التام لداعش والقاعدة في سوريا ومواصلة العمل في الصيغة الراهنة.
هذا ولفت أوشاكوف إلى أن القادة الثلاثة ناقشوا عملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين في أجواء عملية وغير سلبية، بحسب تعبيره.

ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني قوله لرئيسي تركيا وروسيا إنه يجب تسليم السيطرة على منطقة عفرين التي سيطرت عليها القوات التركية وقوات من الجيش الحر إلى الجيش السوري.

وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا ألكسندر لافرنتييف أعلن أنّ القادة الثلاثة سيبحثون كل المسائل المتعلقة بالتسوية في سوريا، مضيفاً أنّ آفاق التسوية تبدو جيدة الآن ولا سيما على خلفية النتائج الإيجابية في الغوطة الشرقية.

وتأتي قمة أنقرة الثلاثية ضمن إطار محادثات أستانة واستكمالاً للمفاوضات والتعاون الثلاثي حول سوريا والتي كان آخرها مؤتمر سوتشي في روسيا.

بوتين وأردوغان يؤكدان على أنه لا يمكن تسميم العلاقات الثنائية بين البلدين

وأكد الرئيس التركي الثلاثاء على ضرورة استمرار التعاون مع الجانب الروسي، لافتاً إلى أنّ بعض الجهات "حاولت تسميم العلاقات الثنائية".

وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي في أنقرة إنه تم التباحث في عملية "غصن الزيتون"، وأنه متفق مع بوتين على "وحدة الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن "محادثات أستانة استطاعت إيقاف إطلاق النار في سوريا".

وأكد أن الرئيس الإيراني سيشارك الأربعاء في القمة الثلاثية لتبادل الآراء بشأن الحل السلمي في سوريا. كما كشف أنه تم الاتفاق على شراء منظومة "أس - 400" الصاروخية الروسية، وبدأ التصنيع فعلياً.

بدوره قال بوتين إن الزيارة إلى أنقرة هامة وقد تم بحث الملفات الثنائية والإقليمية خلالها، منوهاً أن "التعاون بين البلدين مستمر بشكل جيد على جميع المستويات".

وأضاف أن "البلدين يحصدان اليوم ثمار التعاون الاقتصادي الثنائي"، لافتاً إلى ثقة بلاده بالشريك التركي، وإلى أنه "لا يمكن لأحد أن يلحق الضرر بالعلاقات الثنائية".

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه "تم بحث مساري سوتشي وأستانة بشأن الأزمة السورية، وتم التأكيد على ضرورة تعزيز الحوار في سوريا"، مشدداً على أن "الشعب السوري له الحق في صناعة مستقبله ويجب التنسيق بين كل المسارات"، منوهاً إلى أنه يتم "التعاون مع الدول ذات العلاقة بالملف السوري، مع التركيز على وحدة الأراضي السورية والقضاء على الإرهابيين".

وقبيل المؤتمر أعلن الرئيسان الروسي والتركي عن بدء بناء محطة "اكويو" النووية في تركيا، وشاركا في المراسم الرسمية لبدء بناء المحطة النووية الأولى في البلاد.

المصدر: الميادين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com