تضمن المؤتمر الذي انعقد في الناصرة تحت عنوان "مهنة التدقيق الداخلي في المجتمع العربي – بين الواقع والحاجة"- جلسة شارك فيها الخبير والمحاضر في القضايا الاقتصادية، الدكتور رمزي حلبي ، ناقشت موضوعات "التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي – البيئة التكنولوجية".
واستعان الدكتور حلبي في مداخلاته بخبرته وتجاربه في مختلف المجالات، بصفته رئيساً لمجلس ادارة مؤسسة "تسوفن" التي تُعنى بدمج المهندسين العرب في صناعة الهايتك، وعضواً في مجلس ادارة بنك البريد، وغير ذلك.

ميزانية الدولة – سلباً وايجاباً

وفي مقابلة مع "بكرا "، استعرض د. حلبي عدداً من جوانب الميزانية الجديدة للدولة، التي أقرت مؤخراً، بواقع يزيد عن (400) مليار شيكل (115 مليار دولار )، فقال انها تعكس موقع اسرائيل في مصاف الدول المتطورة، بالنظر الى كون الناتج القومي السنوي للفرد يقارب (40) ألف دولار "لكن المشكلة تكمن في تقسيم الكعكة، بمعنى – توزيع الموارد، حيث ما زالت نسبة الفقر مرتفعة، اذ تقارب نسبة الأولاد الفقراء – عرب ويهود – 35 % (الأولاد العرب الفقراء – 50 % ) و 48 % من العائلات العربية فقيرة.

وقال د. حلبي ان وزير المالية، موشيه كحلون، يجتهد في ادخال تحسينات لصالح الشرائح الضعيفة" لكن هذا الجهد لا ينطوي على تغيير جذري "- على حد تقييمه، مشيراً الى ان انخفاض ضريبة الشركات من 36 % الى 23 % ربما يشجع المستثمرين لكن الزيادات في المخصصات للمحتاجين ما زالت ضئيلة، وما زالت ميزانية الامن ضخمة – على حساب الصحة والتعليم والخدمات.

طمس التطلعات الوطنية للجماهير العربية

وبالنسبة للمجتمع العربي، قال الدكتور رمزي حلبي انه استفاد من زيادة الميزانيات المخصصة للتربية والتعليم ، ومن الصرف على معظم بنود الخطة الخمسية الحكومية ، لتطوير المجتمع العربي (9-10 مليارات شيكل بالمجمل) "لكن ما زالت بعض الوزارات متخلفة عن صرف الميزانيات اللازمة بالكامل ، لعدة أسباب ، من بينها بعض الاختلالات في تعاطي السلطات العربية مع مستحقاتها "- على حدّ تقييمه.

ومن بين سلبيات ميزانية الدولة ، أشار د. حلبي الى الحصص الضخمة والزائدة لصالح الأحزاب الدينية والاستيطان ، كتحصيل حاصل لتركيبة الحكومة اليمينية " بينما مردود الجهد البرلماني للنواب العرب في التأثير على صنع القرار ما زال محدوداً لأسباب موضوعية " – على حد تقييمه ، لافتاً الى أن المرونة النسبية التي تبديها الحكومة في صرف الميزانيات للمجتمع العربي تهدف بالأساس الى طمس وتحييد التطلعات الوطنية والسياسية للجماهير العربية الفلسطينية.

بنك البريد في مواجهة البيروقراطية

وفي معرض رده على سؤال حول حجم استيعاب المهندسين العرب في صناعة الهايتك، أشار د. حلبي الى الانجازات النسبية (التي لها ما بعدها) في هذا المجال ، حيث ان عدد المهندسين ارتفع خلال (8) سنوات من (350) الى (4500) مهندس، ولو أن نسبتهم ما زالت متدنية (40 %) . وشدد في هذا السياق على مسؤوليات وواجبات المجتمع العربي من جهة ، والحكومة من الجهة الأخرى.

ورداً على سؤال حول آفاق تأسيس " بنك البريد" ليصبح مصرفاً يخدم الشرائح الضعيفة – قال ان هنالك عقبات بيروقراطية جدية تعترض مسألة فصل بنك البريد عن المؤسسة العامة للبريد ، بسبب الخلافات بين وزارتي المالية والاتصالات ، وبسبب تعنّت المؤسسة العامة ذاتها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com