سليم نصار، صاحب مطعم احمد وسليم المشهور على شارع الشاطئ، كان سعيدا جدا بوزن 120 كغم. الوزن لم يكن مهما بالنسبة له: كان مستمتعا بتحضير الطعام وأكل الكثير من وجبات اللحوم حتى اللحظة التي أصيب بها بسكتة دماغية أدت الى شلل في أطراف جسمه من جهة اليسار، بينما كان يعاني من السكري الغير متوازن وفي أعقاب السكتة الدماغية، اتخذ سليم القرار الذي أدي الى تغيير حياته وعلاجه.
اسمي سليم نصار (ابلغ 65 عاما)، صاحب مطعم احمد وسليم.

لم أكن سمينًا بشكل دائم، عندما فتحت مطعمي لأول مرة في سن 18، كنت نحيفا ورياضيا. لكن، في السنوات ال- 20 الاخيرة انتبهت أنني سمنت جدا ووصلت الى وزن 120 كغم.

لم تضايقني السمنة. بكل بساطة استمتعت من الطعام. أكلت بفرحة كبيرة على الأقل 4 أرغفة من الخبز مع اللحم كل يوم وافترضت أن الجيل يؤثر.

قبل 12 سنة بدأت السمنة تضايقني. أصبت بالسكري، ضغط الدم مرتفع، الكولسترول المرتفع والدهنيات في الدم. كان واضحا لأطبائي أن هذا متعلق بسمنتي وغذائي. تناولت، يوميا، كيسا من حبوب الدواء وإبرتين من الانسولين. طبعا حاولت أن أتبع حمية غذائية لكي أوازن السكر: قللتمن كميات الطعام، أكلت الوجبات القليلة الدسم، مثل صدر الدجاج، أو السمك المشوي. سبحت في الكانتري ومارست القليل من الرياضة. لكن لم يفدني أي شيء. الصحة أهم من كل شيء، لكن من الصعب اتباع حمية غذائية أثناء العمل في مطعم.
خفت في الأساس من السكري. خفت كثيرا من أن يجروا لي "تشذيب" في الجسم، كما يحدث في حالات السكري الغير متوازن، الذي نتيجته يقطعون الرِجل. لم أكن على استعداد لذلك أنه بالإضافة الى المشاكل الصحية، سوف تهاجمني السكتة الدماغية، التي أدت الى شلل في الجانب اليساري من الجسم.
فقط عندما أصبحت مشلولا ومقيدا، بحثت عن حل حقيقي لمحنتي. عرفت أن كل شيء متعلق بالسمنة وأنني مجبر على تغيير وضعي. استنتاجي كان أن العملية الجراحية لعلاج السمنة الزائدة هي التي ستحسن من حالتي، لكن ثلاثة من أطبائي عارضوا إجراء العملية.
طبيبة العائلة قالت لي أنني في حال اخترت إجراء العملية، سأكون مساويا لمنتحر شيعي. طبيبة الأعصاب لم توصي بالعملية بإدعاء أن العملية خطرة لشخص في حالتي الصحية. أيضا الطبيب المختص بالدهون في الدم قال أنه لن يقف في طريقي، لكن العملية خطيرة جدا بالنسبة لي. قال لي "سأتصل بك بعد 10 أيام. اذا لم تجبني سأكون حزينا جدا". عندما اتصل بي كان مسرورا جدا أنني أجبته. قلت لكل أطبائي أن لا أحد سيأخذ مني يوم واحد من حياتي. ما كتب لي أن أعيشه سوف أعيشه.
بعد الكثير من الاستفسارات مع المعارف والاصدقاء، توجهت في شهر آب الاخير الى الدكتور صبحي أبو عبيد، طبيب كبير في جراحة السمنة. سمعت عنه الكثير من الأمور الجيدة- أنه يمتلك يدين جيدتين، أنه مختص ذو اسم عالمي. بطل العالم! خفت قليلا عندما توجهت اليه. ذهبت وقلت له أنني سمعت أن العملية خطرة جدا لشخص في وضعي. أجابني: وضعك خطير. هذا هو الوقت لإجراء العملية. بعد 10 سنوات ستكون العملية خطرة أكثر".
وثقت به. فقط هو من تطرق الى المخاطر في وضعي الحالي. لقد وضح لي ايضا أنه بفضل العملية هناك احتمال جيد أن يختفي السكري، ينخفض ضغط الدم، وأنه ستكون لي حياة أخرى. وحقا حصل لي كل ما قاله ، الحمد لله.
اليوم، بعد نصف سنة من عملية تحويل مسار المعدة المختصر، أشعر أن حياتي تغيرت للأفضل. رميت كيس الدواء ورميت إبر الانسولين. من ناحية جسدية، الجانب اليساري من جسمي ما زال ضعيفا بسبب السكتة الدماغية التي أصابتني، لكنني أستطيع القيادة والمشي وفحوصاتي الطبية ممتازة.
غذائي اليوم هو قليل، بالنسبة الى ما أكلته مرة. يكفيني نصف رغيف لكل اليوم واللبن بالنسبة لي يعتبر وجبة كاملة. الفائدة الأخرى المظهر الخارجي. الان لا يعرفونني في الشارع ولا أكف عن تلقي الإطراء من الجميع. حتى الآن نزلت في الوزن 32 كغم، وأعرف أنني سأخفض المزيد من وزني. لقد تمكنت من تغيير خزانة الملابس مرتين. تبرعت بالملابس القديمة ولا أريد أن أراها مرة أخرى.
الشيء الوحيد الذي أنا نادم عليه أنني لم أجري العملية قبل 10 سنوات. كان من الممكن أن تكون لي حياة أخرى وكان بإمكاني منع السكري والسكتة الدماغية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com