لم تثمر الأبحاث الطبية حتى الان عن حمية عجيبة التي من شأنها أن تدعونا للاندهاش من انخفاض كبير في الوزن، الذي يتم الحفاظ عليه لفترة طويلة، بدون أي جهد خاص من قبلنا.

أنتم، دائما ما تمنيتم ذلك الوزن المطلوب، جربتم العديد من الحميات الغذائية التي تظهر لكم كثيرا مثل حمية الحساء، البليو بالمقارنة مع النباتيين أو الحمية بدون غلوتين،وليس مرة وعلى الأغلب ليس مرتين اتهمتم أنفسكم بعدم النجاح. بالتأكيد كنتم متأكدين أنه فقط لو كان لديكم القليل من الارادة والسيطرة على النفس، كنتم ستنجحون في الحمية، صحيح؟ هذا هو، أليس الأمر كذلك!

"من المنطقي أن قوة الارادة سنأكل بشكل أصح ونتمرن بشكل دائم، لكن في الواقع هذه صفة مبالغ فيها عندما يدور الحديث عن الحمية. انا اقترح التوقف نهائيا عن جلد الذات وأن نفهم أن جسمنا معقد كثيرا وهناك الكثير من الآليات الخارجة عن سيطرتنا"، ويوضح الدكتور حسن قيس، مدير خدمة جراحة المنظار في القسم الجراحي في المركز الطبي أساف هروفيه.

فيما يلي عدد من الحقائق التي يجب معرفتها حول الحمية وقوة الارادة:

1. وفق معطيات منظمة الصحة العالمية، فقط 6%، من الذين يعانون من الوزن الزائد 30 كغم وما فوق، يستطيعون أن يخفضوا من وزنهم والمحافظة على التخفيض على المدى البعيد باستخدام قوة الارادة: حمية غذائية، أدوية ونشاط جسدي.

2. نحن نميل الى وصم الذين يعانون من السمنة، ونوجه لهم الاتهام وننعتهم بصفات مثل الكسل أو عدم وجود الارادة، لكن هذه المصطلحات هي مصطلحات بالية متجذرة عند عامة الناس وتضر الذين يعانون من السمنة.

هناك الكثير من الاسباب التي من الممكن أن تساهم في السمنة بدءا من الجنس، الجيل ومكان السكن، من خلال البكتيريا في القولون الغليظ، أوقات الوجبات، ساعات النوم، أدوية، تدخين، غذاء الأم خلال الحمل، وهكذا بالكثير من المسببات، والتي جزء منها ما زال في مراحل البحث وتؤثر على وتيرة النزول في الوزن, الفردي لكل شخص واخرى. تحاول الابحاث اليوم، تطوير خوارزمية متطورة للتنبؤ كم سنكون رشيقين وفق رد فعل أجسامنا لكل طعام، وفق بيانات البكتيريا في القولون الغليظ، الاستجابة الخاصة لنسبة السكر في الدم، توزيع الدهون في الجسم، فحوصات الدم، الجنس، البيئة المعيشية، الجيل والخ.

3. بالرغم من الآليات المختلفة لأجسامنا والاختلاف الجيني الذي يميزنا عن بعض، ما زالت الحمية تطلب منا جميعا السيطرة على الذات وامتناع عن الاغراءات بشكل دائم. تشير الابحاث أن قوة الارادة تشبه العضلات بحاجة الى التدريب من جهة والراحة من جهة أخرى. من الأفضل أن نعرف أن قوة الارادة لا تكون في أوجها عند الضغوطات، الخوف أو الاكتئاب. ولا حتى عند العمل في ساعات الليل أو عند تناول الوجبات السريعة، القهوة أو السجائر. تضعف قوة الارادة حتى في ظل تلوث الهواء، الأمراض والأوجاع. بينما تزدهر قوة الارادة في ظروف جيدة: النوم، النشاط الجسدي والراحة النفسية.

4. عن مقاومة الجسم لفقدان الوزن، سمعتم؟ - 50% من الأشخاص الذين يتبعون حمية يعانون من ظاهرة تسمى "مقاومة فقدان الوزن"- عندما "تسبب" الحمية والتقليل في تناول السعرات الحرارية للجسم "مقاومة" للنزول في الوزن بواسطة التوفير في حرق السعرات الحرارية بشكل غير متناسب وبدون علاقة لنسبة السعرات الحرارية المحفوظة. تنطوي هذه الظاهرة على اشتراك الكثير من آليات الجسم وفي الاساس نظام أكسدة السكر والدهون، نظام الأعصاب (أدرينالين)، هورمونات (هورمونات الغدة الدرقية، هرمون الليبتين وغيرها) والعضلات. السبب الرئيسي أنه لا يصابون جميعهم ومن المؤكد ليس بنفس المستوى هو اختلاف الجينات العظيم بين الاشخاص

5. وفقا لاستطلاع الصحة والتغذية القومية الذي أجري مؤخرا بين طلاب في صفوف السابع حتى الثاني عشر، تبين أن هناك على الأقل واحد من كل أربع طلاب من أبناء الشبيبة في اسرائيل ما زال يأكل الكثير من الوجبات السريعة ويفضل الجلوس أمام التلفاز، واحد من بين ثلاثة يدخن وعلى الأقل واحد من بين اثنين يشرب الكحول.

بغض النظر من أي منظار نرى ذلك: تغذية صحيحة ونمط حياة نشط هم المفتاح لحياة صحية وجسم صحي. حتى لو لم يكن الوزن لصالحنا، أثبتت الدراسات أنه من المفضل أن تكون سمين بوزن زائد حتى 20 كغم وتعيش نمط حياة صحي، من أن تكون شخص نحيف لا يحافظ على تغذيته أو لا يمارس نشاط جسدي.

6. اذا كنتم تعانون من السمنة الزائدة ومقياس كتلة الجسم هو 35 BMI أو أكثر. أو أنكم تعانون من السكري من النوع 2 مع مقياس كتلة الجسم 30، فانه بحسب منظمة الصحة العالمية والكثير من منظمات الاطباء في العالم، عملية جراحة تصغير المعدة أثبت في العديد من الأبحاث أنه أفضل وسيلة للتقليل من الوزن والشفاء من الأمراض المرافقة، مثل السكر، ارتفاع ضغط الدم، الكولسترول العالي والخ.

السمنة المفرطة الشديدة هي مرض خطير الذي من الممكن أن يؤدي الى الموت. مثلما لن تهملوا مرض يشكل خطر على الحياة، لا تهملوا صحتكم وأنتم تعانون من السمنة الزائدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com