انتهى موسم الليغا على فرحة بالعاصمة وخيبة بكاتالونيا لأن لقب الدوري اختار من اجتهد طوال الموسم لأجله على من أظهر نقاط ضعف بأوقات كثيرة في الموسم فأنصفه باللقب رغم عدم تفوقه بحصيلة المواجهات المباشرة على منافسه الأول فمباراتين لا تكفيان لصناعة بطل دوري بل الجولات الـ36 الأخرى قد تفرض كلمتها تماماً كما حدث هذا الموسم فبماذا تفوق ريال مدريد على برشلونة وكيف جرده من لقب الدوري؟

تعدد نقاط القوة:

من الملفت أن نشاهد هداف الدوري ووصيفه يلعبان بنادٍ واحد وهذا بالتأكيد يُظهر القوة الهجومية للفريق لكن ماذا عن باقي العناصر؟ وما الذي قدمه هؤلاء لقيادة الفريق هذا الموسم؟ ببساطة لم يكُن دفاع ريال مدريد ممتازاً لكنه كان أقل ارتكاباً للأخطاء مقارنة بدفاع البارسا عدا عن الفارق الكبير بين خطي وسط الفريقين هذا الموسم من حيث الاستقرار بمجمل مراحل الدوري.

بأسلوب آخر للتعبير لم يعِش رونالدو فترة ذهاب جيدة لكن باقي العناصر تمكنوا من حماية الفريق وحين عاد الدون للتألق سجل 5 أهداف حاسمة بآخر 3 مباريات منعت الكأس من التفكير بمغادرة العاصمة لذا يمكننا القول أن نقطة تكامل الفريق انحازت بشدة لصالح الميرينغي.

دكة بدلاء قوية وعناصر عديمة الفعالية:

لعب ريال لفترات طويلة من الموسم بتشكيلتين مترادفتين فكان المدرب يغيّر 9 لاعبين بين لقاء وآخر دون أن يفقد أي شيء من بريق فريقه بل قدم نجوم الصف الثاني لريال بأوقات كثيرة أداءً أفضل من الفريق الأول وهو ما سمح للفريق بتفادي إهدار الكثير من النقاط السهلة.

على الطرف الآخر تسببت مداورة إنريكي بنتائج كارثية خاصة خلال فترة الذهاب وبكل مرة كان الفريق لا يجد معوضاً لإنييستا خاصة خلال فترة تردد راكيتيتش حول قضية تمديد عقده عدا عن عدم انسجام غوميز مع المجموعة وإلى جانب هؤلاء لم يتمتع ماتيو وألبا وديني بالقدرة الكافية على دعم دفاع الفريق عند الحاجة وهو ما تسبب بخسارة البارسا لحرب الدكة أيضاً.

تردد تدريبي:

بالوقت الذي كان فيه ريال مدريد يعيش الاستقرار التام مع زيدان كانت بوادر رحيل إنريكي قد بدأت بالظهور فنجوم الكاتالوني فقدوا رغبة الاستمرار تحت إشرافه، زيدان لم يخلق الروح بالفريق فقط بل نجح بإقناع جميع اللاعبين بإظهار أفضل ما لديهم إضافة لضرورة احترام قراراته فشاهدنا رونالدو يرضخ للجلوس على الدكة بمباريات كثيرة وهو ما ساعده للحفاظ على لياقته حتى نهاية الموسم عدا عن إفساح المجال للشبان كي يُظهروا قدرتهم بالملعب وهنا يظهر الاختلاف بين المدرب الذي فقد سيطرته على الفريق والمدرب الذي تملّك لاعبيه.

التعامل مع كل مباراة لوحدها:

لو نظرنا للجدول النهائي لليغا سنجد أن برشلونة سجل أهدافاً أكثر من ريال مدريد وتلقى أهدافاً أقل وبالتالي على الورق لا يمكننا القول أن هجوم أو دفاع الميرينغي كان متفوقاً لكن بواقع المباريات الأمر مختلف لأن ريال كان يعرف بكل محنة كيف يستعيد المبادرة سواء من خلال التبديلات أو باستخدام حل الكرات الثابتة وتألق ثنائية "كروس- راموس" أو بالاعتماد على الظهيرين الذين قدما موسماً كبيراً، في حين كان برشلونة يستعرض بالعديد من المباريات ويفوز بفارق كبير ويأتي لمباريات أخرى يفقد فيها القدرة على الحل بسبب نقص التنوع الهجومي واعتماده بشكل شبه دائم على ثلاثي المقدمة لصنع الفارق وهو ما يجعل الفريق يعاني حين يدخل بالأوقات الحرجة ولا يتمكن من تسجيل هدف كافٍ لقلب الطاولة على عكس ما اعتاد ريال مدريد.

موسم جديد من عمر الليغا انتهى تاركاً خلفه الكثير من النقاط التي سيكون على الميرينغي معرفة كيفية الحفاظ عليها وتطويرها أما برشلونة فسيحتاج لإظهار ردة فعل قوية في السوق علّه يدخل الموسم القادم بنفس جديد تحت إشراف مدرب جديد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com