الممثل ريتشارد غير: إسرائيل ضلت طريقها وتسير نحو الأبرتهايد

 يؤكد الفنان العالمي ريتشارد غير أن الاحتلال يهدم إسرائيل من داخلها ويحدد هوية مدينة القدس. ويوضح لماذا دونالد ترامب بنظره ليس سوى مهرج، ويكشف أنه كاد يقول «لا» لدوره البارز في الفيلم الشهير «السيدة الجميلة».

وفي سياق الحديث في السياسة التي طالما شغلته، يعتبر غير في حديث مطول لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائد غير أخلاقي، فاسد ماليا رغم عدم اكتراث مصوتيه بذلك.

غير، المهتم جدا بالشأن السياسي ويعتنق البوذية، يبدي قلقه من انتخاب ترامب. ويضيف «الأمريكيون صوتوا لباراك أوباما بدافع المحبة لكونه ذكيا، متواضعا وأنيقا، أما منتخبو ترامب فصوتوا له احتجاجا على الآخرين». داعيا لإعطاء ترامب ما لترامب. ويقول «الرئيس الجديد لا يعرف الكثير لكنه يعرف كيف يسوق ويبيع وقد بلغ منصبه بفضل عناوين الصحف وبفضل قدرته على تسويق شيء فارغ وكاذب، وتصريحاته مضخمة كالبنايات التي بناها وكطائرته العملاقة وهذه أنانية شكسبيرية تماما».

غير وصل إسرائيل قبل أيام، وسيشارك في العرض الأول للفيلم الجديد «نورمان» الذي يشارك فيه بشخصية البطل رجل يهودي أمريكي فاسد يقدم الهدايا والعطايا لرئيس حكومة إسرائيل. وهو فيلم للمخرج الإسرائيلي يوسف سيدار.

ويذكر أنه اهتم دائما في زياراته السابقة بلقاء إسرائيليين من كل الأطياف السياسية، موضحا أنه اكتشف هذه المرة أن كل شيء قد تغير وبات غير ممكن. وتابع «أعي أن الكثير من الإسرائيليين ستستفزهم أقوالي لكنني سأدلي بها. ينبغي أن ينتهي هذا الاحتلال فهو يدمر الجميع، ودولة ثنائية القومية ليست الحل بل ستقود لنظام فصل عنصري أبرتهايد». وشدد الممثل الشهير «على ضرورة إقامة دولتين تكون فيها القدس عاصمة مشتركة للشعبين مدينة مفتوحة حرة، فهي أصلا تتبع للعالم كله». كما يدعو لوقف الاستيطان كونه استفزازا. وتساءل كيف يعقل أن يتحكم المستوطنون بحكومة إسرائيل وكيف يمكن أن تكون إسرائيل من بين كل شعوب العالم تحكم شعبا آخر؟. وتابع «في الولايات المتحدة سار اليهود جنبا إلى جنب مع السود من أجل المساواة بالحقوق. ألتقي الكثير من الإسرائيليين وهم يقولون لي إن إسرائيل ضلت طريقها واعتقد أن كل إسرائيلي يعي ذلك. لا أفهم لماذا لا نشهد رؤية جديدة ترتبط بحقيقتكم أنتم».

وينوي غير خلال زيارته التقاء رجال حركة «يكسرون الصمت» المعادية للاحتلال، وهو يعرف تماما كيف سيتم استقبال ذلك، لكنه لا يهمه، ويقول: «تحدثت مؤخرا مع فتاة إسرائيلية من الحركة خدمت في الجيش، شابة رائعة مع قلب كبير، ويصفونها بأنها عدو للدولة. هذا يحطم القلب».