نظم مركز انجاز بالتعاون مع المعهد الاسرائيلي للديمقراطية مساء امس مؤتمر "القيادة السياسية العربية في الدولة" وذلك في مقر المعهد بالقدس الغربية بمشاركة عدد من المتحدثين العرب واليهود من بينهم شوقي خطيب رئيس مركز انجاز والنائب د. يوسف جبارين من القئمة المشتركة ومحمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ومحمد دراوشة مدير المركز للمجتمع المشترك في جيفعات حبيبة والنائب د. بني بيغن من الليكود والوزير والنائب سابقا موشي ارنس من الليكود والوزير والنائب سابقا حاييم اورون من ميرتس والناشطة الاجتماعية مقبولة نصار ووديع عواودة مدير مشروع موطن واخرين.

وقالت غيداء ريناوي زعبي مدير عام مركز انجاز لـ "بكرا" ان "الهدف من المؤتمر هو طرح العلاقة ما بين القيادة السياسية العربية والدولة والعلاقة ما بين القيادة السياسية والمواطن العربي في ظل الاوضاع الاخيرة على الساحة السياسية ووجود حكومة يمينية متطرفة وقوانين عنصرية والتغيرات الداخلية في المجتمع العربي سواء على الساحة الاجتماعية في قضايا العنف والامن والامان او القضايا السياسية مثل هدم البيوت والبناء".

القيادة العربية السياسية تعمل نحو شراكة حقيقية عادلة ومتساوية

واضافت زعبي "ما يهمنا هو طرح هذه القضايا في منابر جماهيرية هامة مثل المعهد الاسرائيلي للديمقراطية لاسماع صوت المجتمع العربي والقضايا التي يعاني منها من ان القيادة العربية السياسية تعمل نحو شراكة حقيقية عادلة ومتساوية."

وتحدث شوقي خطيب في المؤتمر عن الاجواء العامة والظروف التي تعمل بها القيادة السياسية العربية في ظل حكومة همها الوحيد الهجوم على القيادة والجماهير العربية من اجل رفع شعبيتها في المجتمع اليهودي.

وتطرق خطيب الى الجدل حول حق القيادة العربية في البقاء وتمثل الجماهير العربية خاصة انها لم تعين بل انتخبت من هذه الجماهير العربية, وقال صحيح ان المجتمع العربي فيه تغيرات ولكن رجوعه الى البعد الوطني يدلل على انه بحاجة الى قيادة تمثله بشكل وطني ويمثل انتمائه الفلسطيني ولكن من جهة ثانية تقوم هذه القيادة بالعمل على تغيير من وضعه الاجتماعي المطلبي الموجود في هذه الدولة.

ايصال صوت الجماهير العربية الى المجتمع اليهودي


واضاف يقول لذلك تحدثت عن استطلاع اعده مركزانجاز الذي بين ان اكثر من 70% من الجماهير العربية سلم الافضليات عندهم هي القضايا المحلية وان هناك توجه من هذه الجماهير العربية بضرورة ايصال صوتهم الى المجتمع اليهودي واجراء حوار وتجنيده من اجل هذه القضايا.

واشار خطيب الى ان توصيته للقيادة العربية كانت انه رغم وجود الحكومة اليمينية ينبغي ايجاد طرق للحديث مع المجتمع اليهودي وهناك ما زالت شريحة معينة من هذا المجتمع اليهودي يمكن الحديث معها وتجنيدها للقضايا الاجتماعية والوطنية والمطلبية.

من جانبه قال النائب جبارين ان اسرائيل لا يمكن ان ُتعرف نفسها كدولة ديمقراطية في حين ان النظام فيها لا يحترم ُمسلمات اساسية في كل نظام ديمقراطي وان احدي هذه المسلمات هو مبدأ المساواة والمواطنة المتساوية لكل المواطنين مضيفا ان عشرات القوانين في اسرائيل التي تميز بشكل واضح ضد المواطن العربي لذا هناك هرمية في المواطنة الاسرائيلية تضمن الفوقية للمواطن اليهودي وبالتالي هذا يناقض اي فكر ديمقراطي بالنسبة للدولة.

الجمهور الفلسطيني في البلاد غير شريك فيما يسمى بالعملية الديمقراطية


واكد النائب جبارين ان الجمهور الفلسطيني في البلاد غير شريك فيما يسمى بالعملية الديمقراطية في البلاد وطوال حوالي 70 عاما لم نكن في اي ائتلاف حكومي ولن نكون كما يبدو في اي ائتلاف حكومي مما يعني ان خمس المواطنين لا يشاركون فعلا بالحياة السياسية,هذا يدل على ان هناك خلل جدي في النظام في اسرائيل.

وحول القيادة السياسية العربية قال جبارين ان هذه القيادة تتعرض في السنتين الاخيرتين لتحريض خطير من قبل رئيس الحكومة والوزراء حيث وصل برئيس الحكومة حد وصفنا بالتماهي مع تنظيم "داعش" ورفع اعلامه وهذا يعتبر قمة التحريض وهذا يؤثر على الراي العام اليهودي الذي اصبح يرى فينا كشريك شرعي في اتخاذ القرار باسرائيل.

واضاف ان هناك تحريض ضد جمهورنا العربي الفلسطيني بحيث يؤكد الوزراء وكأننا لا نمثل قضاياهم ونركز اكثر على القضايا السياسية والقضية الفلسطينية ولكن الحقائق تقول عكس ذلك وهو ان 80% من عملنا يتركز في القضايا اليومية الحياتية لاهلنا رغم انه من حقنا متابعة قضايا شعبنا الرازح تحت الاحتلال ونقول انها محاولة من هذه الحكومة لخلق جو من البعد بين القيادة واهلنا وشعبنا ما يخدم اهداف هذه الحكومة اليمينية.

المتحدثين اليهود اكدوا على قضية يهودية الدولة


وقال ان المتحدثين اليهود وهم من اليسار الصهيوني اكدوا على قضية يهودية الدولة ولكنهم بالمقابل تحدثوا عن ضرورة الدفع اكثر بعملية المساواة وتقليص الفوارق الاقتصادية بين المجتمعين واحترام الحقوق الجماعية للمواطنين العرب والاقلية العربية ولكن هذا الخطاب يختلف كليا عن الخطاب السياسي الرئيسي السائد اليوم في الدولة من قبل هذه الحكومة. ولكن للاسف صوت اليسار الصهيوني بعيد عن اتخاذ القرار الموجود بالاساس داخل اليمين واليمين المتطرف.

وقال محمد بركه هناك نظرة فوقية تكاد تكون كولونيلية في تحليل معاهد الابحاث الاسرائيلية للعلاقة ما بين قيادة الجماهير العربية وبين الجماهير العربية , هم يتحدثون بشكل او باخر عن هذا الموضوع بانه قضية مختبرية لتساعدهم في وضع السياسات المتعلقة بالجماهير العربية , مؤكدا اننا لسنا هنا فئران تجارب لابحاث تتجاوز انتمائنا الوطني الفلسطيني وتتجاوز حقوقنا المدنية كاصحاب وطن وليس كمتلقي خدمات من دولة اسرائيل.

اجراء تغييرات جذرية في التفكير والشارع اليهودي في اسرائيل

واضاف بركة ل "بكرا" هناك من يعتقد بلهجة متعالية وأبوية انه يعرف ما هو الافضل للجماهير العربية واي قيادة يجب ان تكون لهم بينما هذه الجماهير تعرف مصلحتها وتنتخب قيادتها , وفي اعتقادي مثل هذه الابحاث يجب ان توجه بالاساس من اجل اجراء تغييرات جذرية في التفكير والشارع اليهودي في اسرائيل الموبوء بالعنصرية والنظرة الفوقية للعرب وليس في محاولة لا تدجين الجماهير العربية ولا في ايجاد مسالك ومسارب لتوجيه قيادتها وتوجهاتها.

واكد محمد دراوشة مدير المركز للمجتمع المشترك في جيفعات حبيبة على ان حق محاسبة القيادة العربية هو حق محفوظ للجماهير العربية فقط، ولا يجوز ان تأتي المحاسبة من جهات خارجية، وخاصة المجتمع والقيادات اليهودية التي تستغل الامر لمحاولة سحب شرعية المشاركة السياسية المؤثرة للقيادات العربية.

واشار دراوشة الى ان تقييم نجاح قياداتنا السياسية لا يوزن فقط من خلال ميزان نجاحهم في حشد الدعم الشعبي العربي لهم، وإنما بقدرتهم لاستقطاب حيّز كبير من المجتمع والساسة في مجتمع الأغلبية اليهودية، للتماثل مع قضايا تهمنا، استناداً لمبدأ المصالح المشتركة.

التمييز ضد العرب واعلان مواقف عنصرية ضدهم


اما الناشطة مقبول نصار فقالت انه اننا نعيش اليوم في اسوأ الحكومات اليمينية المتطرفة التي تهدف الى التمييز ضد العرب واعلان مواقف عنصرية ضدهم.

واشارت الى المحاولات اليهودية لنزع الشرعية عن تمثيل اعضاء الكنيست العرب وتساءلت على اي اساس يتم ذلك؟ مؤكدة انها محاولات تهدف لتأكل بنية الشرعية وتكاتف المجتمع العربي مع قيادته.

ومن جهة ثانية شددت على انه لا يمكن الابتعاد عن الخطاب القومي والوطني لانه مع تدهور الفاشية اليهودية في اسرائيل لا يمكن التنازل عن حقنا كاقلية قومية وقالت اذا كانت هذه الدولة تريد بالفعل احتواء العرب كمواطنين متساويين كما تصرح عليها قبول الطرح القومي والوطني لانه من حقنا العمل بشكل صادق على المساواة وتعديل كل الظلم الذي يستهدف المواطنين العرب.

اسرائيل تسعى منذ سنوات لشيطنة القيادات السياسية في اراضي 48

فيما قال وديع عواودة ان اسرائيل تسعى منذ سنوات لشيطنة القيادات السياسية في اراضي 48 بهدف استكمال عملية الاسرلة وحسم موضوع يهودية الدولة حتى لا يكون هؤلاء "فلسطينيو الداخل" عائقا امام مشاريعها فيما يتعلق بهويتها ورؤيتها ومواقفها مضيفا انها تعمل ذلك من خلال اعلامها وطبقاتها السياسية وتدعي انهم منشغلون بالقضية السياسية بعيدين عن الحياة وهمومها اليومية وحقوقهم المدنية وتستخدم اساليب دماغوغية للنيل منهم ومن مصداقيتهم في محاولة لسحب البساط من تحت اقدامهم والتحريض عليهم.

واشار الى ان الحقيقة مختلفة تماما فمن حق فلسطينيو الداخل الانشغال في قضيتهم الام باعتباره واجب اخلاقي وسياسي ووطني وقومي وهم جزء لا يتجزء من الشعب الفلسطيني وهناك استحقاقات للانتماء لهذا الشعب مؤكدا انه لا يمكن الحصول على حقوق مدنية ومواطنة حقيقية طالما ان الاحتلال والصراع لم ينتهي ولم يتوصل الطرفان لتسوية مقبولة. وقال ان المسؤول قانونيا واخلاقيا وانسانيا على توفير الحقوق وليس منة هي الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com