لا يتوقف مارد حوادث الطرق عن خطف أرواح أبناء مجتمعنا، ورغم كل حملات التوعية، ورغم القوانين الشديدة، ورغم كل المحاولات لمنع هذه الحوادث، إلّا أنها لا تتوقف، فاليوم قتل شاب قرب قلقيلية وأصيب 7 ، وقبل أيام قليلة فجعت الناصرة بمصرع محمد واكد وميار زيود بحادث طرق مروع على شارع 60 بين الناصرة والعفولة.

تُفجع المدينة، أو البلدة التي يموت أحد أولادها بحادث طرق، ويعم الحزن عليها لساعات قليلة أو لأيام معدودة، وتعود الحياة لمجرياتها، بل ويعود الشباب للقيادة بسرعة ولعدم الانتباه دون الالتفات إلى ما حصل مع ابن بلدهم، أو ابن شعبهم أو مع أي انسان تعرض لحادث طرق، ويبقى الحزن يحيط فقط بعائلة المرحوم، فهي بيوم وليلة ودون أي سابق إنذار، تحولت من عائلة عادية لعائلة مفجوعة، من عائلة لديها ابنها البهي إلى عائلة فقدت ابنها.


لا اصدق ان ابني صاحب السمعة الحسنة والمحبوب قد توفي بحادث طرق!

سعيد واكد، والد المرحوم الشاب محمد واكد من الناصرة بدأ حديثه لـ"بـُكرا" متأثرًا، حيث قال بحرقة: حتى هذه اللحظة لا اصدق ان ولدي محمد قد توفي بهذا الجيل الصغير وخلال حادث طرق ولكن بالنهاية هو قضاء وقدر، محمد هو بكري وعمره فقط 22 عاما، كان يحب الحياة ومقبلا عليها في البداية لم يتجرأ أي شخص ان يخبرني بان ولدي قام بحادثة سير او حتى من أخبرني لم يخبرني بانه توفى او الطريقة التي جرت بها الحادثة ما فهمته فقط ان ابني قد توفي بحادثة طرق وفقط اليوم علمت ان الحادثة قد حصلت نتيجة سرعة وان ولدي محمد لم يكن السائق بل كان يجلس بجانب صديقه، صحيح ان الموت هو قضاء وقدر ولكن ادعو الشباب بان يحذروا على الشارع وان يقودوا بحذر. ابني محمد كان يعمل بالجنوب وكان يقود السيارة يوميا وبحذر حيث كان مسؤولا عن توصيل عدة أرواح للعمل وكان على قدر عالي من المسؤولية يثق به الجميع، ابني كان يصلي ومؤمن وملتزم دينيا وليس شابا طائشا بل كان محبوبا جدا وذات سمعة واخلاق حسنة بين الناس، كان شابا وسيما ودائم الابتسامة، يداعب جميع افراد العائلة ويضفي أجواءً رائعة ومضحكة في المنزل

الحادث وقع بسبب السرعة وابني لم يكن السائق!

وعن تفاصيل الحادثة قال واكد لـ"بـُكرا": بعد ان عاد ابني من عمله الى البيت طلبت منه ان يذهب للسهر لدى صديقه وهو قريب للعائلة يقطن في نفس الحي حيث كان سيخطب في اليوم التالي يوم السبت وبانني سألحقه، وبالفعل توجه محمد الى العائلة بسيارته وجلس لفترة، وبعد مرور ساعة اتصل به صديقه وجاء واخذه بسيارته علما انه قال لأقربائنا بانه سيغيب ساعة ليس اكثر، وبانه سيقوم بإحضاري أيضا خلال عودته، بعد ذلك توجه ابني محمد وصديقه المرحوم علي بسيارة الثاني الى منطقة العفولة بهدف السهر والجلوس بمقهى هناك حيث كان بانتظارهم بعض الأصدقاء وبالطريق تعرضوا بالحادث وكما علمت بان سبب الحادث هو السرعة ولا اعلم اكثر تفاصيل.

السيارات هي وسيلة نقل وليست قتل!
وتابع واكد لـ"بــُكرا": ابني كان يحب الحياة ويحب العمل كما كان يتدرب ويقوم بكمال الاجسام بشكل مستمر، كان مقبلا على الحياة صحته جيدة ويحاول بشكل مستمر ان يحافظ على صحته ونفسه، لا يستعمل التدخين وملتزم دينيا ومواظب، أتمنى ان يكون حادث الطرق الذي اودى بحياة ابني محمد هو اخر حادث طرق وانصح الشباب بان يتمهلوا اثناء القيادة لان الشارع اصبح حرب ومعركة وان يتذكروا بان أهلهم ينتظرونهم، الشوارع في البلاد خطرة جدا ويجب الحذر بالتعامل معها، الشوارع ليست للسباق او السرعة، والسيارات هي وسيلة نقل وليست وسيلة قتل، من يتمهل اثناء القيادة يصل لربما متأخرا بعض الشيء ولكن بالمقابل فانه يحافظ على حياته وحياة الاخرين.

 

#عشان_خلص
يذكر أن موقع "بـُكرا" وبمبادرة مشتركة مع السلطة الوطنية للأمان على الطرق، أطلق حملة " عشان_خلص"، للتوعية من أجل الأمان على الطرق، والحد من حوادث الطرق، والتي من خلالها تم التوجه لعدد من الشخصيات المعروفة في مجتمعنا، حول أهمية، حزام الأمان، الذي هو "بمثابة الوقاية خير من العلاج "، لكونه يوفر الحماية لجميع ركاب السيارة، وهذا امر مثبت ومؤكد، إذا ان هذا الحزام يمنع وقوع إصابات شديدة، وهذه الإصابات ليست حتما " قضاء وقدر"!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com