رد الفلسطينيون على التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مقابلته مع "صوت إسرائيل" والتي زعم فيها "يهودية الاقصى" في القدس الشرقية.

واكد الشيخ محمد أحمد حسين – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية- خطيب المسجد الأقصى المبارك، ، أن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد وحق خالص للمسلمين وحدهم، لا يحق لأحد سواهم التدخل في شؤونه، وهو ذو أهمية خاصة لدى المسلمين في أنحاء الدنيا جميعها، وقرار المس به خطير ومدان بكل المعايير، مذكراً بهذا الصدد بقرار منظمة اليونسكو القاضي بأن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين، وأنه لا وجود لأي علاقة للاحتلال الإسرائيلي بالمسجد وأسواره وباحاته وأسفله.

تجاوزات خطيرة

ووصف المفتي تلك التصريحات بتجاوزات خطيرة، وأنها تحدث خرقاً في معالم الوضع المقر دولياً بخصوص القدس، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الاطلاع على قرارات اليونسكو ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية التي تخص القدس ومسجدها الأقصى المبارك، مطالباً بتطبيق القرارات الشرعية الدولية بالخصوص، بدلاً من إطلاق عبارات المجاملة المتحيزة إرضاء للمتطرفين والمستوطنين.

وناشد المفتي الأمتين العربية والإسلامية بذل أقصى جهودهما العملية لحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس، ونصرتهما بكل الوسائل والطرق المتاحة، للحفاظ على المدينة المقدسة ومنع سياسة فرض الأمر الواقع التي تجري على قدم وساق، على الأرض الفلسطينية وبخاصة في مدينة القدس ومحيطها، والتي تتمحور حول تغيير ملامحها العربية والإسلامية.

صبري: لا تتدخل فيما لا يعنيك

بدوره قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في تعقيبه على تصريح غوتيريس أن هذا التصريح ليس من اختصاصه وهو أمر يتعلق بالتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية وليس من صلاحية الأمين العام أن يقرر بان هيكلا لليهود كان اسفل الأقصى. وان عليه أن يعلم حقيقة كون المسجد الأقصى هو حق يخص المسلمين وحدهم وان لا ينخدع بالتشويه الاسرائيلي وتزوير التاريخ.

وأصاف " ومن المعلوم أن اليهود انفسهم لم يستطيعوا ان يثبتوا هذه المعلومة المغلوطة وان الحفريات المستمرة منذ عشرات السنين لم تعثر على حجر واحد يشير الى الهيكل المزعوم. وينبغي على الأمين العام أن يكون حياديا وان يكون موضوعيا ايضا. وألا يتدخل فيما لا يعنيه".

تصريحات خارج نطاق صلاحيته

وأدانت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية المزاعم التي تفوه بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مؤكدة أن لا علاقة لإسرائيل بالمسجد الأقصى المبارك ولا ساحاته ولا أسفله أو أسواره، مذكرة بقرار منظمة اليونسكو القاضي بأن المسجد للمسلمين فقط دون غيرهم.

وأضافت الدائرة، أن الأمين العام خرج عن حياديته ومهامه ودوره في هذا التصريح الخطير، وانحاز بشكل سافر إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ينم عن جهله الواضح بالقرارات الدولية بشأن القدس المحتلة.

وقالت الدائرة، أن مهمة الأمم المتحدة وأمينها العام على المحك ما لم يعتذر جوتيريس عن تلك التصريحات الخطيرة، وهو ما يتناقض والقانون الدولي، والذي من مهمة الأمم المتحدة الحفاظ عليه وتطبيقه.

ودعت الدائرة المجتمع الدولي ومنظماته بشكل عام، والدول العربية والإسلامية بشكل خاص، إلى الاضطلاع بدورهم والتصدي لتلك المزاعم، والتي تشجع إسرائيل ومتطرفيها على المزيد من الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك والقدس الشرقية المحتلة بشكل عام، وهو ما يقوض حل الدولتين، ويتناقض مع عشرات القرارات ذات الصلة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com