انهى مشروع "نساء على درب العودة"، الذي يُدار بالتعاون ما بين "كيان-تنظيم نسوي" و-”جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، هذا الأسبوع، مرحلة التثقيف الثالثة، حيث تلقت النساء المشاركات في المشروع معارف في بناء الحملات المجتمعيّة ومحاضرات قيّمة في مجال التخطيط والبناء والأرض والمسكن في ظل سياسات وممارسات الدولة العنصرية.

يُشار إلى أنّ المشروع الذي يشارك به أكثر من 80 امرأة فلسطينية موزعات جغرافيًا في 5 مجموعات من؛ مجدالكروم، الحسينية، الجديدة المكر، يافة الناصرة، وحيفا، أنطلق العام الفائت (2016) ويستمر هذا العام (2017) بتنظيم وتطوير العمل الميداني، المحلي والقطري، من خلال سلسلة جولات إلى القرى المهجرة، محاضرات وورشات توعوية وفعاليات أخرى متنوعة، وذلك بهدف تدريبِ النساء على خطاب ونشاط العودة وزيادة انخراطهن ونشاطهن في المجال وضمان وضع الموضوع على الاجندة العامة.

حملات في التنظيم المجتمعي 

وتم هذا الأسبوع البدء بتدريب المشاركات على آليات لبناء حملات تنظيم مجتمعي بتوجه نسويّ، حيث تم خلال الورشات التطرّق إلى مفهوم التنظيم المجتمعيّ وجوهره في العمل، كما وتم إكساب المشاركات آليات ومعارف في التخطيط الاستراتيجي والعمل المُنظم والتحشيد للحملات المراد ترويجها مجتمعيًا.
إلى ذلك، تم تدريب المشاركات على التفكير بمفهوم "التكتيك"، مما يعني الفعاليات الخلاقة القادرة على الانتشار بسرعة، كما وتم التطرق إلى مرحلة التقييم وقياس مدى نجاح أو فشل الحملات المجتمعيّة التي تم إطلاقها وضرورة العمل على استخلاص العبر والتحسين مستقبلا.
وقام بتدريب المشاركات الناشطة المختصة في مؤسسة "أهل" فداء شحادة حيث عرضت أمام المشاركات عدد من الحملات الناجحة مثل "برافر لن يمر"، وشارك ايضًا في تعزيز المواد النظرية كل من الناشط سليمان فحماوي الذي تحدث عن حملة اراضي الروحة والناشط وسام عريض الذي تحدث عن حملة الدفاع عن اراضي الطنطور.
وانتهى التدريب في مجال الحملات المجتمعيّة باتفاق المشاركات على بناء عدة حملات منها؛ رفع الوعي لمسارات للمشي والرياضة في القرى المهجرة بهدف تعزيز الوعي لدى النساء والشباب لحق العودة وايضًا للحفاظ على صحتهن، اعادة إحياء القرى المهجرة من خلال زرع يافطات تشير إلى بيت كل فرد قد تهجر من قريته ومكان الجامع او الكنيسة، وحث الطلاب على زيارة القرى المهجرة بهدف اعمارها مرة أخرى وتعزيز الوعي ايضًا لدى شريحة الشباب لحق العودة، وذلك من منطلق الايمان بان القضية لا تقتصر على شريحة محددة انما هي قضية الأقلية الفلسطينية بكافة فئاتها. 

محاضرات في مجال التخطيط
واستمرت المحاضرات التثقيفية ايضًا بلقاءات جمعت ما بين المشاركات وبروفسور يوسف جبارين، المحاضر المختص في مجال التخطيط والبناء في معهد التخنيون، حيث تطرق جبارين في محاضراته إلى معطيات تتعلق بالأرض والمسكن مشيرًا إلى أنّ 93% من الأراضي حاليًا بملكية الدولة وفقط 2.2% من الأراضي بملكية عربية.

وأضاف بروفسور جبارين أنّ هنالك 940 بلد لا يسكنها العرب في إسرائيل وقسم منها يُمنع من العرب ذلك كالكيبوتسات والقرى التعاونية، كما وأنّ سياسة المؤسسة عامةً في مجال التخطيط والبناء هي محاصرة كل بلد في منطقة صغيرة. 

وفي معرض حديثه عن النقب ذكر أنّ هنالك 40 بلدة غير معترف بها وأن قرابة الـ 5000 منزل تم هدمها موضحًا أنّ التحديات التي تواجه أهل النقب حاليًا تستوجب أن نضعها صلب اهتمامنا وأنّ تتحول إلى القضية الأولى.

وأشار جبارين إلى أنّ عدا النقب وقلنسوة، حيث تعرّض 11 منزلا مؤخرًا للهدم، هنالك عدة اوامر هدم لآلاف البيوت في البلدات العربية منها 7000 بيت في الدالية وعسيفا و 1500 بيت في طمرة. 

وتطرق بروفسور جبارين إلى مخطط الطنطور، التي تعرضه الحكومة الإسرائيلية كنوع من الحل لضائقة السكن في البلدات العربية، إلا أنّ هذا الحل يهدف إلى تكثيف السكن بالبلدات العربية القائمة، عدم توسيع مناطق نفوذ البلدات الحالية، تفريغ عكا من سكانها العرب، ناهيك على أنه يتحدث عن مصادرة آلاف الدونمات قرب الجديدة المكر مقابل إسكان 100 الف نسمة فقط. 

وخلص بروفسور جبارين في محاضرته إلى التأكيد أنّ سياسة التخطيط والبناء في إسرائيل تشير إلى ابرتهايد، رغم أنّ ما يحدث هنا لم يحدث في جنوب افريقيا، إلا أنه رفض أن يُحّمِل كامل مسؤولية ذلك للمؤسسة الإسرائيلية مشيرًا أنّ قسمًا من رؤساء سلطاتنا المحلية يتحملون مسؤولية ذلك بسبب سوء التخطيط. 

وشدد للحضور من النساء أنّ قضايا التخطيط والمسكن يجب أن تأخذ بعين الاعتبار نمط المعيشة للمجموعة السكانية التي يُراد أن يرسم لها خرائط هيكلية كما ويجب أن تكون حساسة جندريًا، مثنيًا على عمل "كيان" الخاص والمميز في مجال رفع وعي النساء وزيادة مشاركتهن الفعالة في هذا المضمار. 

رسالة المشروع
وفي تعقيبٍ لها، قالت راوية لوسيا- مركزة المشروع من قبل "كيان": المشروع يهدف إلى تدريب المشاركات ليقمن لاحقًا بتطوير نشاطات جماهيرية خلاقة وتفاعلية حول حق العودة، وتدريبهن في مجال بناء الحملات المجتمعيّة يساهم حتمًا في تدعيم نشاطاتهن مستقبليًا.
وأضافت: المحاضرات فيما يتعلق بالتخطيط والمسكن تأتي من باب رفع الوعي لقضايانا الحارقة، التي تتعلق بصورة مباشرة بالنكبة والتهجير، وبالاعتماد على رسالة "كيان"، حيث نرى انّ هنالك ضرورة بأن تكون المرأة شريكة في تحديد هوية المكان، ليس فقط من باب الشراكة والإنصاف فقط، إنما لتكون الرؤية شمولية أكثر وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات المرأة وقدراتها على التأثير الفعلي في الحقل.
واختتمت: من المهم الإشارة ايضًا إلى أنّ العمل على المشروع المشترك بين الجمعيتين سيستمر بشكل مكثف لتطوير ومأسسة حراك نسائي وشبابي مستدام في مجال العودة.

وفي حديث مع محمد كيال، مركز المشروع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، قال: توضح وتؤكد المحاضرات والمداخلات حول النكبة والتهجير وحول مخططات سياسية بمصادرة الأراضي، إن السلطات الإسرائيلية تعمل وتستمر من أجل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، وذلك من خلال ارتكاب المجازر والاحتلال العسكري وفرض الحكم العسكري وتطبيق أنظمة الطوارئ على المجتمع الفلسطيني والأراضي العربية، وسن عشرات القوانين التي تهدف الى مصادرة الأراضي العربية.

وأضاف كيال: من اجل مواجهة هذه السياسات الإسرائيلية يجب أن منح موضوع التخطيط أهمية كبرى ويجب اشراك كافة قطاعات شعبنا في التخطيط وفي الأساس النساء، ويجب على السلطات المحلية العربية ان تعد المخططات الجيدة بالاستعانة بمخططين مهنيين ووطنيين وان تجند خبراء قانونيين من اجل إقرار خرائط هيكلية ومناطق نفوذ تأخذ بالحسبان أولا وأخيرا مصالح السكان والمواطنين ومستقبلهم، ومن اجل ذلك يجب تشييد القيادة السياسية وكل الحركات والأحزاب السياسية والجماهير والرأي العام العالمي وتنظيم حملات مخطط لها جيدا تزرع الامل والايمان في نفوس الجماهير بالنجاح في المحافظة على الأرض وافشال مخططات السلطة كما حدث في الحملات التي فشلت مخطط برافر ومخطط الاستيلاء على أراضي بلاد الروحة والتصدي لمشروع المدينة في طنطور في الجديدة المكر.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com