تعتبر قرية لفتا المهجرة من اوائل القرى الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل وشردت اهلها وهي من بين 534 قرية مدمرة ومن بين 68 قرية من قرى القدس منها 38 قرية مدمرة.

وقال الباحث يعقوب عودة رئيس هيئة حماية الموروث الثقافي لهذه القرية المهجرة انه منذ شهري اب وايلول عام 1948 ، تم جلب 70 عائلة من اليهود الشرقيين وفي عام 51 وصل عدد اليهود في القرية ، الى 400 عائلة من العراق وايران وتركيا والاكراد ليحلوا مكان اهالي لفتا وفق ما قاله الباحث يعقوب عودة رئيس هيئة حماية الموروث الثقافي لهذه القرية المهجرة .

المخطط الهيكلي .....


واضاف: في عام 59 اعتبر المخطط الهيكلي لمدينة القدس قرية لفتا محمية طبيعية وفي عام 64 اعتبرت سلطة الاثار الاسرائيلية لفتا محمية اثرية.

واشار عودة الى انه بحكم موقعها تمتد القرية من قالونيا وحتى سفح جبل الزيتون الغربي لواد الجوز مرورا من سور القدس من باب الخليل الى باب الجديد الى باب الساهرة وحتى باب الاسباط .

وتقع لفتا على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر وتحيط بها قرى قالونيا وبيت اكسا وبيت حنينا وشعفاط والعيسوية والطور ومن الجنوب دير ياسين والمالحة.

وبين عودة ان هناك عدة مخططات اسرائيلية استهدفت لفتا وان ما تبقى من ارضها قبل النكبة بلغ 12 الف دونم وكان ينتشر عليها 550 منزلا يسكنها 3 الاف نسمة. وتاريخيا كان في لفتا عام 1553 حسب الوثائق العثمانية 71 بناء مستعملا . وفي بداية عام 1968 استهدفتها المصادرة الكبرى في زمن ليفي اشكول وهو ثالث رئيس وزراء في اسرائيل ، بحيث تم مصادرة 3245 دونما. واقيم عليها مستوطنات كثيرة منها راموت ورامات اشكول وكذلك من منطقة المصرارة وحتى شعفاط بما فيها مستوطنة التلة الفرنسية التي اقيمت على جزء من ارض لفتا.

واوضح عودة ان من المخططات الاخرى كان هناك مخطط رقم 6036 عام 2004 لبناء 267 "فيلا " لتحويل لفتا الى حي يهودي سكني فاخر على 455 دونما بما يشمل ايضا فندقا ومركزا تجاريا ونواة متحف .

على ضوء ذلك توجه اهالي لفتا حسب الاجراءات التنظيمية ، الى اللجنتين المحلية واللوائية ولكنهما لم تستجيبا للاعتراضات التي قدمت لا من الاهالي ولا من المعارضين لمخطط لفتا سواء كانوا يهودا او عربا او مؤسسات اجنبية.

وتابع يقول : في 29-12-2010 ، نشرت دائرة اراضي اسرائيل التي سلبت اراضي وممتلكات الفلسطينيين عام 48 ، عطاء عن بيع عشر قسائم من اراضي لفتا ، الا ان الاهالي من خلال هيئة حماية الموروث الثقافي للبلدة والائتلاف من اجل لفتا ، اضافة الى خمسة معترضين من مخططي المدن ومؤسسات حقوقية واكاديميين وشخصيات اعتبارية وقعوا ضد المخطط . وقررت المحكمة في 6-2-2012 ، ان هذا العطاء لبيع اراضي لفتا باطل ولاغي لان سلطة اراضي اسرائيل لم تجر مسحا اثريا حسب قانون التنظيم والبناء وبالتالي جمد المخطط . ومنذ ذلك الوقت لم تعلن سلطة اراضي اسرائيل عن اي شيء لكنها عمليا تنفذ المخطط من خلال هدم بيوت من القرية القديمة اسفل شارع القدس - يافا بحيث هدمت 3 منازل بعد اخلاء سكانها وبقي 11 منزلا . وكان من المقرر ان تهدم نهاية العام الجاري .

حديقة ومنطقة رياضية .....


واوضح الباحث عودة ، ان دائرة اراضي اسرائيل اقامت حديقة على اراضي لفتا ومنطقة رياضية وهي بصدد شق شارع ، حيث وضعت علامات عليه. مؤكدا على ان هذه المشاريع تعتبر التفافا على قرار المحكمة في عدم اجرائها مسحا اثريا حسب قانون التنظيم والبناء وقانون سلطة الاثار.

وقال :" نحن كأهالي لفتا ضد هذا المخطط ونعترض عليه وضد مخططات اخرى شرعت السلطات الاسرائيلية بتنفيذها على اراضي لفتا ، منها مخطط رقم 5885 لبناء 430 وحدة استيطانية لكبار ضباط الامن حسب ما نشرت الصحف العبرية وهي الان بصدد انجازها." ، مشيرا الى مخطط آخر لبناء اكثر من 1447 وحدة استيطانية على شكل عمارات على اراضي لفتا وبيت اكسا وبيت وسوريك وبيت حنينا.

واكد عودة ان هذه المخططات تستهدف قرية لفتا التي يسكن اهاليها على بعد عشرات الامتار من اراضيهم والالاف منهم يسكنون مدينة القدس ويحملون هوية زرقاء ، مشددا على ان ذلك يعتبر اعتداء صارخا ضد اتفاقية جنيف والقوانين الدولية وان اهالي لفتا هم احق بتنظيم اراضيهم والبناء عليها والعودة اليها والسكن فيها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com