هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أكد أن أمريكا تدعم حل الدولتين بقوة ولن تتنازل عنه.

وبعد أن افتتح نتنياهو كلمته بتوجيه شكر الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها برئاسة أوباما، وذكر "بالصداقة العميقة بين الدولتين"، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مبديا مدى تفاجُئه بأقواله، ووصف خطاب كيري بأنه "مخيّب للآمال".

وقال نتنياهو: "لقد تفاجأت، هذا ما يركّز عليه وزير خارجية الولايات المتحدة، أكبر قوة عظمى في العالم، في أحد خطاباته الملخصة طوال ساعة كاملة؟ الشرق الأوسط كله يشتعل، الارهاب يستعر، وطوال ساعة كاملة يواصل وزير الخارجية بمهاجمة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمي الاستقرار في المنطقة"؟ وأضاف "ربما لم ينتبه كيري ولكن اسرائيل هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يستطيع فيه المسيحيون الاحتفال بعيد الميلاد بامن وهدوء. كل هذا للأسف لا يهم وزير خارجية الولايات المتحدة".

واتهم نتنياهو الوزير كيري بتقديم قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وخلق معادلة منحازة "هو يتحدث تقريبا فقط عن القدس ولا ينطق ببنت شفة عن الارهاب. في قرار الأمم المتحدة الذي بادر اليه، يتحدثون عن تحريض +مجهول+. لا يعرف ممن. المستوطنات هي لاسرائيل ولكن التحريض في +الحقل+".

وقال ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر تعقيبا على خطاب جون كيري: "تماما كالقرار الذي دفعه وأيده الوزير جون كيري في مجلس الأمن، كان خطابه الليلة منحازا ضد اسرائيل. طوال ساعة تحدث كيري بهوس عن المستوطنات ولم يتطرق للقضية المركزية وهي الرفض الفلسطيني لدولة يهودية بأية حدود كانت".

جون كيري في خطابه الليلة وردود فعل

وقال كيري في خطابه إن حل الدولتين معرض للخطر بسبب المستوطنات، مضيفا "أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل إسرائيل في آن واحد". وأضاف في خطاب شامل عرض فيه رؤيته لحل الصراع أن "إسرائيل تحاول الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية" مؤكدا أن "ذلك سيؤدي إلى احتلال دائم" للأراضي الفلسطينية. وحول التصويت قال كيري "إن التصويت في الأمم المتحدة كان يتعلق بالحفاظ على حل الدولتين".

وقال رئيس لجنة الكنيست يوأف كيش قائلا إن "وزير الخارجية الأمريكي يتحدث عن صداقة وفي الآن ذاته يشارك بدور مركزي في ضربة تضع بقعة على التحالف من طويل الأمد بين اسرائيل والولايات المتحدة". واعتبر أن الادارة الأمريكية لم تفعل أي شيء لأجل اسرائيل.

واعتبر سفير إسرائيل في الأمم المتحدة - داني دانون أن الولايات المتحدة تنازلت عن اسرائيل "تنسيق الخطوات المعادية لاسرائيل مع الفلسطينيين ودفع قرار أحادي الجانب ضد اسرائيل في مجلس الأمن ليس كدعم اسرائيل، بل العكس. إدارة أوباما تعمل ضد اسرائيل في الأمم المتحدة وكل شيء غير ذلك هو ضحك على اللحى".

واضاف دانون "ليست الخطابات والتصريحات ولا قرارات أحادية الجانب من الأمم المتحدة هي التي ستؤدي الى السلام في منطقتنا بل فقط استنكار الارهاب، وقف التحريض والعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة. على الفلسطينيين أن يفهموا ذلك". وشكر الرئيس المنتخب دونالد ترامب على دعمه لاسرائيل.

واعتبرت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف أن الأم الوحيد من أقوال كيري هو الأمل الذي يمنحه "للمنظمات الارهابية" على حد قولها، داعية وزير الخارجية الأمريكي "الى تقسيم واشنطن. القدس كانت عاصمة الدولة اليهودية قبل 3000 عام وستبقى كذلك في الـ3000 عام التالية والى الأبد".

واعتبرت تسيبي ليفني أن كيري يضع اسرائيلي أمام القرار الصعب "فقط نحن علينا الاختيار بين اسرائيل آمنة، يهودية وديمقراطية - أو دولة واحدة ثنائية القومية وتعيش صراعا".

وأكدت ليفني - من حزب المعسكر الصهيوني، أنه بنظرها "دولتين للشعبين هي مصلحة اسرائيلية واضحة وهذا هو النقاش الداخلي والحقيقي والوحيد الذي يجب البت به: الانفصال عن الفلسطينيين أو دولة واحدة".

وقالت رئيس كتلة حزب ميرتس اليساري - عضو الكنيست ايلان غيلؤون "أقوال كيري غير مفاجئة، فقد شكلت الحقيقة الواضحة المعلومة للجميع . دولتان هو الحل الوحيد للأزمة في منطقتنا. الى أن يتمتع الفلسطينينون بالتحرر القومي بشكل دولة ذات سيادة كما نحن نعيش ونمارس حقنا بالتحرر القومي بشكل دولة اسرائيل، سنضطر لمواصلة ادارة الأزمة وليس حلها". وتابع "أرض اسرائيل التاريخية تابعة للشعبين، اليهود العائدين الى أرض أجدادهم، والفلسطينيين الذين عاشوا هنا طوال عقود. لذلك فإن حل الدولتين هو الاحتمال الوحيد لمن يدعم أجندة الحياة وليس أجندة الموت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com