وصف المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في الأراضي المقدسة بييرباتيستا بيتسابَلا ، العام 2016 بانه كان عاما صعبا .

وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده عشية عيد الميلاد المجيد في مقر البطريركية اللاتينية في البلدة القديمة من القدس : " اننا نحتاج فيه اكثر من كل زمن مضى الى ان نوسع افاقنا ونجدد امالنا."

ورأى ان مستقبلنا في الارض المقدسة ما زال مغلقا ويبدو ان لا احد لديه رؤية وقال : ما زالت العوائق على ما هي دون السلام في اسرائيل وفلسطين وكذلك العوائق التي هي غياب الحوار وعدم الالتزام بسلام حقيقي مبني على العدل والامن .

واضاف :" نتيجة لعدم الوحدة وبسبب خلل في الرؤية لدى الطرفين ، يبدو ان الكراهية والعنف يتغلبان على العقل والحوار وعلى السياسيين ان ينظروا بشجاعة الى شعوبهم المتألمة ويطالبوا بالسلام والعدل للكل ."

بناء الجدار في الكريمزان

وعبر المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية ، عن اسفه لبناء الجدار في الكريمزان بعد معركة طويلة بالرغم من نداءاتنا المتكررة الموجهة الى السلطات الاسرائيلية ، حيث صودرت اراضي لعائلات مسيحية فحرموا من ميراثهم الطبيعي .

وتابع : أن " وضعُنا في الأرض المقدسة يردّد صدى الوضع في العالم كلّه الذي يواجه التطرف المتزايد والأصولية. وما يؤثِّر فينا هو أن نرى أن هذه الأصوليّة متأصِّلة في جيل الشباب. لقد ندَّدنا بأعمال عنفٍ وتخريبٍ كثيرة في السنة الماضية، ارتُكِبت بحقّ المسيحيين، بتدنيس الكنائس والمقابر".

ايجاد الحلول ومعالجة المشاكل من جذورها

وقال :" لا نريد أن نرفع صوتنا للتنديد وحسب ، ولكننا نريد أن نساعد في إيجاد الحلول ومعالجة المشاكل من جذورها، وأن نقدم لجيل الشباب مستقبلا أفضل. التربية في نظرنا اساسية. هذا هو البدء الصحيح لمستقبل أفضل للجميع. بالرغم من ذلك فإن مدارسنا في إسرائيل ما زالت تمر بمحنة لم يسبق لها مثيل، وحتى الآن لم تُقدَّم لها حلولٌ عملية ".

وبشأن ترميم قبر يسوع المسيح في القدس في كنيسة المهد في بيت لحم، قال :" تم العمل فيها بتعاون الكنائس المختلفة ... هما مثالان رائعان يبيّنان لنا كيف يمكننا، إن عملنا معًا، أن نبني على الصخر. وككنيسة سنتابع أيضا من دون توقّف العمل مع كل أصحاب النوايا الصالحة، يهودًا ومسلمين ودروزا وحتى مع غير المؤمنين، لنبني جسورا ونساعد أفقر الفقراء، ونربي الأولاد، ونرحب باللاجئين الذين لا مأوى لهم".

من جهة أخرى ، اكد المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في الأراضي المقدسة إن "الحالة في سوريا والعراق ومصر كلُّها مأساة ". وقال :" في تلك البلاد، مهد الحضارات، دائرة العنف المفرغة تعمل وتبدو مستمرّة من غير بارقة أمل ومن غير نهاية. كلنا رأينا صُوَر حلب في الأسبوع الماضي، وصور المنطقة كلّها في سنوات الصراع الطويلة".

وأضاف :" العراق وسورية دُمِّرَتا. الحرب وطرق القوّة التي لجأ إليها الناس لم تستطع أن تأتي بالسلام والعدل. إنما أتت فقط بمزيد من العنف والموت والدمار. حروب مرعبة عمياء يقودها تجار الأسلحة، ولعبة مصالح الأقوياء، والأصوليّات التي لا تتراجع. السلام يعني مفاوضات سياسيّة وحلولًا. الجيش يمكنه أن يكسب الحرب، أما البناء فيحتاج إلى السياسيين والدبلوماسيين المحنّكين. وهذا غير موجود. مصالح كثيرة تتصارع في هذه الحروب. وفي نهاية الأمر، الفقير والضعيف هما اللذان يدفعان الثمن، وقد دفعا أكثر من اللازم".

وتابع يقول :"في مصر، الجماعة المسيحية تعيش تحت تهديد مستمرّ. سمعنا قبل أسبوع بتفجير الكنيسة البطرسيّة في القاهرة ومقتل 25 مؤمنا فيما كانوا يصلون" ، مؤكدا انه قد "حان الزمن أن نرفع أعيننا إلى الواحد الأحد المتعالي الذي وحده يقدر أن يخلِّص. ولكنّنا نحمل جزءا من المسؤولية في هذه المآسي المدمِّرة ، ولا يمكننا أن نستمرّ في الكلام فقط عن الحوار والسلام والعدل. الكلمات لا تكفي. يجب مقاومة الفقر ووقف المظالم. يجب أداء شهادة مستمرّة للرحمة، حتى نُظهِر حب الله ورأفته للعالم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com