تشهد صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هذه الفترة حوارا ونقاشا حادا يصل أحيانا الى مرحلة الخلاف بسبب اختلافات واضحة في وجهات النظر والاراء بما يتعلق بالاحداث الدموية وعمليات الابادة التي تجري في سوريا وخاصة في حلب هذه الأيام والمشاركة فيها جهات مختلفة ودول اجنبية أيضا.

يتجلى من خلال النقاشات التي يطرحها البعض عبر صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ان نقطة الخلاف الرئيسية هي اتهام النظام السوري والجيش السوري بمشاركة المقاومة اللبنانية وروسيا بقصف حلب وابادة الشعب السوري وذلك بعدما ساد الاعتقاد بان النظام السوري فقد السيطرة على حلب، وفي الجانب الاخر من المثلث يقف هؤلاء الذين يدعمون النظام السوري بادعاء انه يحمي سوريا بغض النظر عن الضحايا والابرياء التي ستخلفهم الحرب القائمة.

من ناحية أخرى وبمعزل عن حقيقة ما يحصل في سوريا والنزاعات القائمة والأطراف المتخاصمة والاهداف الظاهرة والباطنة، فأنه مما لا شك فيه ان النقاشات الفيسبوكية والخلافات قد تعدت مرحلة كونها خلافات سياسية تتعلق بسوريا وحقيقة النزاع فيها الى خلافات شخصية، او حزبية او طائفية تتعلق باحزاب في الداخل الفلسطيني او طوائف، "بكرا" قام بهذا التقرير.

الجدال الفيسبوكي ناتج عن اختلافات سياسية

غسان عثامله عقب في هذا السياق: ما يجري في الفيسبوك هو استمرارا لما وقعت كل الامة فيه مند اليوم الاول لبداية المؤامرة على سوريا اوانطلاق ماسمي ثورة ظلما وعدوانا وانما هي اعمال قتل وخطف واغتصاب وسرقة وذبح واكل قلوب البشر والذبح وخلع الرقاب المتلفز وكل هدا مدفوع التمن من الدول الراعية للارهاب مثل قطر والسعودية وتركيا .

انها الثورة الاولى التي يكون عدد مسلحيها من خارج حدود الوطن اضعاف ابناء الوطن.انها الثورة الوحيدة التي ذبحت وهتكت واغتصبت وسرقت وهي تصرخ الله اكبر، انها الثورة الوحيدة التي يتقاضى مقاتلوها الاجر على حمل السلاح واعمال القتل من عدة جهات.

وتابع: ما يجري عبر صفحات الفيسبوك هو ان مجموعة من الدين راهنوا على سقوط سوريا دفنت احلامهم في حلب وخاب ظنهم، انا اسال كل هؤلاء الدين يختبئون خلف عذابات اطفال حلب والدين يدعون حرصهم على الطفولة لماذا خرست اقلامهم وصمتت حناجرهم عن المجازر التي ترتكب يوميا في اليمن، الجواب واضح لان الدولار الخليجي اخرسهم .

واختتم: نعم ان حلب انتصرت وحررت نفسها من تلك الحثالات التي اخدتها رهينة. من خطف حلب اراد اسقاط سوريا شعبا وجغرافية وتاريخ وليس اسقاط النظام كما يدعي ولكن سوريا عصية ولن تسقط بل اسقطت كل المتآمرين عليها ودفنت احلامهم تحت الركام.

نحن منقسمون ليس على حلب بل على طوائفنا واحزابنا

عصمت عالم قالت بدورها: هناك بعض من يدعون الديموقراطية ( والدمقطره) ويلوكون أحاديث ممجوجه وعبثيه، قسم منهم يعرف ومتورط في تهديم الكيان السوري كدولة ومجتمع، وقسم ﻻ يعرف ويتغنى بالديموقراطيه وكأنها كبسة زر وتفتح لك جمهورية أفلاطون على مصرعيها .بينما تستمر المؤامرة ضد العالم العربي، مثل دول عربية اسرائيل تدير سياستها الخارجية .

المستشار الإعلامي محمد مصالحة اشار:هجرنا المكتبة وقاطعنا الكتب واقتصرت معلوماتنا على الفيسبوك الذي يخلو من الحوار والنقاش الموضوعي، واصبحنا نفتقر المعلومات ولا نتقبل رأي الاخر ، نستعمل الإهانة ثم القذف والتشهير ولا استبعد العراك دون قيود والعنف أيضا وللأسف هذا حال من يتخاصمون على الفيسبوك بسبب مأساة حلب.

المحامي علاء علاء الدين عقب قائلا: الثورة السورية عرتنا وكشفت المخفي داخل المجتمع العربي الفلسطيني وهشاشته فبدل أن نكون مع الشعوب والحرية ونشجب القتل اصبحنا نتعامى عن الضحية اذا لم تكن تنتمي الى خوفنا وجبننا الطائفي والسياسي، في حلب انتهت الكلمات وضاعت الانسانيه الى غير رجعة

ونوه: نحن منقسمون ليس على حلب بل على كل شيء ، احزاب وطوائف انتماؤنا لحزبنا او طائفتنا اهم من الانسان، حلب ستنتصر ستقوم كعنقاء من بين الدم والبارود.

اسامة محاميد عرض وجهة نظره قائلا: بما يخص حلب وألأختلاف بوجهات النظر المختلفه اعتق ان اهل حلب يعانون من حرب لا تميز ولا ترحم فقدت اعدادا هائلة من الضحايا والجرحى والتدمير .من كافة المشتركين في الحرب دون استثناء من المحتلين وروسيا والجيش السوري. هناك اشخاص يتهمون النظام وأخرين يتهمون الطرف المعتدي ومنهم من يتهم الروس لكن الحقيقه كلهم يشتركون بابادة شعب هذه هي نتائج الحروب..

ونوه: على السوريين ان يضحوا من أجل تحرير اوطانهم من المحتلين ألأرهابيين القتلة، تجار الدين، كذلك في العراق واليمن وليبيا ومصر.. عليهم ان يضحوا بأرواحهم واموالهم من اجل تحرير اوطانهم وسلامتها وليس من أجل حكامها.

مهزلة أخلاقية..

ايهاب عراقي عقب قائلا: الامور مركبه وفيها من الالم ما يفيض في القلوب ، ولكن هذه هي دنيا الانسان الجاهل الذي يمر نفسه وحاضره وتاريخه ومستقبله، تكالبت قوى الظلام بذريعه ما سمي بالربيع العربي الذي في بدايته كان علمانيا وديموقراطيا سرعان ما سرقت الثورات على ايدي قوى ظلاميه سلفيه تكفيرية تنهش الاخلاق والقيم وتزهق الارواح وتجز الرقاب وتصرخ الله اكبر، وتحولت القضيه اما ان تكون مع وحده الوطن السوري وسيادته او مع القوى التي تهدف لتمزيق الاراضي والدوله السورية العريقة الى دويلات متناحرة ابدا وتعيث الدمار بالبلاد خدمه للقوى والشركات الاستثماريه التي ستنهب خيرات البلاد، فلا يوجد منطقه وسطى اما مع الوطن السوري او مع خراب الوطن وتمزيقه، والخيار واضح انا مع وحده الاراضي والسياده السورية ، سقط الكثير من الضحايا وحل الدمار ولكن يسأل السؤال هل العراق البوم امن وذو سيادة، هل ليبيا اليوم امنه وذات سيادة، الجواب معروف معاقل للقتل والدمار والدول الاوروبية وغيرها يتقاسمون نفط البلاد، ومن قال لو سقطت سوريا بأيدي العصابات والمرتزقه سيكون حالها افضل!!!!

وتابع: يوجعنا القتل والدمار كما اوجعنا القتل والدمار بغزه وكما اوجعنا القتل والدمار بالضاحيه الجنوبيه وفي كل حرب أخرى، ولكن ايضا في غزه اقاموا مهرجانات احتفاليه بالنصر وفي الضاحيه لانهم لم يسمحوا للجيس الاسرائيلي من القضاء عليهم، فالنصر نسبي وفي الحاله السوريه النصر هو عباره الدفاع عن وحده الوطن وسلامه أراضيه، الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والعوده للمهجرين وبعون الله سيتم بناء الوطن السوري من جديد نظيفا من القوى التكفيرية ..وبعدها لكل حادث حديث ، اهل مكة ادرى بشعابها وعلى الشعب السوري أن يختار طريقه وحياته..

عبد عدوي: ما يدور في سوريا وحلب في هذه الايام هو كارثه انسانيه اخلاقيه دينيه بغض النظر عمن يؤيد النظام او المعارضه فهذا الامر هو اخر ما يحرك مشاعري الان فالانسانيه او بعضها التي بقيت الى الان في عروقنا تتطلب منا جميعا مؤيدين للنظام او معارضين له ان نقف في خندق واحد دفاعا عن الاطفال والشيوخ والنساء العزل الابرياء رهائن الحرب الذين وحدهم يدفعون ثمن غالي.

وتابع: ان ما يحصل على الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي ما هو الا بمهزلة اخلاقية فكيف تروق خواطري لمن يؤيد قتل الاطفال واغتصاب النساء ويهلل لفلان او علان. لذلك الاجدر بنا جميعا ان نتحلى بما تبقى لدينا من اخلاق خاصه في هذه الظروف العصيبه والدعاء بالسلامة للابرياء ولسوريا الدولة العريقة بعيدا عن تأييد طرف على اخر فهذه هي مكارم الاخلاق من وجهة نظري!

ونوه: لا امانع ان يكون احدهم مؤيد للنظام السوري وهذا حقه التام لكن ان يتغنى بحرق الاطفال احياء واغتصاب النساء وقنص الابرياء فهذا بعيد كل البعد عن الانسانية بل ولا يقل خطورة عن برنامج داعش فكلامها يفرح لقتل الابرياء واغتصاب النساء!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com