عُقدت مؤخرا في فندق الجولدن كراون في الناصرة، طاولة مستديرة بمبادرة جمعية المنارة لدعم الأشخاص مع إعاقة، والتي طرحت المسؤولية المجتمعية العربية تجاه ذوي الإعاقات، وأقيمت هذه الطاولة المستديرة بحضور شخصيات جماهيرية فاعلة من القطاع الحكومي، السلطات المحلية، القطاع الخاص والمجتمع المدني. 

تميزت الطاولة المستديرة بحضور ضيف رفيع وهو البروفيسور مايكل ستاين من جامعة هافارد، والذي يعتبر أبرز الخبراء في مجال الإعاقات في العالم، والذي حضر برفقة البروفيسور جشوا روس من أستراليا، والذي هو بدوره أيضا خبير في مجال الإعاقات في الجامعة الكاثوليكية في ميلبورن. أدار الطاولة المستديرة، د. الياس زيدان المحاضر والمستشار التنظيمي.

أفتتح اللقاء المحامي عباس عباس، مدير جمعية المنارة، بطرح مداخلة بعنوان "معطيات وتحديات"، والذي أشار فيها أن نسبة الإعاقات الصعبة في المجتمع العربي هي ضعف المجتمع اليهودي. كذلك، تطرق إلى مواضيع مختلفة تحد من اندماج ذوي الإعاقات في الحياة العاملة ومن أبرزها الإتاحة البنيوية والخدماتية التي تكاد أن تكون معدومة، وأن نسبة المندمجين في سوق العمل من اليهود مع إعاقة هي ضعف النسبة في المجتمع العربي. كما وأن معدل سنوات التعليم لدى ذوي الإعاقات في المجتمع العربي تعادل نصف معدل سنوات التعليم لدى ذوي الإعاقات من المجتمع اليهودي. تفرد أيضا عباس في طرح التحديات التي تواجهنها نساء مع إعاقة، الآتي يعانين من الإقصاء، القمع وحتى الاعتداء الجنسي.
البروفيسور ستاين بدوره قدم مداخلة حول الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقات، والتي جاءت لتمنح مجموعة كبيرة من الحقوق في مجلات عدة وبضمنها: الإتاحة، التعليم، التشغيل، الصحة وغيرها. ستاين قدم نماذج من دول مختلفة طبقت بنود الاتفاقية وكيف أثرت بشكل جذري على رفع مكانة ذوي الإعاقات، وفي مجمل ما خلص إليه أن هنالك حاجة ماسة إلى تكاتف مجتمعي مقرون بطول النّفس من أجل النهوض بذوي الإعاقات في المجتمع العربي. البروفيسور جشوا روس بدوره أجرى في مداخلته قصيرة مقارنة بين مكانة ذوي الإعاقات في أستراليا والدولة الإسلامية اندونيسيا، التي تسعى جاهدة لتطوير البرامج المختلفة لهذه الشريحة.
كان في معرض الطاولة المستديرة النقاش المثري والفعال الذي أداره د. الياس زيدان مع الحضور والذين قدموا اقتراحات بناءة مثل اعتماد مؤشر للإتاحة. كذلك اقترح أن يكون استثمار منهجي بالتعليم العالي لدى ذوي الإعاقة وإيجاد فرص ملائمة تعزز اندماجهم في سوق العمل. اقترح المشاركون أيضا بأهمية التعاون بين القطاعات المختلفة من اجل إحداث التأثير المنشود. د. الياس زيدان لخص الطاولة المستديرة بأنها بمثابة لبنة أولى نحو التغيير المنشود مشيراَ إلى دور جمعية المنارة التي استعانت بأبرز الخبراء للارتقاء بشريحة لطالما هُمشت من الإدماج الفعال في مناحي الحياة المختلفة. أضاف كذلك أنه على استعداد أن يرافق هذه المبادرة والتي تعتبر سابقة في المجتمع العربي وخصوصا أنها تضم شخصيات بارزة من المجتمع العربي.
وفي حديث مع المحامي عباس عباس مدير المنارة، أعرب عن شكره الجزيل لكل من شارك في الطاولة المستديرة وعلى رأسهم البروفيسور ستاين، ووعد بأن يكون هذا اللقاء بمثابة الخطوة الأولى من سلسلة خطوات ستقوم عليها جمعية المنارة لتكثيف الجهود لبناء ائتلاف مجتمعي للنهوض بذوي الإعاقات في المجتمع العربي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com