إلى ما يشبه الثكنة العسكرية حوّلت الجماعات المسلّحة التي احتلّت حلب في صيف 2012 المسجد الأموي أو ما يسميه الحلبيون بـ"الجامع الكبير". كاميرا الميادين التي تمكنت من الدخول إلى باحات المسجد الذي يقع في حلب القديمة بعد تحريرها نقلت مشاهد لهذا المكان الذي يعود إلى عشرة قرون إلى الوراء، حيث انتشرت التحصينات التي أقامها المسلّحون الذين أحدثوا أضراراً كبيرة في المسجد التاريخي.

وقام لواء التوحيد بقيادة عبد القادر صالح الذي قتل في غارة سورية قبل عام، بتدمير وإحراق حجارة المسجد مع بداية احتلال المدينة حيث كان اللواء من الجماعات المسلّحة الأولى التي دخلت المكان.

وقال مسؤول العمليات العسكرية في منطقة الجامع الأموي في حلب للميادين إن المسلحين انسحبوا من المنطقة بعد تضييق الخناق عليهم، مضيفاً أن الانهيار جاء بطريقة متتالية نتيجة التكتيك الذي اتبعه الجيش. أما في ما يتعلق بالسنوات الثلاث الماضية فكان هناك تبادل للعمليات حيث كان المسلحون يحاولون حفر الأنفاق للتسلل منه إلى المناطق الأخرى.

ويعدّ الجامع الكبير رمزاً دينياً وأثرياً لمدينة حلب ويدل الطراز المعماري والزخارف التي تملأ الجدران على كل الحقب التاريخية التي توالت على سوريا من العهد الروماني إلى العهد الإسلامي، لذلك فإن دخوله من قبل الجماعات المسلّحة كان بسبب رمزيته أكثر منه بسبب الحاجة العسكرية، حيث قاموا بنهب الآثار الموجودة فيه.

وحاول الجيش السوري خلال السنوات الماضية تجنب الاقتراب من المكان وتحويله لساحة اشتباكات مع الجماعات المسلّحة التي استخدمت قناطر المسجد ونوافذه الأثرية كطلاقات لقنص واستهداف الجنود السوريين في الأماكن القريبة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com