تتسم العلاقة بين الفلسطينيين العرب مواطني دولة اسرائيل بالاغلبية اليهودية الاسرائيلية، بالعديد من الاجتهادات للطريقة المثلى لمعالم هذه العلاقة محاذيرها ودافعها واهميتها. مثلا انقسم المجتمع الفلسطيني في الداخل ازاء المشاركة في جنازة بيرس، فقاطعت المشتركة وشارك رؤساء السلطات المحلية. الادراك لأهمية توضيح معالم العلاقة مع المجتمع الاسرائيلي احدى المؤشرات الاساسية لوجود قيادة سياسية تعي واقع المرحلة وخصوصيته ولا تولي ظهرها لمئات الالاف من ابناء شعبنا المرتبطين بشكل او بأخر بالمجتمع الاسرائيلي.

اكتب هذا المقال لأسلط الضوء على اهم اربعة مقومات عليها التواجد في العلاقة مع المجتمع الاسرائيلي، حتى تصبح العلاقة صحية وتراعي عمق الاقلية العربية الفلسطيني والعربي والاسلامي، وهويتها وطموحها السياسي.

اولا الاعتراف

ان النكبة الفلسطينية وتهجير شعب بكامله، جريمة تاريخية يجب تحمُل اسقاطاتها وابعادها، وبالتالي منح ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل فرصة التماثل مع الطموح السياسي للشعب الفلسطيني وقيادته. الاعتراف بالغبن التاريخي المستمر منذ قيام دولة اسرائيل مدخل اساسي للوقوف بجرأة امام هذه السياسات، التي بطشت بنا. المجتمع الاسرائيلي مطالب بالاعتراف وتحمل التبعات تماما مثل الدولة الالمانية مع ضحايا النازية. لهذا الاعتراف تبعات كثيرة في اجهزة الدولة المختلفة حيث تختلف الصورة تماما في مؤسسات التعليم والشركات الاستثمارية ومؤسسات المجتمع المدني واغلب القطاعات، عند الاعتراف بنا كجزء من الشعب العربي الفلسطيني الذي نكبته الاغلبية اليهودية وقطعت جذوره العربية والفلسطينية وتطوره الطبيعي.

التفضيل المصحح

العامل الثاني هو القرار السياسي للمجتمع الاسرائيلي باجهزته المختلفة، بالتفضيل المصحح دون المطالبة بالتنازلات السياسية ومقايضة الحقوق السياسية والمواطنية بالولاء ليهودية الدولة. المجتمع الاسرائيلي بجميع قطاعاته الخاصة والحكوميه مطالبين بمنح التسهيلات والافضلية للسكان العرب لتحقيق المساواة المطلوبة. سنوات من العنصرية والتغييب بحاجة الى خطوات حقيقية على الارض تساعد المواطنين العرب على تحسين وضعهم المعيشي وفرصة التواصل مع عمقهم الفلسطيني والعربي والاسلامي. التفضيل المصحح هو نهج كل الدول والمجتمعات التي توغلت بالاجحاف بحق الشعوب المُحتلة والمُضطهدة كي تثبت صدق نوياها بالوصول الى مرحلة يعيش فيها المواطن بكرامته وكبريائه الوطني.

الندية

كتب كثيرون عن الاستشراق والنظرة الفوقية للعرق المسيطر وقد يكون ذكر الفوقية في التعامل حتى بين اليهود نفسهم، شرقي وغربي، خير دليل على تجذر النظرة الفوقية للمستعمر الابيض الصهيوني على الفلاح الفلسطيني ابن البلد الاصلي. من هنا تأتي اهمية التخلص من الشغف بالتعامل مع العرب الفلسطينيين بأنهم تراث شعبي وديني مبتور من الطموحات السياسية كأن هنالك انسان خارج الانسان الفلسطيني يمكنه التعايش مع الواقع بالاحتلال والعنصرية والتغييب. فهم عميق لاهمية الندية في التعامل مدخل حقيقي للمساواة واثبات جدي بأن المجتمع الاسرائيلي يريد التعاون وتخلص من عقدة شعب الله المختار.

المشاركة

العنصر الرابع الذي ساتي عليه هو المشاركة. المشاركة نهج يضمن ان الدولة تعترف بأهلية المواطنين العرب وقدرتهم على صياغة مصيرهم بأنفسهم وتمثيل انفسهم. المشاركة استراتيجية تؤهل الهيئات والاجهزة المختلفة معاينة المشاكل الحقيقية للمجتمع التي لا يحسن التعبير عنها احد، مثل اصحابها. اضف الى ان مشاركة الجمهور ليست غريبة على الدولة، فترى العديد من القرارات الاستراتيجية تلجأ بمرحلة معينة الى الجمهور، مثلما حصل مع فك الارتباط مع قطاع غزة، كما تمنح المؤسسات المختلفة تمثيل لجميع الشرائح في مجالس ادارتها وقد كان استقطاب ايلي اوحانا الى قائمة نفتالي بنت عن الرياضيين والشرقيين مؤشر قوي الى تجذر قيمة المشاركة حتى في اليمين السياسي.

اخيرا اكتب بينما اتطلع للمزيد من الاضاءات العربية اليهودية. هنالك مبادرات طلائعية قليلة يجب الاخذ بيدها وتطويرها. حاليا اقول لاصدقائي اليهود هذا ما لكم عندنا عسى ان يكون صحن الحمص المشترك القادم، اطيب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com