" انتهجنا مبكراً (نسبياً) نظام دمج الاكاديميين العرب في شركة IBM، لكن بأعداد محدودة في البداية ، بسبب قلّة الكفاءات والكوادر في سنوات سابقة، لكن الوجهة والواقع اليوم مختلفان ايجابياً".
هذا ما قاله في مقابلة خاصة مع "بكرا" عوديد كوهن، مدير مختبر مركز الأبحاث التابع لشركة IBM العالمية في اسرائيل، مشدداً على اختيار أعلى المهارات وفق معايير مهنية موضوعية، بغض النظر عن الانتماءات والهويات.
واستعرض كوهن تاريخ وطبيعة اختصاصات الشركة ، فقال انها شركة عالمية عريقة، يزيد عمرها عن مئة عام، وتعنى بتقنيات المعلمومات ، مشيراً الى انها من الشركات القلائل التي صمدت في هذا المجال ، على مرّ الزمن، بفضل التجدد والتحديث، وبفضل قسم الابحاث الذي يواكب مستجدات العلوم المعاصرة.
وأضاف ان للشركة (14) مختبراً للأبحاث في مختلف دول العالم، من بينها اسرائيل ، ويحتل هذا المختبر المرتبة الثانية عالمياً (بعد الولايات المتحدة)، من حيث الجودة والمكانة والنوعية ، متفوقاً على مختبرات الشركة في سويسرا وايرلندا واليابان والهند والصين والبرازيل، وغيرها (الدول العربية "يوك" ! – غ .ب.)
" الحوسبة الادراكية" أو " الروبوتات"
وأشار عوديد كوهن الى ان الزبائن والعملاء الذين تتعامل معهم شركة ibm ليسوا أفرادا ً بعينهم بل شركات ومؤسسات تجارية ومالية كبرى، كالبنوك وشركات التأمين والأدوية والمؤسسات الأكاديمية ، وما شابه. ولفت الى ان الشركة بلغت مؤخراً مستوى رفيعاً من الحداثة والابتكار ، وصولاً الى ما يسمى "الحوسبة الادراكية" أو " الروبوتات" (الانسان الالي ) التي تسهم في حل معضلات الحاسوب.
جوني سروجي مرّ من هنا!
وفيما يتعلق بإسهامات شركة IBM في تطوير الاقتصاد الاسرائيلي، قال كوهن انها تتمثل في كونها شركة دولية مرموقة وعملاقة ، تثري المجالات البحثية ، وتتمثل في توظيف أعداد لا يستهان بها من الكوادر والكفاءات التكنولوجية والعلمية.
وأعرب في هذا السياق عن فخر واعتزاز الشركة (وهو شخصياً) بأن خبير الهايتك العربي (الحيفاوي) جوني سروجي، كان في حينه واحداُ من المهندسين المتفوقين والبارعين في اطار الشركة، قبل ان يتوجه للعمل بمنصب مرموق في شركة "أبل" العالمية الشهيرة ، بالولايات المتحدة، وهو – كما قال عوديد كوهن – نتاج شعار وسياسة الشركة باتباع نهج التميّز والتنويع والانفتاح والانطلاق نحو افاق جديدة، وهذا يصب في مصلحة الكفاءات العربية التي تتحلى بطاقات ضخمة، وبأعداد متزايدة " وأنا واثق من أن السنوات القادمة ستخرج من IBM طاقات وكفاءات لا تقل شأنا عن جوني سروجي " - على حد تقديره.
جهود " كاف مشفيه" في دفع المسيرة العلمية في المجتمع العربي
وفي نفس اليوم الذي جرى فيه اللقاء بين "بكرا" وعوديد كوهن، في مقر شركة IBM في حيفا – كانت مجموعة من الطلاب الثانويين العرب، في زيارة لمختبر الشركة، فاستمعت من عدد من الخبراء العرب العاملين فيها الى شرح وتعريف عن هذه المؤسسة واختصاصاتها وطبيعة مجالاتها، وذلك في اطار برنامج التوجيه الدراسي في جمعية " كاف مشفيه" الهادف الى تشجيع وتحفيز الطلاب العرب على الالتحاق بالدراسات العلمية الااكاديمية.
وفي حديث مع "بكرا " قالت مديرة البرنامج ، مرام جبران مرعب ، انه يندرج في اطار برامج الجمعية التي تتم بالتعاون مع وزارة المعارف ومجلس التعليم العالي المنبثق عنها، مشيرة الى ان اختيار الطلاب المشاركين يتم وفق معايير تتحدد بالتنسيق مع المستشارين التربويين بالمدارس.
ويجرى اتباع برنامج التوجيه الدراسي منذ خمس سنوات ، وهو يشتمل حالياً على (77) مجموعة طلابية من خمسين مدرسة عربية، وتضم كل مجموعة ما بين 30-25 طالباً من المتفوقين ، يشاركون في تسعة لقاءات ارشادية على مدى عامين (ما بين الصف الحادي عشر والثاني عشر ).
وخلصت المديرة "مرام" الى التأكيد على ان التجربة قد أثبتت الجدوى والفائدة من برامج التوجيه في التحاق الطلاب العرب بالدراسات العلمية، والعمل لاحقاً بالهايتك، وكل ذلك بمواكبة ومتابعة وارشاد من مسؤولي جمعية " كاف مشفيه" .
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق