مرّت ما يقارب أربع سنوات على مقتل طالب الاعلام في ثانويّة المتنبي البلديّة في حيفا، محروس زبيدات، ولا زالت عائلته تبكي ابنها حتى اليوم.

محروس كان ناشطًا في مجال محاربة العنف وكان له شعارًا يردده "محبة+ أمان= حياة"، ومن المتوقع أن يتم إقامة نصب تذكاري في ثانوية المتنبي حيث درس المرحوم، تخليدا للمرحوم ورسالته.

تجدر الإشارة إلى ان محروس قتل في العام 2013 طعنًا في ظهره.

 المحبة+ أمان= حياة

عن الرسالة التي يريد ايصالها للمشاهد، قال موفق زبيدات، والد المرحوم محروس زبيدات، لـ"بـُكرا": الرسالة التي أودّ ايصالها للمشاهد، هي رسالة ووصيّة ابني الذي نشعر بأنّه تركها وراءه وهي المحبة+ أمان= حياة، نحن نسعى لتخليد هذه الرسالة ونحن قدّمنا طلب لبلديّة حيفا بعد وفاة محروس وبعدما فهمت رسالته جيّدا، وحمدا لله بتوفيق من الله عزّ وجل، تم اختيار مدرسة المتنبّي الذي تعلّم فيها المرحوم، وسوف يقام بها نصب تذكاري لهذه الرسالة وباذن الله تصل للاجيال القادمة".

وعن شعوره بعد مرور ما يقارب أربعة أعوام على وفاة نجله، يقول:" كلّ يوم يمرّ عليّ، اشعر بصعوبة اكثر من الْيَوْم الذي مضى، كلّ يوم اشتياق اكثر، كلّ يوم حسرة اكبر، محروس كان ابني الوحيد وكان املي في هذه الدنيا بعدما فقدت والدي أيضا بسبب القتل، والدي قتل منذ ان كنت طفلا صغيرا، محروس كان املنا أمل عيلة بأكملها وكان مميّز كثيرا وبارا لنا - لوالديه- وللجيران".

لم يفارقني

وأكدّ أن: محروس كان يحبّ الناس ولا يفرِّق بينهم، خسارته حسرة كبيرة، انا كلّ يوم انام واستيقظ وإذا ارى شخص بالشارع ابحث عن اَي شيئ يشبه ابني محروس ويذكّرني فيه.

وزاد: منذ أن توفّى، لم يفارقني محروس، فأنا احلم به في كلّ ليلة في منامي ويتحدّث معي، أراه كثيراً وارى انّه على قيد الحياة، "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل هم عند ربهم أحياءا يرزقون"، هذه الآية وإنني ارى محروس كثيرا، تطمئنني انه على قيد الحياة وربّنا وهبني علامات الدين التي تدلّ على ان محروس على قيد الحياة، لكن ليس في دنيتنا، في عالمنا انا فقدت محروس، وأكثر امر فيه حسرة وألم هو انّه ولد كمحروس، يروح غدر وظلم، طعن في الظهر من غير سبب، من احقر علامات الغدر والقتل، هو الطعن بالظهر ولَم يكن هناك اَي سبب يؤدي الى ان يطعن ابني في ظهره".

 كلّ الشباب هم بمثابة أولادي

واستطرد حديثه قائلا: أما ما يجعلني الاستمرار بما سألت حوله، هو رسالة ابني، غير أنّ الله تعالى يطمئنني، محروس خلّف وراءه رسالة، محبة+ أمان= حياة، انا الْيَوْم فقدت ابني الوحيد، ارى ان كلّ الشباب هم بمثابة أولادي ويحلّون محلّ محروس ولا أريد لأيّ شخص ان يمرّ بالتجربة التي مرّت عليّ، انا اعتبر اجري عند الله سبحانه وتعالى وربّنا سيعوّضني عن محروس، وسيعوّض الأخير عن هذه الدنيا، لكن، مرادي هو ان يعيش الشباب في الدنيا، الله عزّ وجلّ خلقنا على الدنيا كي نعمّرها ونعيش فيها وليس من اجل ان نقتل بَعضُنَا البعض".

وعن اذا كانت هناك بوادر صلح، يقول السيّد موفَّق زبيدات بحديثه لـبكرا:" ما كان عبارة عن كذب وليس بوادر صلح، في البداية لم يأتي ايّ احد، يريدون ان اوقّع على صلحة على أساس تخفيف الحكم عن المعتقل بمعنى اخر تخفيف ثلث الحكم، حتّى كلمة "أسف" لم نسمعها منهم، عندما تقف الأم بالمحكمة وتقول لابنها الصغير الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام، لا اعرف كيف اقولها، لكن، قامت بحركات والآخر يقول "ذبحته" والشرطة تطوّقه لحمايته، ويقول لي مرّة اخرى "ذبحته" مع انّه غدره غدر وطعنه بالظهر والكلّ يعرف من هو محروس ومن هي العائلة التي قتلت محروس.

وأردف:" بعد كلّ الأمور التي ذكرتها آنفا، حاليا ارسلوا اناس، لأنّه في حيفا كانت رواية الصلح وما شابه، هناك عائلات التي تعاركت فيما بينها وحدث هناك صلح، فأرادوا الصعود على ظهر الموضوع، وبعثولي رسالة بأنهم يريدون مصالحة والد محروس - انا-".

لم يقولوا كلمة "أسف"

وتسائل في حديثه قائلا:" على ايّ أساس ساصفح عنهم، لم يأتوا ليقولوا كلمة "أسف"، وانا قلتها منذ البداية، ذيّة الكرام، الاعتذار، ولد مثل محروس لا يوجد له ذيّة في الدنيا، عوضه فقط عند الله تعالى، كلمة "متأسفين" لم نسمعها على الإطلاق، على ايّ أساس اسامحهم؟ لا لأنني اذا سامحتهم سيقتلون غير محروس، عندما يرى هذا ان الحكومة لم تحاسبه، ثمانية أعوام، هل هذا حساب؟!، لم يتم اعتقال اَي فرد من العائلة رغم اشتراكهم جميعهم بالجريمة".

ونوّه:"كلّ أفراد العائلة اشتركوا بجريمة قتل محروس، والجميع يعلم بهذا الامر، العائلة كلّها اشتركت بالجريمة، احدهم طعن محروس بالظهر، لكن، من شارك في الجريمة، هم جميع أفراد العائلة، على ايّ أساس ساسامحهم؟".

وأشار الى ان:"عندما اسامحهم، انا امنحهم جوائز بان يقتلوا، الحكومة تسامحهم ووالد القتيل يسامحهم، ما يعني قوموا بالقتل! لا و"لكم بالقصاص حياة يا اولو الالباب"، ماذا يعني قصاص؟ من الذي يتوجّب عليه إنزال القصاص؟ لا انا ولا حتّى انت، يجب ان يكون هناك حكومة بالاضافة الى عدل الذي نزّلته الكتب السماوية، القاتل يقتل، الحكومة من يجب عليها قتله أو على الاقلّ في أيامنا هذه، يعتقل لمدى الحياة ".

وأكمل:"يجب ان يكون الامر مع كلّ قاتل، كي لا يكون القتل بالأمر الهيّن، من يقتل ويعرف انه سيقبع في السجن لمدى الحياة، لا اظنّ انه سيقتل، هذه القوانين انزلها الله عزّ وجل ليس من باب الصدفة، نزّلها في كل الديانات".

وتابع:"للأسف، الْيَوْم القانون جائزة للقاتل، يسجن كم عام ويطلق سراحه فيما بعد، يتعامل مع الناس من باب البلطجيّة ويسحب الأموال وكلّه يصبح يخاف منّي، بات الامر موضة وهذا الامر لا يعتبر شجاعة".

وانهى كلامه قائلا:"في البداية قلت ان هناك فرق بين الشجاعة والشهامة وبين الاجرام، انا قمت بتربية ابني على ان يكون شهم، ان يعطي ولا يأخذ، ان يساعد الضعيف وان لا يدعس عليه ويحاول نهب كلّ ما يملك، للأسف هناك الكثير من الأمور في مجتمعنا التي تشجّع المجرم، نحن وصلنا لوضع صعب جداً، بعد مقتل محروس، وقعت جرائم عدّة وستقع اخرى جرائم لان الوضع يزداد سوءا، لذلك يهمّنا الْيَوْم ان تصل رسالة محروس للجميع، هو سعى لأجل ذلك وهذا ما يعطيني الصبر كي أستطيع الاستمرار بإرسال رسالة ابني وإسماع صوته".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com