أصبحت الجريمة في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة أمرًا عاديًا، يمر مرور الكرام ثم يُنسى، وذلك بعد أن انتشرت بشكل مخيف، وقد اظهرت المعطيات أنه منذ مطلع العام الجاري قتلت 8 نساء عربيات (إضافة لمن أصبن) في حين انه قتل ايضا منذ مطلع العام 56 مواطنًا عربيًا في البلاد جراء أعمال العنف.

يجب أن نعود إلى لغة الحوار وتقبل الاخر
د. انصاف أبو احمد باحثة في المشاكل السلوكية ومعالجة سلوكية ومستشارة في التنمية الذاتية والأسرة قالت: في داخل مجتمعنا لفت نظري انه منذ سنوات سابقة هنالك انعدام في لغة التواصل والحوار بالمدارس العربية مما يؤدي الى نزاعات ومشاكل تتطور الى داخل العائلة والمجتمع، للأسف تنعدم بيننا لغة الحوار واحتواء وتقبل الاخر حيث اننا مجتمع نميل الى الفرد الاخر من خلال فرض آراءنا وهذا امر يؤدي الى المشاكل بين الأطراف في مجتمعنا ويولد النزاعات حيث علينا تقبل الاختلاف بالرأي مع تقبل الطرف الاخر.

وتابعت: الحلول هي تواصل الاهل مع الأبناء والعودة الى لغة الحوار والاجتماعيات في داخل العائلة، لغة المحبة والعطاء والابوة، على الإباء اخذ زمام الأمور داخل العائلة ونشر المحبة والاحترام.

الدولة والجهات المسؤولة عن حماية النساء تتحمل المسؤولية
الناشطة الاجتماعية والسياسية عقبت بدورها قائلة: قتل النساء هي ظاهرة مجتمعية ومسؤوليتها مسؤولي كل فئات المجتمع، وللأسف الشديد لفترة طويلة بقيت القضية وكأنها فقط قضية نسوية حيث تقوم الجمعيات النسوية بخطوات نضالية في الأشياء المتاحة امامها ولكن الالتفاف المجتمعي حول الموضوع فيه تقصير واضح، لذلك نسعى بالتعاون مع المتابعة والمشتركة الى محاربة الظاهرة، والاحتجاج واحد من الخطوات لمكافحة العنف، يجب ان نتوقف عن التعامل الدوني مع النساء والنظر الى المرأة كغرض وجسد فقط، وتغيير المعتقدات التي تشرعن كسر وقتل المرأة، على المجتمع نبذ كل آليات العنف، العنف والقتل لا يتوقف عند النساء بل لدينا عنف منظم وفوضى في استخدام السلاح من اجل تصفية الحسابات، قضية قتل النساء هي قضية مجتمعية وبحاجة الى تكافل كل الأطراف لمحاربتها، علينا معاملة المرأة باحترام والتعامل معها ككيان وليس عورة، علما انه لا يوجد مرجعية دينية تقول ان صوت المرأة عورة.

وتابعت: صوت المرأة ثورة ومناضلة من اجل الحياة، المرأة التي تخرج الى العمل تخرج عائلاتها من محور الفقر والمرأة حاجة أساسية للعيش بكرامة، المرأة منتجة وخروجها للعمل ليس عائق وانما عامل مساعد لكل العائلة، غالبية نسائنا ممنوعات من الخروج للعمل لان الدولة مقصرة بتوفير فرص وأماكن العمل، نلوم الدولة في ذلك والمؤسسات التربوية بعدم توجيه برامج لمكافحة العنف.

اذا كانت دعواتنا للمرأة بان تكسر حاجز الخوف يسمى تحريضا فنحن محرضات
الناشطة النسائية نائلة عواد قالت بدورها: الشرطة من عليها ان تحمي النساء وتتعامل بجدية ومهنية تجاه النساء داخل مجتمعنا في حين اننا نلحظ انه في اللحظة التي تقدم فيها المرأة شكاوي فانه لا يتم التعامل معها بجدية وبالتالي فإنها تقتل، ولا يتم محاسبة المجرمين واعتقال المجرمين، كما انهم يمارسون صبغة التستر وعدم نشر القضية وبالتالي المجرمون طليقون والنساء في العائلة مهددات بسبب هذا المجرم في العائلة، من ناحية أخرى، علينا كمجتمع وجماهير عربية اخذ المسؤولية ودعم النساء، ونحن كجمعيات نسوية نعمل على ذلك من اجل ان تعيش المرأة بكرامة، واذا كان هذا يسمى تحريض فليكن، اذا كنا ندعم النساء من اجل كسر حاجز العنف والصمت يسمى تحريضا فليكن ونحن فخورات لأننا محرضات من الدرجة الأولى لأنه لا يمكن التعامل بمساومة حول حق المرأة بالعيش الكريم، علينا فضح كل من يمارس العنف وكل من يتستر وراء جرائم العنف ضد النساء خاصة في عائلاتهم.

عضو بلدية الناصرة سامية أبو الرب قالت: للأسف العنف بازدياد في مجتمعنا وانا اعتقد ان الجميع شركاء بهذا الامر، حيث ان العنف يبدأ في البيت ومن ثم الجميع يتحمل المسؤولية وخاصة الشرطة، يجب ان نعلم أولادنا المحبة والتحاور وتقبل الاخر، علما ان القيادة والجهات المسؤولة لا تقوم بواجبها كما يجب، يجب على الشرطة ان تحارب الظاهرة وان تشدد العقاب على المجرمين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com