طالعنا كثيرون من المستهزئين والمتندرين على دور الدفاع المدني الفلسطيني الذي ذهبت 8 سيارات تابعة له للإطفاء في مدينتي القدس وحيفا، وراح بعضهم في سياق متصل أعرب البعض عن فرحة وسروره بأن إسرائيل تحترق ناسين، فيما حمل آخرون الدفاع المدني نفسه مسؤولية اشتعال الحرائق بالضفة بدعوى أنها ناتجة عن نقص الفرق فلو عملت الفرق المتوجه للداخل بالضفة لما اندلعت الحرائق.

في حين أن الدفاع المدني الفلسطيني أعلن ظهر الجمعة السيطرة على كافة الحرائق التي اندلعت في مختلف أرجاء الضفة الغربية والمقدر عددها بـ 40 حريقا، وراح آخرون للربط بين وفاة الطفل الرضيع في بيتين وبين ذهاب الفرق الفلسطينية للإطفاء في القدس وحيفا، علما أن الدفاع المدني وصل إلى المنزل بعد دقائق من اشتعال الحريق لكن الأقدار أدت إلى وفاة الطفل.

وفي هذا السياق يجب على الجميع أن يعلم أن حيفا التي تحترق تقطنها أقلية فلسطينية عربية، وأن الدفاع المدني الفلسطيني القادم من الضفة الغربية يقوم بالإطفاء من المناطق العربية غالبا في القدس وحيفا، وما العيب في أن يشارك الدفاع المدني الفلسطيني في إطفاء تلك الحرائق فموت الأشجار لا يسعدني كثيرا سواء كان باحتراقها أو قطعها وما شأن الأشجار بالاحتلال أصلا فحيفا وأحراشها يجب الحفاظ عليها.

وهنا نحيي الدفاع المدني الفلسطيني على هذه المشاركة في إطار مشاركة عدة دول عالمية في الإطفاء، فهذا يؤكد قدرة الدفاع المدني والفلسطيني وكفائته رغم محدودية الإمكانيات المتوفرة لديه، علما أن الدفاع المدني هو من افضل الأجهزة العاملة في الوطن ويعمل على قدم وسائق دول كلل أو مل من أجل خدمة الفلسطينيين سواء كانوا في حيفا أو القدس أو في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهنا لابد من القور أن الإسرائيليون أيضا سخروا من مشاركة الدفاع المدني الفلسطيني فهم لا يعجبهم أن يروا الفلسطينيين متقدمين في أي مجال من المجالات، ولا يقبلون فكرة أن بإمكان الفلسطينيين المساعدة كما بقية دول العالم في الكوارث الطبيعية، فراحوا ينشروا على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مثل "استرخوا الدفاع المدني الفلسطيني وصل حيفا"، أو بالاستهزاء بقدرة رجال الدفاع المدني الفلسطيني على إطفاء الحرائق، وهم يتفقون مع الهازئين بهذا الدور من أبناء شعبنا للأسف.

وهنا نذكر بوصيلة خير البشرية رسولنا محمد عليه السلام للمجاهدين أثناء الحرب: (لا تقطعوا شجرا ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً).

وهذه الوصية كررها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع جيش أسامة بن زيد حين قال: (لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه.. ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة.
وللفرجين بحريق إسرائيل عليهم أن يعلموا أنه يجب التفريق بين الحرب والحرائق، فالحرائق تضر أيضا بأكثر من مليون ونصف فلسطيني يقطنون الداخل خصوصا في منطقة حيفا وباقة الغربية والقدس غيرهم من الفلسطينيين الذين شردوا من منازلهم وأصبحوا بلا مأوى بسبب الحرائق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com