وجهت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور الإثنين اتهامات أمام مجلس الأمن الدولي 12 عميداً وعقيداً سورياً بالاسم بأنّهم أمروا بشنّ هجمات على "أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين".

وبين الأسماء التي ذكرتها باور اللواء أديب سلامة والعميد جودت مواس واللواء طاهر خليل واللواء جميل حسن واللواء رفيق شحادة وسهيل الحسن (المعروف بالنمر) إضافة الى خمسة قادة الوية وعقيد.

وقالت باور في جلسة خاصة في مجلس الأمن ناشقت آخر التطورات في سوريا وتحديداً في حلب "لن تدع الولايات المتحدة من تولّوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام الأسد... يجب أن يعلموا بأن انتهاكاتهم موثّقة" على حدّ تعبيرها.
وأضافت أن هؤلاء الضبّاط يعتقدون أنّهم في منأى من الملاحقة ولكن "كانت تلك أيضاً حال سلوبودان ميلوشيفيتش وتشارلز تايلور والعديد من مجرمي الحرب الآخرين".

وأقرّت باور بأن بعض فصائل المعارضة السورية ترتكب بدورها فظائع لكنها لم تحدد أسماءها.

من جهته ردّ مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف على تصريحات واتهامات باور لسوريا وروسيا وسألها أمام الحاضرين "أين هي أسماء الإرهابيين؟".

ووجه سافرونكوف كلامه لباور "يجب ألاّ نمارس النفاق" وطالبها بأن "تكون محايدة".

واعتبر مساعد السفير الروسي أنّ هذه الاتهامات تنسف "قرينة البراءة"، لافتاً إلى أنّ "هذا الأمر لا يمكن أن تقرره سوى آليات قانونية".

ويأتي هذا السجال الأميركي الروسي في مجلس الأمن عقب إعلان منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أن "قرابة مليون سوري يعيشون حالياً تحت حصار" أطراف النزاع في سوريا.
وأشار أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي إلى "زيادة كبيرة" منذ عام في استخدام هذا "التكتيك العنيف"، خصوصاً من قبل الحكومة السورية.
وقال إن مناطق جديدة أضيفت إلى اللائحة وبات العاملون الإنسانيون غير قادرين على إيصال المساعدات إليها بينها حي في دمشق و"العديد من المناطق" في الغوطة الشرقية.

ودعا أوبراين مجدد إلى رفع "الحصار الجماعي" مبدياً أسفه لكون مجلس الأمن يبدو عاجزاً أو متردداً على هذا الصعيد.

أمّا المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري فقد ختم جلسة مجلس الأمن بكلمته وردّ في كلمته على المندوبة الأميركية بشكل لاذع.

الجعفري قال إنّ باور نسيت أن تتحدث عن الغارات الأميركية ضمن غارات التحالف الدولي التي استهدفت قرية الصالحية في ريف الرقة الشمالي، وعلى معمل غزل القطن، وهذه الغارات أدّت إلى مجزرة جديدة بحق المدنيين باستشهاد مواطنين وعمّأل وأفراد أسرة مهجّرة من مناطق سورية أخرى.

وأكّد الجعفري أنّ المندوبة الأميركية تتلقى معلوماتها من شاهد عيان من "الإرهابيين الذين ترعاهم حكومتها" وأخبرها هذا الشاهد أنّ الطيران السوري والروسي نفّذ 150 غارة جوية يوم السبت فقط.وأكمل الجعفري "باعتبارها خبيرة فقد صدّقت بسذاجة شاهد العيان الإرهابي المنتمي لجبهة النصرة..أي نفاق هذا الذي نسمعه في بعض الجلسات العبيثة".

وقال الجعفري "ادّعت -باور- كذباً أنّ الطيران السوري ألقى منشورات فوق المدنيين شرق حلب تطالبهم بالمغادرة أو الموت وهذا الكلام كذب في كذب ومعيب ومخجل.. الطيران رمى منشورات دعا المدنيين فيها إلى الابتعاد والخروج من شرق حلب، والحكومة فتحت 6 ممرات إنسانية وممرين للمسلحين ممن يريدون الخروج من شرق حلب".

الجعفري توجّه للمندوبة الأميركية والحاضرين وقال لهم "إذا كان هناك حكومات يهمها أمر هؤلاء الإرهابيين في شرق حلب فاليأخذوهم ويُعطوهم الجنسيات وسمات دخول.. خذيهم معكِ إلى الولايات المتحدة.. فمعظمهم -الإرهابيون- أصلا غير سوريين".
وأشار الجعفري إلى أنّ مجلس الأمن تحدّث عن وجود 80 ألف إرهابي في سوريا من بلدان 100 عضو في هذه المنظمة.

وتوّجه الجعفري إلى أوبراين وقال إنّه "لم يأتِ على ذكر كلمة إرهاب ولا كلمة واحدة وكأنه لا يوجد إرهاب في سوريا!".

المندوب السوري أجاب على تساؤل لمندوب دولة الأوروغواي خلال الجلسة "من هو هذا الرب وهذه القيم التي تدفع بإرهابيٍّ إلى قتل مدنيين؟"
الجعفري أجابه بأنّ سوريا أرسلت الجواب في مئات الرسائل التي تشرح لمجلس الأمن ماذا يجري على الأرض السورية.

"هم التكفيريون الإرهابيون المتأثّرون بالمذهب الوهّابي السعودي.. وهو ما تقوم به داعش والنصرة.. لقد جلبوا لنا إرهابيين من كل أنحاء العالم.. لدينا قمامة العالم من الإرهاب وما زلتم تتساءلون لماذا لا تصل المساعدات إلى حلب؟" حسب الجعفري.

وأوضح المندوب السوري "الإرهاب الذي يضربنا هو نفسه في مصر والعراق والصومال ونيجيريا وتشاد... وكل العالم فجذور الإرهاب واحدة...ما تؤيدينه ونؤيده من قيام الحكومة العراقية في الموصل من محاربة للإرهاب هو ما نقوم به في حلب ...الإرهاب في حلب هو نفسه الموجود في الموصل.. لكن هناك معايير مزدوجة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com