بعد ثلاث سنوات على الانقلاب التاريخي في الناصرة، ماذا يقول النصراويون؟

بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات على الانقلاب الشهير الذي حصل في الناصرة في اعقاب انتخابات السلطات المحلية الأخيرة، حيث تولت قائمة ناصرتي برئاسة علي سلام إدارة بلدية الناصرة منتصرة على الجبهة، التي تولت إدارة البلدية لنحو 4 عقود، لا يزال رئيس بلدية الناصرة علي سلام في كل مناسبة يؤكد بأنه "الرئيس الشرعي" للبلدية ويشدد ويؤكد على ذلك، كما يتحدث عن الإنجازات المستمرة التي يقوم بها لمصلحة الناصرة وأهلها، ويعود ويذكر بالجبهة وفترتها.

من ناحية أخرى وبالرغم من مرور ثلاثة سنوات على الانتخابات الأخيرة وبدء التحضير للانتخابات القادمة فإن الأوضاع في الناصرة متوترة سياسيًا، ويظهر ذلك من خلال جلسات البلدية السابقة التي عقدت خلال هذه الفترة حيث لم تخلو جلسة واحدة من نقاشات حادة وتهجمات بين أعضاء البلدية عدا عن كتلة المعارضة التي يتغير أعضاءها في كل مرحلة ومع كل محاولة تشريع قانون او حظره او تغيير معين يعرض خلال اجتماعات المجلس البلدية، كل ذلك يجعل الناصرة في خانة البلدات التي تخلو من الاستقرار وسيكون لها النصيب الأكبر من الانتباه خلال الانتخابات القادمة.

"بكرا" توجه الى بعض النصراويين وتحدث اليهم عن الوضع العام في الناصرة، بعد مرور ثلاثة سنوات على تولي الإدارة الجديدة لبلدية الناصرة، عن التحسن الذي طرأ، التقدم والنواقص ، متطرقا الى شكل واليات عمل المجلس البلدي ، التعاون والتعامل مع السكان وغيره حيث اصبح الموظف يستقبل المواطن بطريقة طيبة ومعاملة حسنة ويساعده في تنفيذ رغباته.

ابو وديع اعرابي قال لـ"بكرا" حول هذا الموضوع: بعد مرور ثلاثة سنوات على وجود ادارة جديدة لبلدية الناصرة بقيادة علي سلام تغيرت طريقة استقبال موظف البلدية للمواطن، حيث اصبح الموظف يستقبل المواطن بطريقة طيبة ومعاملة حسنة ويساعده في تنفيذ رغباته.

وتابع لـ"بكرا": من المعروف للجميع انه خلال تولي الإدارة السابقة رئاسة البلدية لم يستطع المواطن التواصل مع البلديه بأقسام عديده منها الجبايه والهندسة والشؤون الاجتماعية وقسم التعليم اما الان فابواب هذه الأقسام مفتوحة دائما لاستقبال المواطنين ومساعدتهم.

وأضاف قائلا: الى جانب المشاريع الهامة التي قامت وتقوم بها إدارة البلدية الحالية لخدمة المواطن والتي لم تكتمل، إضافة الى التحسين الواضح الذي ظهر على الاقتصاد والتجارة في السنوات الثلاث الأخيرة حيث ظهر نشاطا تجاريا واضحا، وتوافد كبير للسياح من خارج البلد، واليهود بشكل خاص.

هناك من يعتقد ان رامز جرايسي لا يزال رئيس البلدية وينسى ان مصلحة الناصرة تحتم علينا العمل سوية

بدوره د. عزمي حكيم عقب قائلا:ما يميز هذه الفترة اربع قضايا اساسية اولا بالرغم مرور ثلاثة سنوات فان رئيس البلدية بنفسه لا يزال يطرح قضية شرعيته، لا يزال في كل لقاء مكتوب او متلفز او عبر اثير اي راديو يؤكد بانه رئيس بلدية الناصرة . علما اننا نعرف ونعترف ونقر ان علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة وانا باسمي وباسم كتلة الجبهة في الناصرة والجبهة القطرية أؤكد ان علي سلام رئيس بلدية الناصرة المنتخب حتى اوكتوبر عام 2018 وهي ظاهرة غير مسبوقة وعلى علي سلام ان يقنع نفسه باستمرار بهذا الامر.

وتابع حكيم: ثانيا وضعية المجلس البلدي وانعدام الديمقراطيه وكم الافواه امر غير جيد، حيث ان جلسات المجلس البلدي معيبة وتدار حسب مزاج رئيس البلدية وفي بعض الاحيان يستعمل العنف ان كان من قبل رئيس البلدية مباشرة او من قبل جمهور ناصرتي وحتى في بعض الاحيان موظفو بلدية يشاركون في العنف تحت مسمع ومرئى رئيس البلدية وبأيعاز منه.

وأضاف حكيم قائلا: للاسف الشديد هناك نظرية مقتنع بها رئيس البلدية وهي ان تحصيل الميزانيات هو يتشرط الجلوس في احضان الحكومة والوزراء، نحن لسنا ضد الاجتماع مع الوزراء او حتى رئيس الوزراء لكننا ضد الخلط بين الميزانيات والعلاقة الشخصية مع الوزراء حيث ان الميزانيات حق وليست منة وللأسف فأن رئيس البلدية يعتقد ان اعلان مواقف سياسية ضد الاجماع الوطني هي التي تأتي بالميزانيات . شعارنا كان منذ السبعينيات بلدية كرامة وخدمات نعم على البلدية تقديم الخدمات للناس ولكن دون التنازل عن الكرامة الشخصية والجماعية فرئيس البلدية يمثل تطلعات كل اهل الناصرة وليس تطلعات علي سلام .

ونوه قائلا: للاسف الشديد المعارضة اليوم هي الاكثرية في المجلس البلدي ولكن لم ترتقي الاحزاب والقوائم الى الحالة الطبيعية لرد الاعتبار للناصرة واهل الناصرة فهنالك من يعتقد ان رامز جرايسي لا يزال رئيس البلدية وينسى ان مصلحة الناصرة تحتم علينا العمل سوية من اجل انقاذ الناصرة وسمعتها الوطنية قبل فوات الاوان .

لو انه لم يكن انسانًا جبارا لما استطاع ان يهزم حزب "عريق" مثل حزب الجبهة

من ناحيته عضو البلدية رايق مروات عقب قائلا: هنالك تحسن واضح في جميع المجالات واخص بالذكر مجال التربية والتعليم حيث ارتفعت نتائج النجاحات بالبجروت كما وحصلت الناصرة على جائزة التربية والتعليم اللوائية لعام 2015، كما ونرى تحسنًا كبيرًا واقبالا كبيرًا من اهالي الناصرة وخاصة الشباب الى النوادي والمراكز الجاهيريه التابعة لبلدية الناصرة في جميع الاحياء حيث تحتوي هذه المراكز اليوم على كل المستلزمات ولشتى انواع الرياضات المختلفة وهذا شيء رائع ومهم كما وقمنا بافتتاح عده نوادي ومراكز جماهيريه في عده احياء واخص بالذكر نادي البلده القديمه.

وتابع: قمنا بعده مشاريع لتحسين البنية التحتية في عدة احياء من مدينة الناصرة وفي الاسبوعين القريبين سينطلق مشروع ضخم يخص الحي الشرقي حيث سنقوم باعاده تزفيت الحي وكذلك الانارة واضافة محطات باصات وتوسيع طرقات وبناء ارصفه. بالنسبه لقسم النظافه فاننا نرى رجال النظافه وسيارات النظافه تعلم بشكل مكثف ودائم وبجميع الاحياء ولذلك نرى ان البلد دائم نظيف ويليق ببلد سياحي.

وأضاف مروات لـ"بكرا": في مجال السياحه نرى الاقبال الرهيب والمتزايد لمدينة الناصره من سياح اجانب او القرى او اقبال لليهود وهذا انجاز رائع حيث نرى ان هناك اقبال كبير لزياره المدينه ونرى ان الفنادق ممتلئه وتعمل بشكل كبير.اما اهم المشاريع التي قمنا ببنائها او التي بدئنا بها فقد قمنا ببناء دوار ونافوره الشهداء في مركز المدينه وبالقرب من مسجد شهاب الدين، اما المشروع الضخم والذي بدئنا بتنفيذه منذ شهر الا وهو بناء دار البلديه مكان ملعب كره القدم وفي الايام القادمه سنبدء ببناء قصر الثقافه بجانب مبنى البلديه

واردف: كما وقمنا ببناء مئات الوحدات السكنيه في حي الجليل والمدارس ايضا بهذا الحي ونحن مستمرين في هذا المشروع الضخم ولايجاد حلول لمشاكل السكن للازواج الشابه، الاعمال التي نعمل عليها ويتوجب علينا ايجاد حلول اهمها السعي لتوسيع مسطح المدينه وقد بدئنا العمل على هذا المشروع منذ تولينا قياده بلديه الناصره وفي الفتره القريبه ستعقد جلسه بهذا الشأن واطلاع الجميع عن المستجدات كما وعد السيد علي سلام في جلسه المجلس البلدي الاخيره كما يتوجب علينا ايجاد حل لدوار البيج قمنا بالتوجه لوزير المواصلات الحلول ونحن نتابع الموضوع وهو في سلم اولوياتنا.

وأشار قائلا: نحن نعمل بشكل مباشر مع الجمهور ونقوم بالمساعده في اي مجال ونحن نشارك اهالي المدينه افراحهم واتراحهم نحن جئنا من الناس والى الناس نشعر بهمومهم ونقوم بقدر المستطاع لمساعدتهم وهذا الشعار الذي قمنا بتسميته سياسه الباب المفتوح كما واتقدم بالشكر لجميع رؤساء الاقسام والموظفين على العمل الذي يقومون به لمساعده الناس.

وعن الإنجازات تابع: انجاز مهم بمجال الحسابات حيث انه سنه 2015 كان عندنا المدخول اكبر من المصاريف بمليون شاقل وهذا امر لم نعده منذ اعوام عديده وهنا يعود الفضل بشكل شخصي لرئيس البلديه وذلك لحب اهالي الناصره له واستجابتهم لدعواته لتسديد الديون المستحقه لبلديه الناصره

واختتم قائلا: اريد ان اتقدم بجزيل الشكر للسيد علي سلام ابو ماهر على دعمنا الدائم واعطائنا الفرص والنصائح في كل المجالات. هذا الرجل العظيم همه الوحيد الناصره واهل الناصره همه الوحيد ان يساعد اهل وهو يسهر الليالي الطويله لخدمه اهل البلد ويكرس من وقته الخاص لمساعده الجميع. العمل الذي يقوم به عمل جبار ولو انه لم يكن انسان جبار لما استطاع ان يهزم حزب "عريق" مثل حزب الجبهه والفوز بالانتخابات بفارق 10400 صوت.

لم تنجح الادارة الجديدة بالنهوض بالمشاريع او تحسين او اعادة التخطيط لتلك المشاريع

د. اياد سليمان اعرب عن رأيه لـ"بكرا" قائلا: ثلاث سنوات من النجاحات والاخفاقات، تاريخيا انتصار الجبهة في سنوات السبعين كان انقلابا وثورة في نفس الوقت، كان الوعي الجمعي في حالة من التبلور ويوم الارض هو الذي رفع من شأن العرب في الداخل وبذلك بدأ عصر جدبد من الوعي السياسي والمطالبة بالحقوق كمواطنين في هذه الدولة، كان ظهور الحركة الاسلامية وموت القائد توفيق زياد نكسة الجبهة وادت هذه الظروف الى تراجع في شعبية الجبهة والتأييد لها رغم البداية في تنفيذ عدة مشاريع كبيرة ولكن الجبهة اخفقت في النهوض لعدم وجود الخبرات والطاقات المناسبة والخلافات الداخلية والفساد الذي استشرى في عصب الجهاز الاداري ولم تستطع البلدية بقيادتها مواجهة أزمة شهاب الدين واحتوائها والتعامل مع التحولات المحلية والعالمية والفشل في النهوض ببعض المشاريع المهمة كإنعاش سوق البلدة القديم والبدء بمشاريع اسكان لحل ازمة السكن ورغم البدء بمشروع البلد سالكة فقد فشلت البلدية بتوسيع المشروع وحل ازمة السير الخانقة.

وتابع: بعد 38 عاما من سيطرة الجبهة على مقاليد الامور في البلدية ولكنها لم تستطع التأسيس لقيادة شابة بديلة تقود البلد في القرن الواحد والعشرين، اعتمدت الجبهة سياسة ادارة الازمات وليس سياسة حل الازمات، وبسبب اخطاء جسيمة اقترفتها بعض الشخصيات المقربة من رئيس البلدية وتسببت بالتأثير سلبا على مجريات الامور، هذه الشخصيات تسببت في خروج المارد من القمقم ولم تستفق الا على نتيجة انتخابية قاسية لم تكن مستعدة لها ولهذا فقد كان الانهيار سريعا واختفت الشخصيات المركزية وراء الكواليس لتظهر شخصيات لا قدرة لها على النهوض بالجبهة ومؤسساتها.

وأضاف قائلا: خلال السنوات الماضية لم تتغير امور كثيرة في الناصرة، بدايات المشاريع التي خططت لها الادارة السابقة بدأت تدخل في طور التنفيذ خلال السنتين الماضيتين وخاصة مشروع الاسكان في حي الجليل، ورغم البدايات المباركة لم تنجح ادارة البلدية في توسيع مخطط الناصرة وتزايد عدد السكان وعدد السيارات اصبح لا يطاق وبسبب تخطيطات سابقة غير موفقة لم يتم تصحيح هذه الاخطاء في الفترة الاخيرة كدوار البيج ودوار شهاب الدين ودوار النمساوي ومفرق الخانوق ومدخل حي الصفافرة - شفاعمرو وتجميع كثير من المدارس في منطقة واحدة لتسبب اختناقا مروربا كل صباح، لم تنجح الادارة الجديدة بالنهوض بالمشاريع او تحسين او اعادة التخطيط لتلك المشاريع، وارتأت الادارة الجديدة الحفاظ على الوضع السابق من دون اعادة هيكلة لمؤسسات البلدية او البدء بالتخطيط لمشاريع تتناسب مع التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية المناسبة للقرن الواحد والعشرين.

واختتم: خلاصة القول، ليس هنالك تغير جذري حدث في الناصرة وليست هنالك مؤشرات على ذلك، ورغم ذلك فلن يكون هنالك منافس جدي لعلي سلام في الانتخابات القادمة.

اساس عدم الرضى وعدم الأمان اساساً يبدأ من المجلس البلدي ومستوى الحقد بين اعضاء البلدية

زيد غنيم قال بدوره: هناك تحسن ملحوظ في الناحيه الخدماتيه في البلد ولكن من ناحيه أخرى الإحساس العام هو انتشار الخاوة والعربدة وازديادها ، والإعتداء على أملاك البلديه مثل استغلال مساحات من اراضي البلديه لأشياء شخصيه، إعتداء على أرصفة الشوارع حتى ان المارة على هذه الأرصفه يضطرون الى النزول عدة مرات الى الشارع، وشعور محبط بسبب عدم الأمان لدى اهل البلدة.

واضاف: اساس عدم الرضى وعدم الأمان اساساً يبدأ من المجلس البلدي ومستوى الحقد بين اعضاء البلديه ، الهجوم والتهجم على بعضهم البعض وعبر صفحات مواقع التواصل، وبذات الوقت السكوت على السرقات ونهب الأموال العامه في المدينة ، علما ان هناك بعض الشباب الغيور الذين يقومون بالعمل جاهدا للحفاظ على الناصرة وتكاثفها، وحمايتها.