اثار تصويت المجلس الوزاري أمس الأحد على القانون الذي يقضي بمنع رفع الآذان بمكبرات الصوت في المدن والقرى العربية بذريعة انه يسبب ازعاجا للسكان اليهود، استنكار وسخط واضحين بين نشطاء وشخصيات اجتماعية وعبر صفحات الفيسبوك.

سماح اغبارية: الاذان يذكر المحتل بنكبتنا خمسة مرات يوميا

الناشطة النسوية سماح سلايمة اغبارية قالت لـ"بـُكرا": اجلس في مكتبي هنا في اللد في حي مختلط، واسمع الاذان كل يوم وبقوه، لا ألمس تضايق اي انسان في الشارع وهو يعتبر رمز أساسي في المجتمعات العربية، منذ الازل .

وتابعت اغبارية: ان محاولة التحريض ضد صوت الاذان تعود برأيي للحرب على الحيز العام، لم يتم رفع سماعات الصوت في المآذن ولم يتغير اتجاه مكبرات الصوت لتنخر اذان المواطنين اليهود عمدًا، إنما دفاعنا عن الاذان هو جوله في معركة تواجدنا وهوية المكان الذي نريده عربيا ويتحدث اللغة العربية ولا يخجل او يتواضع بظهورها.

ونوهت اغبارية: من يهاب من كلمة الله اكبر هو يخاف من قوة الناطق بها دينه وعنفوانه ولأنه يدرك تماما اين الحق وأين الباطل من هم اصحاب الارض وماذا يعني وجود مسجد في قلب المكان، من المؤسف جداً ان نشاهد حكومات ألمانيا وكندا تبني المساجد للمسلمين وتساهم في تطوير التسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين على أراضيها التي استقبلت المهاجر واللاجئ المسلم ونحن هنا ابناء وبنات هذه الارض علينا في ظل حكومة مستشرة دينيا ان نخفض أصواتنا لمي لا يخاف اليهودي الحساس من وجودنا

وادفت قائلة: من الجميل ان الآية الكريمة "وذكر ان نفعت الذكرى" تنفع جيراننا اليهود وتذكرهم بنكبتنا خمس مرات يوميا .

عمار ابو قنديل: تحريضات "ترامب" على الاسلام اعطت شرعية

الناشط الاجتماعي والسياسي عمار ابو قنديل قال بدوره لـ"بـُكرا" :تحت ادعاء "حماية المواطن من الضجيج" وفي محاولة قذرة لدق الاسافين من خلال الإشارة أن المنزعج من الأذان هم من المسلمون والمسيحيين واليهود نحن أمام قانون فاشي اخر برعاية جوقة نتنياهو وحاضنته الشعبية الفاشية وامام صمت عالمي وهوان عربي إسلامي مثير للاستغراب والاستهجان، في الحقيقة إن قانون منع الأذان هو استمرار طبيعي من ناحية المؤسسة الاستعمارية ومحاولة تصعيد متوقعة من كيان عنصري فاشي، بداية قام على أنقاض شعب وما زال مستمرًا في مهمته لتشويه الهوية الجمعية ولمحو كل ثقافة او دلالة تؤكد ان هناك شعبًا تواجد قبله. لا يمكن التعامل مع القانون من باب "حرية العبادة" والتعويل عليه فلا يمكن التوقع من دولة صهيونية يحركها نهج إلغاء والتخلص من وجود وثقافة ودين المختلف ان تتعامل معنا وفق القوانين الأساسية الطبيعية بل علينا أن ننظر إليه من باب مخطط أكبر هدفه تدجين الفلسطينيين وعزله في همومه وقطعه عن القضية الأساس وهو الوجود الاستعماري الذي يُفكك، يحتل، يهدم، يقتل يعتقل ويسرق يوميًا في غزة والضفة والداخل.

وتابع: توقيت هذا الانتهاك الصارخ ليس بريئًا فإلى جانب قانون "تنظيم البؤر الاستيطانية العشوائيّة" فهو يتزامن مع انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الذي أعطى ضوء اخضر للمؤسسة الإسرائيلية في الاستمرار في ممارسة قمعها للوجود الفلسطيني من خلال دعمها المباشر ومن خلال خطابه "الاسلاموفوبي" الذي كان أحد دعائم نجاحه الأساسية ويتزامن أيضًا مع الترهيب المستمر من "البُعبع الاسلامي" في محاولة لتحويل الصراع من سياسي وجودي على الأرض والإنسان الى ديني بحت يلاقي من خلاله دعم عالمي وشعبي في الكثير من الدول وشعوب العالم. إن "مسودة القرار" حول منع الأذان ليست لمنع الضجيج حقًا فالضجيج الحقيقي هو في الاحتلال وفي القوانين العنصرية اليومية وهي محاولة لخلق ضجيج يزيد من رصيد نتنياهو بين اوساط مؤيديه.

واردف: في حال مرور هذا القانون بشكل نهائي فهو سيشكل امتحان اخر لنا كشعب وكمجتمع وكمجموعة وكأحزاب ومؤسسات وكأفراد في حين فشلنا في الكثير من الامتحانات السابقة واكتفينا في الاستنكار والشجب، المطلوب هو تحرك شعبي كبير وجريء يتخلل تنظيم مظاهرات ضخمة في مفارق البلدات وأخرى في القدس وتل أبيب، إن صمتنا المستمر ورد فعلنا الضعيف التي لا تليق بأحجام الأحداث عادة سيكون بمثابة شرعنه للمؤسسة بالاستمرار في قمعها وتنكيلها.

رنا زهر: حكومة نتنياهو تتغنى بالديمقراطية زورا

الناشطة السياسية والاجتماعية د. رنا زهر قالت بدورها: ان تمرير قانون منع رفع الاذان في الداخل الفلسطيني هو قرار خطر، غير ديمقراطي وعنصري بامتياز، ويشكل مسا صارخا بحقوق الاقليات وحقهم بالعبادة، وهو حق اساس من حقوق الانسان، عدا عن كون الاذان جزء لا يتجزأ من هوية شعبنا الثقافية.

واضافت: ان تشريع الحكومة لهكذا قانون بحجة ان الصوت يزعجهم هو الخطر بعينه. فغدا سيزعجهم صوت اجراس الكنائس، وبعد غد لغتنا ولكنتنا وبعد بعده لون بشرتنا وسيجدون الطريقة لشرعنة قوانين ضد كل ما لا يروق لهم. ولكن لا يزعجهم ابدا ممارسة الاكراه الديني على كل مواطني البلاد ومنعهم من التحرك وممارسة حياة عادية في يوم غفرانهم !!

ونوهت: على مؤسسات شعبنا محاربة القانون هذا والتوجه للمحاكم وهيئات حقوق الانسان المحلية والدولية وفضح السياسات العنصرية لحكومة نتانياهو الذي يتغنى بكون بلاده "واحة الديمقراطية والحريات" زورا وبهتانا

هويدة زعاترة: محاولة منع الاذان تنم عن نفسية عنصرية

الناشطة الاجتماعية والفنانة هويدة نمر زعاترة اشارت لـ"بـُكرا":
أعتقد أنّ محاولة منع الأذان تنم عن نفسية عنصرية غريبة عن المكان، غريبة عن روحه وطبيعته وهي تمثل استمرار نهج الإنكار ومحاولة فرض واقع ومناخ آخر تحت ستار المحافظة على البيئة وأخذ راحة السكان بعين الاعتبار. إلا انه لا مانع برأيي بل ومن المحبذ خضوعنا كمجتمع واحترامنا لمعايير شدة الصوت في الحيّز العام إن كان ذلك بخفض صوت أجهزة الاستماع في السيارات أو في الحفلات والأعراس كما وأن للأذان والتجويد أصولهما التي يجب أن تتبع احتراما للدين وطقوسه وأتباعه والناس عموما

محمد مصالحة: زعران اليمين يقودون شعبهم لمصائب قادمة

المستشار والناشط الاجتماعي محمد مصالحة اعتبر ان محاولة منع الاذان عنصرية من الدرجة الاولى حيث قال لـ"بـُكرا": عندما يتحول المجلس الوزاري لشؤون التشريعات الى ساحة عراك سياسي على لقب من الاكثر تطرفا البيت اليهودي شاكيد وبينيت ام اسرائيل بيتنا ليبرمان وزراء الليكود ونتنياهو.

وأضاف: وزراء الليكود تمردوا على الطاغية زعيمهم في قانون "التسوية" المهين لمحكمة العدل العليا والسالب للأرض الفلسطينية والمتنكر للقانون الدولي لكن عادوا والتقوا في تفرقتهم العنصرية وتوحدوا في استفزازهم لمشاعر العرب والمسلمين معتمدين على فكر عنصري بغيض معادي لحرية الاديان واكثر على حالة "عليهم" العالمية على العرب، المسلمين والمهاجرين.

واختتم: هذا طاقم وزاري لزعران يمين لا بد ان يقودوا دولتهم وشعبهم لمصائب قادمه لا تحمد عقباها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com