يلاحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع عدد السيارات على الشارع خاصة السيارات الجديدة، التي خرجت من الوكالة حديثا وكلفت أصحابها مبالغ طائلة، بالمقابل فقد ارتفعت نسبة حوادث السير منها القوية ومنها الحوادث البسيطة، وفي الحالتين فأن هذه الحوادث من شأنها ان تتسبب بأضرار جسيمة للأطراف المختلفة، ومن الملفت انه منذ ان توقفت شرطة السير عن فحص وجود التأمين في السيارة فان معظم السائقين لا يقومون بتأمين سياراتهم وذلك بالرغم من التحذيرات المستمرة لوزارة المواصلات وشركات التامين في حين ان وكلاء التأمين الذين يعتبرون حلقة الوصل الوحيدة بين شركات التأمين والزبائن يعانون باستمرار من هذا الوضع القائم بسبب اللامبالاة والجهل خاصة في مجتمعنا العربي بما يتعلق بأهمية وجود تأمين في سيارة السائق خاصة السائق الذي حصل على الرخصة حديثا.

"بكرا" كمبادرة توعوية قام بالتوجه الى عدد من وكلاء التأمين وحاورهم حول أهمية التأمين ووجوده في أي سيارة، حيث اكدوا جميعهم بأهمية وجود التأمين حفاظا على حياة السائق والاخرين وأيضا تجنبا لوقوع المشاكل بين الافراد التي تؤدي أحيانا الى حالات عنف وقتل وضرر كبير.

وليد عريان: عدم تأمين السيارة بسبب اهمال او لامبالاة يسبب عنف ومشاكل بين الناس

وكيل التأمين وليد عريان عقب قائلا في هذا السياق: مفهوم ضمنا ان عدم التدقيق او التشديد من قبل الشرطة على تأمين السيارات من شأنه ان يسبب مشاكل بين الناس، تماما مثل انتشار السلاح الغير مرخص بسبب عدم وجود رقابة عليه وعدم جمعه مما يولد العنف، هذا امر شبيه تماما حيث ان الشرطة لا تقوم بفحص تأمين السيارات، مما يعطي الفرصة للبعض بعدم تأمين سياراتهم لربما بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة او ان درجة الوعي في مجتمعنا العربي للأسف قليلة جدا، لذلك على الفرد ان لا ينتظر الشرطة ان تفحص له تأمين السيارة بل يفترض عليه ان يؤمن سيارته خاصة هؤلاء الذين يعانون من وضع اقتصادي سيء هم بحاجة الى تأمين حتى تأمين حياة والسبب في ذلك انه في حال حدوث حادثة معينة له فان التأمين يغطي جميع التكاليف، لذلك فأن المعادلة عكسية، واشدد على موضوع تأمين الحياة وهو مهم جدا للأشخاص الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.

وتابع: بشكل عام الأشخاص الذين لا يؤمنون سياراتهم هم من يقومون باغلب الأحيان بمشاكل لوكلاء التأمين مثل حوادث وعدم دفع مستحقاتهم، وعادة هؤلاء الأشخاص يفضلون تأمين "شخص ثالث" هو تأمين غير كامل كما ان عمولتنا كوكلاء تأمين تكون بسيطة جدا ولكنني بالرغم من ذلك فانني انصح به، لانه من الأفضل ان يحرص كل شخص على حياته وحياة الاخرين، لانه في حال قام السائق بحادثة معينة وتسبب بضرر لسيارته او سيارة الطرف الاخر سيتكفل بدفع مبالغ طائلة تصل أحيانا الى 100 الف شيكل او اكثر في حال عدم وجود تأمين، عدا عن الشباب الصغار في السن الذين يقومون بشراء سيارة ويتجولون بها في بلداتهم لان الشرطة لا تسأل عن التأمين وفي حال انه قام بحادثة معينة وهو لا يزال في اول حياته ستكلفه هذه الحادثة مبالغ كبيرة أيضا وسيؤثر الامر على مستقبله أيضا، وفي هذه الحالة سيتم التوجه الى المحكمة مما سيؤثر سلبيا على مستقبل الشاب، كل ذلك بسبب اللامبالاة وقلة الوعي والإهمال والنتيجة تكون عنف ومشاكل بين الناس.

ونوه قائلا: هناك اشخاص لا يوجد تامين بسياراتهم حيث يقومون بحوادث طرق ويطلبون من احد اقربائهم ان يسجل الحادثة على تأمينهم، لذلك فان شركات التأمين تقوم اليوم بارسال محقق خاص لمعظم الحوادث التي تحدث في الوسط العربي، لانهم يعلمون بما يحصل، وبالتالي فانه يتم توريط العديد من الأشخاص بسبب نقل الحادثة الى تأمين شخص لم يقم بها وتزييف الحقائق، وبهذه الطريقة فأن المشكلة تتفاقم وتزداد تعقيدا بدل ان يتم حلها بشكل بسيط.

وأوضح عريان لمراسلتنا: انا اعمل كوكيل تامين منذ 18 عاما وقد تعلمت جيدا كيف اختار زبائني الذين اصبح لديهم وعي بأهمية التأمين وكيفية المحافظة عليه، علما ان هناك بعض الأشخاص لا يقومون باستعمال التأمين حتى لا يدون في ملفهم حادثة لان بعض شركات التأمين لا تقبل تأمين سيارات لاشخاص قاموا بأكثر من حادثة خلال ثلاثة سنوات، في النهاية هدف شركات التأمين هو الربح المادي، لذلك لا تأمن لشخص يقوم بحوادث سير كثيرة حتى لا تخسر اكثر من ان تربح، وهذا هو المنطق، الهدف من أي شركة او مصلحة الهدف في النهاية هو الربح.

ونوه: النظام هو اهم ركن من اركان الحياة، على الشخص ان ينظم حياته من جميع النواحي، في حال وجود النظام فجودة الحياة ستكون اعلى، ويفضل ان يأمن الشخص سيارته حتى لو كان تأمين "شخص ثالث" عندها في حالة وقوع حادثة فأن الشخص لن يتكفل بجميع التكاليف والضرر الناتج، لذلك فأن النظام والوعي والمحافظة على القوانين يمنعون المشاكل والعنف بين الناس.

عوني خوري: في وسطنا العربي لا يوجد وعي بما يتعلق بهذا الامر لان شرطة السير لا تفحص تأمين السيارات

وكيل التأمين عوني خوري عقب بدوره لمراسلتنا قائلا: تأمين السيارة هو امر اجباري ان يتواجد في السيارة لانه في حال وقع حادث معين على الشخص ان يغطي الضرر الذي وقع له او لسيارته حتى لا يدفع هو كل المصاريف الناتجة عن الضرر، وللأسف في وسطنا العربي لا يوجد وعي بما يتعلق بهذا الامر لان شرطة السير لا تفحص تأمين السيارات، في الماضي كانت الشرطة تهتم وتسأل عن تأمين السيارات باتفاق مع شركات التأمين عندها كانت الناس تخاف وتؤمن سياراتها اما اليوم بسبب انقطاع العلاقة بين شركات التأمين والشرطة فأن معظم السائقين في وسطنا العربي لا يؤمنون سياراتهم.

وتابع ل"بكرا": في حالة عدم وجود تأمين ووقوع ضرر معين للسيارة نتيجة حادث فأن الشخص للأسف سيدفع من جيبه الخاص لاصلاح الضرر لربما له وللطرف الاخر، حتى انه أحيانا تصل هذه القضايا الى المحاكم وتسبب مشاكل لاطراف مختلفة، لذلك من الاجباري ان يقوم كل شخص بتأمين سيارته لو تأمين بسيط يغطيه في حالة التسبب بضرر بشري.

حسام أبو الهيجا: عدم تأمين السيارة يسبب للشخص مشاكل عديدة تؤدي أحيانا الى القتل

وكيل التأمين حسام أبو الهيجا قدم نصائح لجمهور المتصفحين حيث قال: على السائق ان يقوم بتأمين سيارته ليس خوفا من الشرطة وانما عليه ان يخاف على حياته وحياة الاخرين، لان الامر ليس سهلا، حيث انه ممكن ان يصيب الشلل احد الأشخاص بسبب حادثة قام بها ونتيجة عدم تامين سيارته فأنه سيخسر كثيرا، ومن يدعي انه لا يريد ان يؤمن سيارته بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة فأن ذلك غير صحيح لان تامين السيارة لعام كامل لا يكلف كثيرا بالمقابل فان الشخص يحافظ على سيارته وحياته، للأسف في مجتمعنا العربي هناك العديد من الأشخاص الذين يتوجهون لي بعد ان قاموا بحادثة معينة تسببت بضرر بشري او في الممتلكات ويطلبون مني ان اساعدهم وان اجهز لم تأمين مزيف، وبالطبع انا ارفض ذلك، السؤال هنا لماذا لم يقم هؤلاء الأشخاص بتأمين سياراتهم قبل وقوع الحادثة.

وتابع: الأفضل ان يتنازل الشخص عن مبالغ بسيطة من المال لتأمين سيارته حتى يحافظ على حياته وحياة غيره، كما ان قضية عدم تأمين السيارات ممكن ان تسبب مشاكل بين الناس، لانه بطبيعة الحال لا يوجد أي شخص يتنازل للاخر، وفي حال وقوع حادثة مع إصابات بشرية تقوم الشرطة بالتحقيق وفي حال عدم وجود تأمين فيتم سحب الرخصة لمدة 60 يوما وفي حال كان السائق جديد على الشارع فيتم سجنه الى جانب عقوبات أخرى كما سيقوم بدفع الضرر للطرف الاخر من جيبه الخاص. كما انه في حالات معينة يلتزم الشخص بدفع مبالغ للطرف الاخر طيلة حياته كما انه لا يستطيع السفر خارجا عدا عن المشاكل التي ممكن وقوعها بسبب عدم وجود التأمين حيث انه أحيانا ممكن ان تصل الى قتل، بعد تدخل عائلات واطراف معينة، اغلبية المشاكل والعنف في مجتمعنا تحدث لاسباب بسيطة مثل هذه.

وحذر قائلا: الهدف من التأمين هو حماية الشخص نفسه ويحمي غيره، لذلك فأن النظام مطلوب ومهم في مجتمعنا، علينا تحمل مسؤولية سيارة، كما ان السيارة يجب ان سليمة على الشارع وان نقوم باعمال صيانة لها كما يجب، ويفضل ان يتم تأمين السيارة عالاقل "طرف ثالث"، يجب ان نعي جيدا لأهمية التأمين بهدف الحفاظ على مالنا الخاص وحياتنا وحياة الاخرين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com