يعتبر الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أنّ انتخاب دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة، يعبّر عن الأزمة العميقة للنظام الرأسمالي في الولايات المتحدة وفي دول الغرب عمومًا، وعن غضب وإحباط الطبقات الوسطى وليس المجموعات المستضعفة فحسب من النظام الاقتصادي ومن تعفّن أجهزة السلطة.

لقد عبّر ترشيح هيلاري كلينتون عن غياب بديل قيمي وسياسي على مستوى السياسة الداخلية، وكذلك على مستوى مواصلة السياسة الخارجية المدمّرة للولايات المتحدة خدمةً للمصالح الإمبريالية المعولمة، وخصوصًا في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا. بالمقابل، طرح المرشّح الديمقراطي ساندرس طروحات اشتراكية-ديمقراطية، تعتبر ثورية بمقاييس النظام الرأسمالي المتوحّش، والمنحاز بجوهره لسياسات الحروب والتوسّع، وتعبّر عن صوت مغاير داخل الولايات المتحدة. إلا أنّ تغييب هذا البديل وضع الناخب الأمريكي في إزاء خيارين أحلاهما مرّ، فلجأ إلى ترامب كتصويت احتجاجي.

إنّ انتخاب ترامب، على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعبّر عن عمق الأزمة وفشل السياسات الحالية، ولكنه لا يطرح بدائل حقيقية. فبدلاً من تقديم الحلول، تتعزّز المقولات اليمنية الكلاسيكية من تحريض وشوفينية قومية واجتماعية. ولا عجب في تماهي اليمين الإسرائيلي مع هذه الوجهة لدى اليمين الأمريكي والأوروبي، ومع قيم العنصرية وتحقير النساء وكراهية الأقليات، والرضاعة من حيتان المال.
وبقدر ما ينطوي انتخاب ترامب على مخاطر كبيرة – أيضًا في سياق غضّ الطرف عن السياسة التوسعية لحكومة نتنياهو ودفن "حل الدولتين" وتصفية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني – فإنه قد يخلق فرصًا جديدة تعزّز نضال القوى الديمقراطية والتقدّمية أمام هذا المدّ الخطير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com