لا يكترث كثير من الفلسطينيين بالانتخابات الأميركية الجارية حاليا، فيما يرى أخرون أنها ستأثر كثيرا على فلسطين، حيث سيحدد طبيعة العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية والفلسطينية الأمريكية الرئيس الجديد الذي سيجلس في البيت الأبيض في السنوات الأربع المقبلة.

وفي هذا السياق يقدم عدد من الكتاب والمحللين السياسيين تحليلا لتأثير هذه الانتخابات على الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجه.

وفي إطار هذا التحليل، يرأى الكاتب د. أيمن أبو ناهية أن القضية الفلسطينية أصبحت رهينة لعبة الانتظار قبل وبعد موعدي الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية، فتارة يوهمون الشعب الفلسطيني بوجوب الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأخرى الانتظار حتى ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وهكذا دواليك، مرت أكثر من ستين عامًا على لعبة الانتظار والحصار والاستيطان، دون أن يحدث أي تقدم ملموس على ما يسمى عملية السلام.

وقال إن الاتجاه السائد في الخطاب السياسي بالولايات المتحدة يعرض الفلسطينيين أنهم دمويون يقتلون اليهود، وأنهم يعيشون بجانب اسرائيل، الذي يصوره على أنه يحيط به السكان الهمج الذين لا يريدون السلام.

وأضاف أن "النهج الأمريكي والإسرائيلي نحو القضية الفلسطينية لم يتغير، لا بل يزداد إمعانًا في هضم حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة إبان مرحلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يصبح فيها دعم الكيان العبري وكسب اللوبي اليهودي لمصلحة هذا المرشح أو ذاك عملية مرتبطة بقدر ومعيار هضم المزيد من الحقوق الفلسطينية بوعود تقديم الدعم للكيان الإسرائيلي بلا حدود، واللافت للنظر منذ عهد الرئيس الأمريكي رقم واحد حتى رقم (44) أنه لم يتغير شيء في نهج الصهيونية والإمبريالية الأمريكية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني.

دماء الفلسطينيين مستباحة في الانتخابات الأمريكية
من جانبه، رأى غسان مصطفى الشامي المحلل السياسي أن انتخابات الرئاسة الأمريكية تحمل أهمية كبيرة للفلسطينيين وصناع القرار، وهناك من يتفاءل بقدوم رئيس أمريكي جديد، ربما يدعم ويساند القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية ويغير السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؛ هذه السياسة غير المتوازنة والعنصرية التي تحمل حقدا في التعامل مع الفلسطينيين وحقوقهم، ولم يمر على الشعب الفلسطيني رئيس أمريكي يعلن صراحة أنه مع حق الفلسطينيين في أرضهم وكيانهم؛ بل إن انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة جاءت عشية حرب إسرائيلية مدمرة قتلت الآلاف من الفلسطينيين، وخرج علينا الرئيس الأمريكي ( أوباما) يومها يطالب الكيان الصهيوني بضبط النفس ويحمل المسؤولية لفلسطينيين.
واضاف أنه في كل دورة انتخابية أمريكية جديدة يكون الفلسطينيون في ميدان الانتخابات الأمريكية، في المقابل تجد كل مرشح رئاسي يتنافس على قلوب وأصوات الناخبين اليهود في أمريكا، بل ويقوم المرشحين بالتقرب للكيان الصهيوني، وزيارة دولة الاحتلال، وإطلاق تصريحات الدعم والمساندة للدولة العبرية، والمؤيدة للجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وقال إن اللوبي اليهودي في أمريكا يمتلك قوة سياسية كبيرة ومؤسسات إعلامية متنفذة، كما أن اليهود في أمريكا يتحكمون في أكبر المؤسسات المالية والاقتصادية، ويستطيعون من خلال نفوذهم ترجيح كفة أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية، لذلك يسعى أي مرشح إلى خطب ود اليهود في أمريكا، وبل ويعمل المرشحون الأمريكان على تنفيذ برامج دعائية خاصة باليهود في أمريكا وإظهار مدى الدعم الذي سيحظى به اليهود في حال الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

الانتخابات الأميركية ستأثر على فلسطين بشكل كبير
في ذات السياق، رأى الكاتب عماد شقور أن من سيختاره الأمريكيون سيكون ذا اثر كبير على مجمل مجريات الامور في العالم؛ لكنه سيكون بالغ التأثير على الاحداث والاوضاع في الدول العربية، وفي كل دول الشرق الاوسط، بشكل خاص، في هذه المرحلة القلقة في المنطقة؛ في حين انه سيكون حاسما بالنسبة لفلسطين واسرائيل، وصراعنا غير المنتهي، على مدى المستقبل المنظور ربما، وعلى مدى الاربعة اعوام المقبلة، على اقل تقدير؛ ولا بد هنا من التأكيد ان ما سيحدد مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته في النهاية، وبالمعنى العام، هو السياسة الفلسطينية.

وأوضح أن أمريكا، رغم قوتها ووزنها الهائل في العالم، هي من يستطيع ان يرسم ويحدد مستقبل الشعب الفلسطيني. ان من يستطيع ذلك هو الشعب الفلسطيني ذاته، المنكوب هذه الايام بالانقسام وبالقيادات ذات الاداء الركيك، والتي تركز كل نظرها وجهدها إلى ما سيكون عنوانا في صحيفة الغد، بدل ان تركز كل ما تملكه من طاقات للمصالح الوطنية الفلسطينية العليا، ولما سيكون سطورا مشرقة اوسطورا مشينة في كتب التاريخ التي سيقرأُها احفادنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com