انطلق صباح اليوم الخميس مهرجان الزيت والزيتون التقليدي السنوي في مدينة عرابة البطوف ، والذي ينظم برعاية بلدية عرابة ومركز محمود درويش الثقافي وعدد من الجهات المختلفة التي ساهمت وشاركت في إنجاح المهرجان في خيمة السلام .

وقد تخلل أول يوم من المهرجان سلسلة من الفعاليات والبرامج التراثية القديمة التي تحاكِ الفلكلور الفلسطيني القديم وإرث الأجداد ورعايتهم لشجرة الزيتون وقيمتها الثمينة التي عاشوا معها على مر السنين، حيث قدمت عدة محاضرات تتحدث عن أهمية شجرة الزيتون وفوائدها لمحاضرين أصحاب خبرة وتجربة هذا المجال ،وكذلك تم عرض فقرات لفرقة الدبكة الشعبية وزاوية للمأكولات التراثية التي عاش عليها اجدادنا في الماضي القديم كخبز الصاج وزيت الزيتون والزعتر ،إضافة الى مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي شارك بها قرابة 1500 طفل من المدراس الابتدائية في عرابة . 

مهرجان الزيت والزيتون في عرابة الذي لاقى نجاحًا واسعا ترك اثاره من العام الماضي على العديد من الأجيال الصغيرة الذين بدأوا رحلة العودة الى شجرة الزيتون وكروم الزيتون من جديد ورعاتها والحفاظ عليها ومعرفتهم لقمة الشجرة الكبيرة التي كرّمها الله في كتابه العزيز .

هجروا كروم الزيتون

وفي هذا السياق تحدث مراسلنا على عدد من المنظمين والقائمين على إنجاح المهرجان الذين اعربوا عن تفاؤلهم بنجاح اول يوم من مهرجان الزيت والزيتون في عرابة ، حيث بدأ السيد عمر عيادة صاحب خيمة السلام في عرابة والذي استضاف المهرجان في خيمته حديثه وقال : مهرجان الزيت والزيتون هو رسالة صارخة للأجيال القادمة والاجيال التي بتنا نرها في السنوات الأخيرة تبتعد شيئا فشيئا عن شجرة الزيتون التي هي تراثنا وهي اثبات وجودنا وتجذرنا وتمسكنا بأرضنا ، وهي الدليل القاطع على اننا أصحاب هذه الأرض التي عشنا من خيراتها على مرّ السنين . 

وقال عيادة:للأسف ما بتنا نراه اليوم من هجرة لكرم الزيتون أمر بغاية الخطورة، هناك من هجر ارضه وتخلى عنها ،وهناك ضاقت به الدنيا وباع ارضه وهناك من قلع شجرة الزيتون وزرع بيتا مكانها بسبب الضيق السكاني الذي نعيشه ، وهناك من يوكل الغرباء في تحصيل وجني ثمار الزيتون ، وقلّما نجد من يهتم ويرعى ارضه كما كان سابقا والأسباب تختلف ولكن مجملها تصب في مسالك الدنيا ومشاغلها المتنوعة .

السيدة شكرية نعامنة مديرة وحدة العمل التطوعي في مركز محمود درويش الثقافي عرابة قالت : رسالتنا من خلال المهرجان واضحة جدا ، والتي تقضي بالعودة الى شجرة الزيتون ، ونحن اعتمدنا استهداف الأجيال الصغيرة لكي نبني جيلا يعود الى تراثه والى اصله القديم والذي يعي تماما مكانة وعظمة شجرة الزيتون في حياتنا ، واليوم تعلمت مقولة جدا رائعة وكم أتمنى لو انها تتردد دائما بيننا وهي " لو عرف الزيتون غارسه لبكى دمعا بدل الزيت " فشجرة الزيتون قد غرستها سواعد حفظت الأرض وصانت الأرض وعلينا نحنن الأجيال القادمة ان نمشي على هذا الطريق ، فالأرض والزيتون هما قيمة الانسان الحقيقية ، فلطالما ملكنا القمح والزيتون فلن نرى الجوع مهما جارز الزمان . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com