أظهرت نتائج الامتحان النهائي السنوي التي قامت به نقابة المحامين في البلاد في الأسبوع الماضي بأن هنالك انخفاض كبير في نسبة النجاح، حيث أن معدل العلامات كان 57، فقد تقدم للامتحان 2481 طالبًا ونجح في عبور الامتحان فقط نسبة 30% منهم.

في نقابة المحامين يحملون المسؤولية للكليات حيث أن 83% من الذين تقدموا لهذا الامتحان كانوا من خريجي الكليات، ومن بين جميع من تقدموا للامتحان هنالك 1422 طالب وطالبة كان هذا امتحانهم الأول، منهم 367 طالب وطالبة من خريجي الجامعات والباقي من خريجي الكليات، وبين خريجي الجامعات 70% نجحوا في الامتحان، بينما نجح من خريجي الكليات فقط 33%.

المعطيات حسب المؤسسات الأكاديمية
وفي المعطيات التي نشرت يظهر بأن أعلى نسبة نجاح كانت بين خريجي الجامعة العبرية حيث بلغت النسبة 73% بمعدل 67.69، تليها جامعة تل أبيب 56%، ثم جامعة بار إيلان 59%، ثم المركز متعدد المجالات في هرتسليا 54% ثم جامعة حيفا 53% ثم كلية سبير 50% ثم "الكلية لمنهال" 36% ثم كلية نتانيا 28% ثم المركز الأكاديمي بيريس 21% ثم المركز الأكاديمي للقانون والأعمال- رمات غان 17% ثم "شعري مشباط" 17% ثم كلية كريات أونو 16% ثم كلية صفد 14% ثم كلية الكرمل 13% ثم القادمون من دول العالم 6% الإسرائيليون الذين تعلموا في دول أخرى 5% فقط!

خالد زعبي: السبب .. الكليات
رئيس نقابة المحامين لواء الشمال، المحامي خالد حسني زعبي قال لـ"بـُكرا": للأسف نسبة الرسوب وصلت حتى ما يقارب الـ70% واكثرية الذين نجحوا في الامتحان كانوا من خريجي الجامعات بينما نسبة خريجي الكليات كانت اقل بكثير وهناك فرق بين خريجي الجامعات والكليات، مما يدل على وجود إشكالية معينة، بالرغم من انه حتى كان هناك نسبة رسوب اعلى حتى من خريجي الجامعات ولكن الفرق لا يزال واضحا.
وتابع: اعتقد ان السبب يعود الى ان نسبة التعليم منخفضة في الكليات وغير كافية، في السنة الماضية أيضا كان هناك نسبة رسوب ولكن هذا العام النسبة عالية جدا .

الياس أبو عطا: الهدف أن يستصعب المحامين ان يمروا امتحانات النقابة

المحامي الياس أبو عطا: النقابة تحاول دائما إيجاد معادلة بين كمية المحامين والعمل في سوق المحاماة لذلك فإنها تعمل على ان تصعب امتحانات المحاماة من جهة ومن جهة أخرى يزيدون فترة "التدريب حتى يصعبون على المحامين بان لا يحصلوا على شهادتهم سريعا، وذلك لان نسبة المحامين في السوق كبيرة جدا وهذا احد الأسباب انهم يصعبون الامتحانات حتى تصل الى نسبة رسوب عالية، لا يعني ذلك ان الامتحانات في أيامنا كانت اسهل ولكن تقوم النقابة بامتحانات اصعب حتى تكون نسبة الرسوب اكبر وكمية المحامين اقل، الهدف ان يستصعب المحامين ان يمروا امتحانات النقابة. 

وأشار قائلا: لا يوجد فرق بين الكليات والجامعات، من يريد ان يتعلم، سينجح في الكلية او الجامعة وذلك يتعلق بالشخص نفسه، نفس التعليم ونفس المحاضرات، لكن الامر يحتاج الى اجتهاد شخصي في الجامعة او الكلية. نفس الامتحانات ونفس المواد.

فراس عزام: هناك عدد كبير من المحامين يتخرجون ولا يعملون في المحاماة
المحامي فراس عزام قال بدوره لـ"بـُكرا": كل الإشارات تشير الى امرين، أولا ان امتحانات النقابة تزداد صعوبة من عام الى اخر، ثانيا نلاحظ انه في السنوات الأخيرة شروط القبول في الكليات منخفضة جدا، حيث ان الأشخاص الذين مستواهم الاكاديمي اقل نوعا ما يتعلمون المحاماة في الكليات ومن ناحية أخرى فان النقابة بدأت بكتابة امتحانات محاماة صعبة جدا لان كمية المحامين في الدولة غير منطقية وعالية جدا، نحن الدولة الأولى في العالم من ناحية عدد المحامين، كما ان هناك عدد كبير من المحامين يتخرجون ولا يعملون في المحاماة وذلك لان المحامي المبتدأ يكون معاشه قليل جدا، مقارنة بالسنوات التي قضاها في التعليم، كما ان النقابة رفعت فترة التدريب حتى عام ونصف.
وأضاف: الهدف من رفع فترة التدريب من عام الى عام ونصف والامتحانات الأكثر صعوبة من عام الى اخر تجعل المواطن يفكر مرتين قبل ان يقرر ان يتعلم المحاماة وذلك لان عدد المحامين مرتفع جدا، كما ان مستوى المحامين منخفض جدا في المحاكم من ناحية مهنية وهو امر يمس بالمهنة كثيرا.

نديم ناطور: الكليات اكثر تجارية ولا يوجد فيها معايير للقبول مثل الجامعات

المحامي نديم ناطور قال معقبا: هذه النتيجة تطرح نفس التساؤلات منذ سنوات وهي هل مستوى الكليات مناسب وهل الكليات ملائمة لتعليم مهنة المحاماة، والملفت انه بعد تغيير نقابة المحامين المنهاج قد ظهر المستوى الحقيقي للكليات في البلاد، الكليات اكثر تجارية ولا يوجد فيها معايير للقبول مثل الجامعات، للأسف الكليات اليوم أصبحت تستقبل أي شخص لديه إمكانيات مادية وأصبحت اكثر تجارية، يدخل الكليات من لا يوجد لديه إمكانيات اكاديمية عالية .

ونوه قائلا: حتى مستوى المتدربين اليوم للمحاماة اصبح منخفض جدا، بسبب العدد الهائل للخريجين المحامين، حيث ان هناك خريجين حديثا يتوجهون الى محامين ويطلبون منهم ان يوظفونهم فقط كمساعدة ولا يتدربون بشكل فعلي.

رضا جابر: تنقص الجدية
المحامي رضا جابر، الناشط في نقابة المحامين قال لـ"بـُكرا: لا شك بأن العلامات المتدنية ونسبة من اجتاز امتحان نقابة المحامين هو دليل على امرين: الاول السياسة الجديدة لنقابة المحامين والتي تقول بأن من يريد أن يصبح محاميا علية ان يثبت قدراته. ثانيا، ان مستوى تعليم الحقوق تدهور في السنوات الاخيرة. ولذلك فالآن يجب ان تتوجه النقابة وايضا كليات الحقوق المختلفة للعمل على تأهيل وتعليم مهنة المحاماة بأكثر جدية وأيضا على طلابنا الذين يدرسون المحاماة الاستثمار الجاد في سنوات التعليم وايضا وقت التدريب.

خالد دغش: تغييرات "إيجابية" في سياسة النقابة
وعقب المحامي خالد دغش لـ"بـُكرا" قائلا: الامتحان صعب جدًا ويظهر استمرار تغيير سياسة نقابة المحامين بعد تعديل القانون قبل أشهر وسن قانون جديد لكل شيء بمهنة المحاماة ومنها امتحانات القبول لمزاولة المهنة، الهدف بالأساس هو رفع مستوى المحامين خاصة في التدني المهني في السنوات الاخيرة، والطرق هي بتمديد فترة التدريب حتى سنة ونصف مجددا ، لذلك فأن نتائج الامتحان تعكس سياسة واضحة لنقابة المحامين الجديدة وقبول محامين بمستوى لائق لمهنة المحاماة، اي على المحامي ان يجتهد ويدرس ويصل الى مستوى كافي للتعامل مع قضايا مهمة للمواطنين لأنه يتحمل مسؤولية اخلاقية وقانونية، حيث انه للأسف النسبة الكبيرة من المحامين العرب تخالف القوانين الداخلية للمحامين، بسبب عدم الإلمام تام بالمواضيع والملفات التي يترافعون بها وذلك بسبب عدم التدريب الكافي، لذلك نحن مع التغييرات التي قامت بها النقابة لان هذا الامر بالنهاية يخدم المحامين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com