تزامن انعقاد المؤتمر الذي نظمه (في الناصرة) مركز "مساواة" حول المكانة القانونية للجماهير العربية في إسرائيل – مع حلول الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم الإجرامية، التي نفذها حرس الحدود الإسرائيلي عام 56، وراح ضحيتها (49) شهيدة وشهيداً من البلدة، وعشرات الجرحى.
وقد شارك في هذا المؤتمر ، بمداخلة ، النائب عيساوي فريج (كتلة ميرتس) وهو ابن مدينة كفر قاسم ، وابن أسرة انتكبت بالمجزرة، وكان قد وجّه مؤخراً رسالة الى رئيس الحكومة، نتنياهو ، يطالبه فيها بأن تعلن دولة إسرائيل وحكومتها عن تحّمل المسؤولية الكاملة عن المجزرة، مع كل ما يترتب على هذا الاعتراف من تبعات أخلاقية ومادية.

وفي مقابلة مع "بكرا"(خلال مشاركته في المؤتمر) شدّد فريج على أن الاعتراف بالمسؤولية عن المجزرة يختلف اختلافاً تاماً عن الاعتذارات التي بدرت عن بعض المسؤولين الإسرائيليين (بينهم الرئيس ريفلين) بشأن الجريمة المنكرة التي تتمثل في كون دولة تقتل مواطنيها، وفي كون مواطن يهودي يقتل مواطناً عربياً " فالاعتراف بالمسؤولية يعني الاعتراف الرسمي بالذنب وبذلك يفتح سبيل واسع لتحقيق المساواة، حيث ما زلنا ، كمواطنين عرب ، نعتبر أعداء "- كما قال.

" نحن بحاجة الى انتفاضة فكرية"

وأضاف النائب فريج في هذا السياق :" نحن لا نطالب فقط باعتراف اسرائيل بمسؤوليتها عن المجزرة ، بل كذلك بتدريس هذا الموضوع وخلفياته وأسبابه وتداعياته، لكي يذوت المواطنون اليهود ويستوعبوا ما جرى ، كيلا يتكرر" – على حد توصيفه .

ورداً على سؤال حول رؤيته للتغيرات التي طرأت على المكانة القانونية للمواطنين العرب في إسرائيل على مدى ستين عاماً – قال النائب عيساوي فريج ان المجتمع العربي (في الداخل) يعيش تناقضات هائلة :"فنحن كأفراد نمارس حياتنا على جميع الأصعدة ، كالمعتاد ، ولكن على المستوى الجماعي لدينا تناقض ناجم عن غياب الجرأة – لدى الجماهير والمثقفين والقيادات – في طرح بدائل وحلول وتوجهات تخدم قضايانا وحياتنا ، واعتقد أننا بحاجة إلى انتفاضة فكرية للخروج من هذا المأزق" على حد تعبيره .

إطار أوسع للعرب واليهود

وأضاف أن هذا الطرح (" الانتفاضة الفكرية") يتناغم وينسجم مع ضرورة تغيير الخطاب العربي تجاه المجتمع الإسرائيلي " الذي لا يخلو من القوى الشريفة، السلامية والديمقراطية التي تناصر وتدعم مطالبنا وقضايانا، ونحن بحاجة الى استمالتها وكسبها الى جانبنا بالخطاب العقلاني اللائق " – كما قال .

ورداَ على سؤال حول ما اذا كانت رؤيته هذه تستدعي أقامة أطار عربي يهودي أوسع من الأطر الراهنة (الجبهة الديمقراطية وميرتس مثلاً) - أجاب النائب عيساوي فريج بأنه لا مفر من جسم كهذا " وهذا الأمر يستدعي أيضا كثيراً من المرونة في المواقف ، وبعض التنازلات الفكرية المتبادلة – من أجل بلوغ هدف الاطاحة بحكومة اليمين وسياساتها" – حسب اعتقاده . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com