انعقدت الجلسة المركزية في اطار مؤتمر "مساواة" (بالناصرة) حول المكانة القانونية للجماهير العربية في اسرائيل – تحت عنوان "الجماهير العربية ما بين الدعوة للاندماج والقوانين العنصرية" ، واستمع المتابعون والمشاركون الى مداخلة للاعلامي الباحث نظير مجلي حول ضرورة تغيير خطاب الجماهير والقيادات العربية ، وخاصة تجاه المجتمع الاسرائيلي .
وفي مقابلة مع "بكرا" ، شدّد مجلي على ان من واجب أية قيادة تعتبر نفسها "حكيمة وشجاعة ومخلصة" أن تراجع حساباتها وتعيد النظر في مواقفها، وفي الجدوى منها لخدمة مصالح الشعب والمجتمع . وقال في هذا السياق : "لدينا أحياناً خطاب ضار ، وعلى سبيل المثال انبرى قيادي عربي يتهجم على شخص شمعون بيرس عند وفاته ، وهذا تصرف مسئ هو أشبه بالشتيمة وينم عن شطط في توقيت غير لائق بتاتاً ، بل ويعطي سلاحاً وشرعية لمواقف اليمين الاسرائيلي ضدنا" – على حد تقديره .
"ليتنا ننجح في التوفيق بين الفرقاء الفلسطينيين"
واستذكر الاعلامي مجلي في هذا الاطار نهوض المجتمع اليهودي ، في الثمانينات ، متصدياً لافكار وطروحات العنصري الفاشي مئير كهانا " بينما تُسمع افكاره اليوم في الحكومة والكنيست ، فكيف نسمح لأنفسنا بأن نعطي سلاحاً لليمين ، ليتقوى ويتغول " ؟
وأضاف : "المرجو من خطابنا البديل ان يؤثر على المجتمع اليهودي لصالح قضايانا (والقضايا المشتركة) ولدينا قيادات ذكية وحكيمة وتتحلى بقدر كاف من الوطنية ، لتصيغ خطاباً يفضي الى المساواة " .
ورداً على سؤال حول قدرة وأهلية القيادات العربية على المساهمة في انجاز المصالحة الفلسطينية ، قال الاعلامي نظير مجلي ان قدرة أحزابنا وأطرنا السياسية على نبذ الخلافات والفوارق ، والتلاقي في قائمة مشتركة – تخولها وتؤهلها للتدخل والسعي الى رأب الصدع وازالة الخلافات بين فتح وحماس ، وليتنا ننجح في ذلك ، لان النجاح يقدم نموذجاً طيباً واعداً لشعبنا بمجمله ، من حيث العمل السياسي الحكيم والواعي للتأثير على المجتمع اليهودي .
"لماذا تتغير الظروف ونحن لا نتغير " ؟!
ولفت في هذا الاطار الى ما وصفها الباحث مجلي بالمعادلة الواضحة : فاستمرار الاحتلال يؤدي الى كوارث للشعبين ، ولكي نتمكن من انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة بجوار دولة اسرائيل واحلال نظام ديمقراطي حقيقي تسوده المساواة في الدولة العبرية – يتعين علينا جميعا أن نتجند لاقناع المجتمع اليهودي بجدوى وصحة هذه المعادلة . واذا فشلت محاولاتنا فهذه مسؤولية الاسرائيليين وحدهم ، والتاريخ يشهد على صدق المحاولة.
وأعاد مجلي الى الأذهان تجربة الجسم المانع الذي شكّله النواب العرب الخمسة مطلع التسعينات لمنع اليمين من الحلول محل حكومة رابين ، وكيف ان القائد الراحل توفيق زياد فرض على رابين شرطين لحماية حكومته ، اولهما الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كشريك مستقل في مفاوضات السلام ، بدلاً من الوفد الاردني الفلسطيني المشترك (في مدريد ولاحقاً) – وثانيهما اتخاذ خطوات واجراءات عملية فعلية لتحقيق المساواة للمواطنين العرب ، وقد بُدئ بتحقيق الشرطين (الى ان اغتيل رابين وجاءت حكومات نتنياهو واليمين) .
وتساءل مجلي : كيف يجوز ان ينجح خمسة نواب عرب في تحقيق انجاز بهذا الحجم ، بينما عددهم اليوم (13) نائباً ، ولا تبدو بوادر أو ملامح لانجاز مشابه ... صحيح ان الظروف تغيرت ، لكن لماذا لا نتغير نحن بحكمة ، ودون تنازلات – لخدمة مصالح شعبنا ومجتمعنا ؟
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق
التعليقات
يجب ان ناخذ الامور من كل جوانبها وليس من طرف واحد ، يعني من اجل تبرير خطء تقدير موقف ناتي بنصف حقائق ، لذلك على نظير مجلي ان لا يتجنى على القائمة المشتركة في التطرف الاسرائيلي الاخذ في الانحدار نحو الديكتاتورية ، والخوف الاكبر التدهور الى الفاشية وذلك بسبب خلل في التربية العنصرية الاسرائيلية وما وصول اليمين المتطرف للحكم الا هو نتيجة لهذه التربية العنصرية البغيضة التي ادت الى اغتيال رابين وفيما بعد صمت القوى المعتدله في حزب العمل وفيما بعد المعسكر الصهيوني الذي هبط في جبنه الى ابعد الحدود ،ففي مثل هذه الظروف لا نضع اللوم على الضحية وان تصرفاتها هي التي تقوي التطرف ، يجب على كل من يحاول تحليل الوضع انيتحلى بالجرءة لوضع الامور في نصابها الحقيقي