في اعقاب حوادث العنف والجريمة المنتشرة في الفترة الأخيرة خاصة جرائم قتل النساء توجهت مراسلة "بكرا" الى عاطف معدي مدير عام لجنة متابعة قضايا التعليم العربي حيث عقب قائلا: الظاهرة منتشرة ومتفشية وتأخذ حيزا خطيرا جدا على المجتمع بشكل عام وأريد ان اتطرق الى جهاز التربية والتعليم بهذا السياق، حيث اننا انتقلنا من مرحلة العنف الى مرحلة الجريمة، يوميا هناك قتل واطلاق نار داخل قرانا ومدننا العربية، قتل نساء على خلفيات مختلفة منها إجرامية وانتقامية، حمائلية، انتخابات وغيره، الأسباب هي عديدة حيث اننا وصلنا الى مرحلة لا نملك فيها ادراك للتعددية الداخلية داخل المجتمع العربي الفلسطيني واحترامها، نحن قرى ومدن، مثلث وجليل وجليل غربي وجنوب، بدو وحضر، مسلمون ومسيحيون ودروز، ولا نخجل بذلك وعملية تقبل بعضنا البعض وتقبل فكر الاخر والرأي الاخر في مجتمعنا، أصبحت شبه مستحيلة مما يقودنا الى نوع من الانحلال وشرعية القتل والعنف على كل الأصعدة والاجيال وكل الفئات، وكأن مجتمعنا أصيب بجرثومة معينة كما اننا خلاقون بخلق الخلافات فيما بيننا وهذا خطير ويأتي هنا دور القيادة القطرية والمحلية والدينية، عليها ان تقول كفى وتأخذ زمام الأمور.

وتابع معدي لـ"بكرا": اما بالنسبة للشرطة فهي جزء من العنف لانها تصمت عن العنف واطلاق النار وانتشار الأسلحة في قرانا ومدننا العربية ومن الواضح ان الشرطة ليست شريك في الحل وفي بعض الأحيان هي محرضة على زيادة العنف والجريمة ، وكل ما ذكرته ينعكس بكل مباشر داخل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية على صعيد الطلاب والمديرين والسلطات المحلية والمعليمن أيضا والأهالي أيضا لهم جانب لا بأس به بقضية التهييج والعنف داخل المدارس.

هناك صمت كبير داخل قرانا ومؤسساتنا التربوية بايعاز من المسؤولين وكأنه ان بقيت المشكلة بيننا يكون بإمكاننا احتوائها عن طريق تنازل الضعيف عن حقه واخراسه

وأضاف قائلا: يجب مسك زمام الأمور، يجب ان يكون هنالك خطة شاملة شمولية وتنفيذية بعيدة عن الشعارات والمؤتمرات والأيام الدراسية، حيث اصدر العديد من الاكاديميين والمختصين اقتراحات وفعاليات والان علينا استعمالها وتحويلها الى خطة داخل مدارسنا ومؤسساتنا التربوية لكل الفئات والاجيال تشمل المعلمين والمديرين والأهالي وبدعم من الأهالي أيضا، الأهالي ولجان أولياء أمور الطلاب يجب ان تكون داعمة للمدرسة والمؤسسة التربوية وتعمل على تقليل العنف والنزاعات والخلافات بغض النظر عن الأسباب، فلا يمكن ان يؤدي شجار ولدين في المدرسة الى شجار في البلدة.

ونوه قائلا: ما يقلقني اكثر الافات التي أصبحت في مجتمعنا مثل العنف والسلاح والسلاح الغير مرخص والكثير من الافات الموجودة ولا نستطيع ان نغلق اعيننا وندعي انها غير موجودة، بل هي موجودة بكثافة، حادثة قتل مزدوجة في الرامة، وقتل نساء في الفترة الأخيرة، واذا عملنا على تقليل وضرب هذه الظاهرة واحتوائها داخل مدارسنا وربينا أجيال على التسامح وتقبل الاخر ولغة الحوار الشبه معدومة.

وحذر: كما انه هناك صمت كبير داخل قرانا ومؤسساتنا التربوية بايعاز من المسؤولين وكأنه ان بقيت المشكلة بيننا يكون بإمكاننا احتوائها عن طريق تنازل الضعيف عن حقه واخراسه، فلا بد من عمل متكامل وجهد من روضات الأطفال وصولا لطلابنا في الثانويات و الجامعات والمنقطعين عن الدراسة بهدف تربية جيل جديد، عمليا الوحدة والشعب الواحدة أصبحت فقط شعارات، لذلك علينا ان نمد أيدينا ونتعاون من اجل العمل سويا لخلق برنامج كامل يدرس يوميا حتى نربي جيل جديد يتقبل الاخر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com