نظم مركز " مساواة- لحقوق المواطنين العرب"، مؤتمره الدوري العاشر في الناصرة ( الجمعة) حول " المكانة القانونية للجماهير العربية داخل إسرائيل"، شارك فيه عدد من النواب العرب، ورئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية، محمد بركة، ودبلوماسيون أجانب، وأكاديميون ومحامون وباحثون ورؤساء سُلطات محلية عربية، وناشطات وناشطون في مؤسسات المجتمع المدني- وسط تغطية إعلامية واسعة.

وبرز بالمشاركة في المؤتمر، الناشط الحقوقي الأمريكي مارتن لوثر كينغ الثالث، نجل المناضل الراحل مارتن لوثر كينغ ( جونيور) الذي اغتيل برصاص الغدر العنصري الفاشي بالولايات المتحدة عام 1968 على خلفية نضاله العنيد ( والمثمر) من أجل حقوق ومساواة الأمريكيين السود ذوي الأصول الأفريقية.

وتعددت محاور النقاش والبحث في المؤتمر، فتناولت موضوعات تحت عناوين " الجماهير العربية ما بين الدعوة للاندماج والقوانين العنصرية " و " التطوير الاقتصادي في ظل قوانين التخطيط والبناء" و " جدوى العمل القضائي والبرلماني للجماهير العربية" و " آليات مكافحة العنصرية"، وسواها من القضايا والشؤون الملحة.

جعفر فرح: نريد خطابًا تحرريًا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين!

وفي مقابلة مع " بُـكرا"، قال مدير مركز مساواة، جعفر فرح، أن أهمية المؤتمر تكمن في أننا، جماهير وقيادات، مقبلون على تحديات متعددة، مثل مواجهة التعديلات الخاصة " بقانون كامينتس" المتعلقة بقضايا التخطيط والبناء، ما يعني تقرير مصير ( 40) ألف منزل عربي يزعم أنها مبنية بلا تراخيص، ثم أننا مقبلون على مناقشة وإقرار ميزانية الدولة للعامين 2017-2018، بالإضافة إلى قضايا التشريع المختلفة، ومكانة الإعلام العربي " والمأمول من هذا المؤتمر أن يخرج بتوجهات وتفاهمات ورؤى تخدم قضايا مجتمعنا"- كما قال.

وردًا على سؤال حول ما طرحه الإعلامي الباحث نظير مجلي، في مداخلة بالمؤتمر، بشأن ضرورة تصويب خطاب المجتمع والقيادات العربية، وخاصة تجاه المجتمع الإسرائيلي- قال فرح: نحن نريد خطابًا تحرريًا- تجاه أنفسنا، وتجاه الآخرين (" ولهذا السبب دعونا إلى المؤتمر داعية المساواة والحريات- مارتن لوثر كينغ")، ونريد لهذا الخطاب أن يعزز مسؤولياتنا وتأثيرنا من أجل تغيير الواقع، مع لزوم انتهاج الحوار وفق ضوابط وأخلاقيات حضارية.

وهنا استذكر مدير مركز مساواة التغيير الإيجابي الذي حققه النواب العرب في عهد حكومة رابين ( 1992-1995) يوم كوّنوا كتلة مانعة في وجه اليمين، بشروط شملت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبتحويل ميزانيات أكبر للسُلطات المحلية العربية- على مسار تحقيق المساواة، وكذا الاعتراف بعدد من القرى العربية التي لم يكن معترفًا بها ( مثل عين حوض وعرب النعيم). وخلص فرح إلى القول في هذا السياق أن مسؤولياتنا تتلخص في حماية شعبنا، وإنهاء الاحتلال، وتخليص الشارع اليهودي من عقلية الاستيطان والغيتو الانعزالي.

" الانقسام بين غزة والضفة، وبين فتح وحماس- أمر معيب"!

وفي سياق آخر، شدّد جعفر فرح على واجب ومسؤولية المجتمع والقيادات العربية بلزوم انتهاج الشفافية والصراحة والجرأة تجاه الانهيار الأخلاقي والقيمي الحاصل في مجتمعنا " ذلك أن مقتل (1200) مواطن في مجتمعنا، بسبب آفة العنف المستشري بيننا- إنما هو مؤشر مأساوي ينذر بالكوارث، ويعني أننا مجتمع منقسم، وقابل للانقسام، رغم وقوعنا جميعًا تحت وطأة نفس الظلم والتمييز"- على حد توصيفه، مضيفًا وهو يرد على سؤال حول الانقسام الحاصل في صفوف الشعب والفصائل الفلسطينية: أحوالنا، نحن العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، أفضل بكثير، من هذه الناحية، مما هو حاصل لدى أشقائنا في المناطق المحتلة، فالانقسام بين غزة والضفة، وبين فتح وحماس- هو انقسام معيب ومشين بالنسبة لشعب يريد الحياة، وتكمن المأساة في غياب القوى القادرة على وقف ومنع التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني، وعلى منع تحويلنا إلى أداة بأيدي العابثين والمتربصين، لتنهار أحوالنا إلى مثل ما يجري في سوريا والعراق!

وردًا على سؤال حول الجدل الدائر بشأن الجدوى من العمل البرلماني والقضائي، قال جعفر فرح، مدير مركز مساواة- أنه آن الأوان لكي نقيّم هذه الجدوى تقييما علميًا متأنيًا، بعيدًا عن المزاجية والتشنجات والبحث عن النجومية السياسية الفردية، مع لزوم الترشيد وتقاسم المسؤوليات في إطار الجهد الجماعي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com