لوثر كينغ الثالث لبكرا: من المهم ان ينتهي الوضع القائم لان هذه المنطقه مهمه لي جدا كمسيحي كما انها مهمه أيضا للمسلمين واليهود

في لقاء خاص لموقع "بـُكرا" مع مارتن لوثر كينغ الثالث، نجل المناضل الحقوقي الأمريكي مارتن لوثر كينج جونيور، حول زيارته الى الناصرة ومشاركته في مؤتمر مساواة الذي يعقد اليوم الجمعة في الناصرة وحول اخر المستجدات على الساحة السياسية والأوضاع في البلاد بين العرب واليهود.

وافتتح مارتن لوثر كينغ حديثه لـ"بـُكرا" قائلا: تمت دعوتي للمشاركة في المؤتمر السنوي لمركز مساواه، علما انني زرت البلاد ما يقارب التسع مرات، جزء من الإرث الذي ارغب بنشره هو أرث والدي ووالدتي ، بما ان والدي هو رئيس ومؤسس حركه حقوق المواطنين والتي تعمل على استعمال طرق غير عنيفة للحصول على تغيير اجتماعي، وفي كل فرصة تسنح لي للمشاركة برسالته في العالم فأنا انتهزها، هدفي هو صنع "المناخ" المناسب للطرفين العرب واليهود حتى يستطيعوا التحاور فيما بينهم، حيث أن القضايا جدا معقده وانا لا اظن ان هنالك طرف خارجي قادر على حلها سوى العرب واليهود انفسهم، انا متأكد من اننا نستطيع إيجاد بعض التشابهات بين حركة حقوق المواطنين والوضع الذي على اثره تم تأسيس الحركة وبين الوضع الحالي في المنطقة الا اننا لا نستطيع انكار مدى تعقيد الوضع، من المهم ان ينتهي الوضع القائم لأن هذه المنطقة مهمة لي جدا كمسيحي كما انها مهمه أيضا للمسلمين واليهود، أنا اؤمن بأنه عندما تجتمع الثلاثة ديانات لهدف واحد فان السلام سيجوب العالم .

الأفارقة أرادوا ان يكونوا جزء من الدولة والفلسطينيون لا يرغبون بهذا

وتابع قائلا لـ"بـٌكرا" في اجابته عن التساؤل حول التشابه بين وضع الأفارقة في امريكا ووضع أبناء الشعب الفلسطيني في إسرائيل: الاختلاف بين الوضعين هو انه في أمريكا أن الأفارقة- الامريكيين عملوا بجهد حتى اصبحوا جزء من الدولة وهذا ليس ما يرغب به الفلسطينيون، إن كان هنالك تشابه بين الوضعين فهو كيفية معاملو المجموعات الأثنية، أو شعورهم بالاضطهاد وسوء المعاملة، سابقا كانت هناك قوانين تمنع الأفارقة من شراء حاجياتهم من أماكن معينة، اظن انه بقوانين كهذه نستطيع إيجاد التشابه، السؤال هنا هو كيف نستطيع اعاده بناء الثقة، هنالك عدم ثقه بين الطرفين وكان والدي قد تكلم عن الكرامة واحترام الشخص قبل أي شيء.

وتابع موضحا: السر يكمن ببناء ثقة اساسية، نستطيع القول بأننا سنحتاج لمشي خطوات طفولية حتى نصل للخطوات والانجازات الكبيرة بين الطرفين، أنا اعتقد انه في الوضع الحالي يجب البدء بخطوات طفولية( صغيرة) ، هذا لا يبدو حلا برأي الطرفين إلا انه كما اعتاد والدي القول، "فقط انتظر سنحل الأمر" ، علما ان هذه الجملة غير مناسبة في هذا السياق لان الناس تنتظر حلا منذ سنوات ولكنني اعتقد ان والدي قد صنع بيئة في الولايات المتحدة، هو وجماعته أجبرت الجهة المقابلة على الاستجابة والتواصل، أتمنى أن تنجح طريقه كهذه هنا، واعيد وأكرر أن الاحترام والكرامة هي حقوق انسانية يجب اعطاءها لكل انسان بغض النظر عن الاختلافات، وانا اعتقد بأن الحلول لا يجب ان تكون من الأعلى للأسفل بل من الاسفل للأعلى، والقصد بأن يسعى الناس والمواطنون للتغيير وتحسين الأوضاع .

اتمنى أن لا يصل ترامب للبيت الأبيض

وحول التشابه بين سياسة نتنياهو وترامب قال: لا املك جواب مباشر لسؤالك، ما سأقوله هو ان السيد نتنياهو هو رئيس حكومة ولديه مكتب، وانا اتمنى ان لا يصل ترامب ليكون رئيس ولديه مكتب .

وعن والده المناضل مارثر لوثر كينج جونيور قال: تكلم والدي في احدى اشهر خطاباته ( لدي حلم ) عن حلمه للأمة الأمريكية ومن خلال رسالته علمنا استعمال وسيلة "لا للعنف" وكيف ممكن العيش دون دمار، هو كان مسيحي الا انه علم ان العالم لا يدور حول المسيحيين فقط ، فهم ان هنالك أيضا مسلمون ويهود، هندوس وهؤلاء الذين لا يؤمنون بشيء، لذلك تكلم عن الأمور من مفهوم الكرامة واحترام الاخر برغم الاختلاف، اذا علينا ان ننظر الى الأمور من وجهات نظر خاصه بنا مثل الوجهات النظر السياسية والدينية فإننا نفوت العديد من الامور لان الحياة أوسع بكثير، لذا انا اعتقد ان ارث ابي يعلمنا ان نتفتح اكثر للعالم المحيط بنا، وبالصورة التي تكلم بها استطاع التأثير على الجميع، اللغة التي استعملها كانت لغة استطاع الجميع شعورها وعند شعورها استطاعوا التغير والانخراط لتغيير الأوضاع، إن هذه المنطقة تمر بظروف سيئة منذ مده طويلة إلا أنني اؤمن انه لا يوجد مشكلة دون حل، ومن الممكن ان يشعر الناس هنا بفقدان الأمل وعدم القدرة على التغيير الا انني اؤمن انه في مرحلة معينة سيحصل شيء وتتغير الأوضاع .

واختتم قائلا: الأديان لا تسبب مشاكل ولكن طريقة تفسير الناس للأديان هي التي تنشر الحروب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com