نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (الثلاثاء 18.10) خبرًا لمراسلها للشؤون العسكرية، أليكس فيشمان، جاء فيه أن الإسرائيليين مقبلون على تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى في جمهورية مصر العربية، بعد انقطاع طويل في التعاون الاقتصادي بين الدولتين.

وكتب المراسل في معرض تحليله للخبر، أن الاتصالات والمفاوضات بين الجانبين حول هذه المشاريع، وقضايا أخرى " لا تدل فقط على تقارب بين البلدين، بل كذلك على الحاجة الملحة لتحسين البنى التحتية والإنشاءات في مصر، إزاء الأزمة الاقتصادية الحادثة التي تهدد استقرار نظام الحكم في هذه الدولة" – على حد تقييم المحلل فيشمان.

وأضاف أن الحكومة المصرية استأنفت مؤخرًا التوجه إلى الجانب الإسرائيلي للعودة إلى التعاون الاقتصادي، وأن المنظومة الأمنية في إسرائيل تتولى تركيز قائمة المشاريع المحتملة في مصر، ومن بينها مشاريع لتحلية مياه البحر، نظرًا لانخفاض منسوب المياه في نهر النيل، الذي يُهدد مصر بحدوث نقص هائل في مياه الشرب والريّ خلال السنوات العشر المقبلة، لا سيّما وأن التكاثر السكاني في هذه الدولة العربية يسجل نسبًا فائقة بالمقاييس العالمية.

"مخاطر عودة الإخوان المسلمين إلى الشوارع"!
ومن بين المشاريع الإسرائيلية الأخرى المحتملة في مصر- مشاريع تتعلق بالطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء والزراعة والريّ واستخراج الغاز الطبيعي- كما يجري البحث حول التعاون في المجال السياحي " حيث أن مصر تواجه أزمة حادة في هذا المجال، لأن المليارات التي استثمرتها في توسيع قناة السويس لم تحقق الإيرادات المرجوّة"- حسبما كتب المحلل فيشمان، مشيرًا إلى رغبة مصر في تنفيذ مشاريع تهدف إلى جذب السياح (الأجانب- لكن ليس الإسرائيليين، حسبما يؤكد) إلى سيناء.

وكتب فيشمان أن الاتصالات الهادفة إلى الاطلاع على الأوضاع السياسية في مصر، تجري بمشاركة محافل سياسية إسرائيلية رفيعة، ومجموعات عمل إسرائيلية وأمريكية، وسط قلق ومخاوف على الاستقرار السياسي في مصر وعلى نظام الحكم الراهن بقيادة عبد الفتاح السيسي.
ونقل المحلل العسكري على لسان جهات اسرائيلية وأمريكية ضالعة في الاتصالات- أنه ما لم يطرأ خلال العالم القادم (2017) تحسن جوهري للأوضاع الاقتصادية في مصر، فليس من المستبعد تصعيد خطير للغليان الاجتماعي والسياسي، وعودة الإخوان المسلمين إلى الشوارع والميادين، للإطاحة بنظام السيسي.

سيناء وليبيا، وحرب السعودية على اليمن!
وكتب فيشمان يقول أن قادة النظام في مصر يرون هم أيضًا أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة تشكل أخطر تهديد استراتيجي لمصير البلاد والنظام "ولهذا السبب فإنهم يبذلون جهدًا استثنائيًا خارقًا، وفي مصر وخارجها، من أجل زيادة الإيرادات والمدخولات من مشاريع ضخمة، مع التعجيل في إنجاز البنى التحتية والأسس والإنشاءات اللازمة لتلك المشاريع"- حسبما جاء في التحليل.

ووفقًا لتحليلات فيشمان، فإن الأزمة الاقتصادية في مصر قد تفاقمت نتيجة المعارك التي يخوضها الجيش المصري في سيناء، ونتيجة القتال الدائر في ليبيا، ونتيجة للدعم المصري للملكة السعودية في حربها على اليمن


وأضاف أن مصر لم تحصل سوى على جزء من الأموال التي تعهدت بها تجاهها- السعودية والكويت ودولة الإمارات، بينما قوبل الطلب المصري من البنك الدولي بمنحها قرضًا بقيمة (12) مليار دولار- بشروط قاسية تتعلق بتقليص حجم الإجراءات البيروقراطية وزيادة الضرائب وتخفيض الدعم الحكومي للسلع الاستهلاكية، الأمر الذي ينذر باندلاع احتجاجات ومظاهرات واضطرابات قاسية.

واختتم فيشمان تحليله بالقول أن الدول الكبرى، وتلك التي يهمّها أمر مصر، تدرك أن العام المقبل سيكون عامًا مصيريًا للنظام الحاكم في بلاد النيل، وأن إسرائيل تسعى إلى استخدام علاقتها مع الولايات المتحدة ودول أخرى متنفذة لمنع الدعم اللازم للاقتصاد المصري!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com