أسفر بحث طبي علمي عن ابتكار دواء جديد ناجع لعلاج سرطان الرئة، أطلقت عليه تسمية " كيترودا" ( Keytruda)، وقد ثبت أن هذا الدواء قد أدى إلى اختفاء المرض كليًا لدى بعض المرضى، وأدى لدى مجموعة كبيرة من المرضى إلى تحسن أفضل بكثير من التحسن الناجم عن العلاجات الكيماوية.

وقد انتهت تجارب واختبارات هذا البحث في يونيو حزيران الماضي، وأجريت التجارب والاختبارات البحثية على (300) مريض، في مختلف دول العالم، من بينهم عشرات المرضى في إسرائيل، ووصفت النشرات الطبية الدولية الموثوقة هذا البحث، بأنه " خارق وطليعي"، ووصفت نتائجه بأنها " مشجعة"، فيما عَرَض الباحثون هذه النتائج أمام المشاركين في المؤتمر الأوروبي السنوي لأمراض السرطان، الذي انعقد قبل أقل من شهر في كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك.

وفي الجانب الإسرائيلي اضطلع بهذا البحث اثنان من أبرز الأطباء الخبراء في مجال سرطان الرئة، وهما البروفيسور نير بيلد، رئيس وحدة سرطان الرئة في مركز " دافيدوف" للسرطان في مستشفى " بيلنسون" في بيتح تكفا، والدكتوره مايا غوتفريد، مديرة معهد أبحاث السرطان الملحق بمستشفى " مئير" في كفار سابا.

70% مقابل 54%

وفي معرض حديثه عن البحث، قال البروفيسور " بيلد"، أن مجموعة المرض التي عولجت بدواء الكيترودا في إطار البحث قد أظهرت تحسنًا واضحًا في جميع المقاييس، مقارنة بالمرضى المتعالجين بالكيماوي، ووصف النتائج بأنها " تُدخل عالم الطب وعلاجات السرطان إلى عهد جديد واعد".

وأشار البروفيسور بيلد إلى أن نسبة مرضى سرطان الرئة الذين عولجوا في إطار البحث بدواء " كيترودا" بلغت 45%، مقابل 28% عولجوا بوسائل أخرى ( كيماوية وغيرها)، وبلغت نسبة المتعالجين بالكيترودا الذين بقوا على قيد الحياة لمدة سنة بفعل هذا الدواء 70%، بينما بلغت النسبة لدى الآخرين 54%.

وفي هذا السياق، قال الدكتور " رعنان بيرغر"، مدير معهد أبحاث السرطان الملحق بمستشفى " شيبا- تل هشومير ( في تل أبيب)، أن المتعالجين بالدواء الجديد ( كيترودا) يعيشون بفضله حياة أفضل من حياة المتعالجين بالكيماوي " ما يعني أن هذا الدواء هو عبارة عن ثورة في عالم الطب"- كما قال.

لا يناسب جميع مرضى سرطان الرئة!

وأضاف الدكتور " بيرغر" أن الدواء الجديد لا يناسب جميع المرضى المصابين بسرطان الرئة، مع الإشارة إلى أنه مشمول حاليًا في سلّة الأدوية بصفته دواءً لسرطان الجلد ( " ملنوما")، حيث ثبتت نجاعته في القضاء على الأورام السرطانية التي تصيب الجلد- أو في تصغيرها والحدّ منها.

وقبل شهور قُدّم إلى " اللجنة المشرفة على سلة الأدوية ( في إطار وزارة الصحة الإسرائيلية) طلب بإدخال دواء الكيترودا إلى " السلة" ابتداء من العام المقبل (2017) لفائدة مرضى سرطان الرئة الذين يندرجون في إطار فئة المرضى الذين يناسبهم هذا الدواء، وفقًا لنتائج البحث الجديد وأبحاث أخرى سابقة في هذا المجال.

التكلفة: 10 آلاف دولار في الشهر!!

ويشار إلى أن هذا الدواء تنتجه شركة " مارك" الأمريكية، وهو الأشهر والأنجع عالميًا، وتتجلى فاعيليته في أنه يجعل جهاز المناعة في الجسم يقضي على الورم السرطاني، أو يصغّره ويحدّ منه. ويُعطى هذا الدواء بالإمداد ( أنفوزيا) عن طريق الوريد، مرة كل ثلاثة أسابيع، وتقدّر تكلفته الشهرية للمريض بأربعين ألف شيكل ( عشرة آلاف دولار). وفيما يتعلق بالأعراض الجانبية للدواء، مهني كثيرة ومتعددة، أبرزها الشعور بالوهن والضعف، والغثيان والإمساك وأوجاع المفاصل والعضلات، وكذلك الفشل الكلوي والتهاب الكبد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com