ارتفاع حالات السرطان في السنوات الأخيرة خاصة في البلدات العربية والتي تزامنت مع ازدياد استعمال الهواتف النقالة والمواد الكهربائية المختلفة والمواد الالكترونية تؤرق وتشغل بال الكثيرين، حيث أظهرت أبحاث معينة في هذا الصدد علاقة طردية بين ازدياد السرطان وبين الاشعاعات الناتجة عن استعمال مواد معينة بسبب الطاقة الكهرومغناطيسية التي تحويها هذه المواد، في حين ان الأبحاث ما زالت مستمرة بما يتعلق بمواد أخرى.

نسيم عيد مهندس كهربائي وخبير في الاشعة الكهرومغناطيسية حدث "بكرا" في هذا السياق قائلا: الاشعة الكرومغناطيسية هي وجبة من الطاقة، بشكل أمواج شبيهة بالامواج التي تصدر عند القاء حجر في الماء، لكل موجة هناك ارتفاع طول وتردد، وبحسب هذه المواصفات تسمى الموجة وقدرتها وقوتها وهي تسير بحسب قدرة الضوء.

وتابع: اشعة الراديو حسب وزارة الصحة العالمية، وحتى اللحظة، لا يوجد أي اثبات علمي انها بالفعل مضرة، الاشعة التي تم بالفعل اثبات انها مضرة هي الاشعة الناتجة عن شبكة الكهرباء، أي الاشعة التي يكون ترددها منخفض، واثبت علميا انها ممكن ان تؤثر سلبيا وان تصيب الانسان بسرطانات خاصة الأطفال المكشوفين على الكهرباء في البيوت.

وأضاف موضحا: نحن نتحدث عن أي جهاز كهربائي في البيت، في حال النوم بجانب أي أدوات كهربائية لساعات طويلة او حتى الجلوس، بذلك انت مكشوف طيلة الوقت لهذه الاشعة الالكترومغناطيسية، بالأحرى الحقل المغناطيسي، حيث انه يكون من الصعب منعه او ازاحته حتى عن طريق وجود حائط قوي من مواد خام قوية تعزل الحقل الكهرومغناطيسي فيكون من الصعب منعه، وهنا اتحدث عن الحقل المغناطيسي القادم من شبكات الكهرباء وليس من التلفونات الخليوية.

الهاتف الخليوي يؤثر على اجسامنا ليس لان الطاقة الصادرة منهم كبيرة ولكنها قريبة وهنا تكمن المشكلة

وقال منبها ومحذرا: لا يجب وضع شاحن الهواتف الخليوية بجانب الشخص النائم او الجالس لانه يحوي حوله حقل مغناطيسي فيه خطورة وتأثيرات سلبية على حياة الفرد وهذا مثبت علميا، في حين ان الحقل الالكترومغناطيسي الناتج من الهواتف الخليوية ومحطات الارسال الخليوية غير مثبت علميا حتى اللحظة انه يشكل خطورة، لانه حتى اللحظة لا يوجد أبحاث تشير وتدل على انه فعلا الخليوي او الهوائيات تؤدي الى السرطان او تؤثر سلبيا، علما انه اذا كثرت الخليويات فان الهاتف الخليوي يحتاج الى بذل جهد اكبر للاتصال والاشعة التي تبث من الهوائيات تكون اكبر وهو امر خطير ولكن غير مثبت علميا.

وأضاف: هناك معايير معينة وأرقام معينة لا يجب على الاشعة الكهرومغناطيسية او الحقل المغناطيسي ان تتخطاها في أي مكان وهي حتى 40 ميكرو سيمنز بتوصية من وزارة الصحة ويفضل ان تكون اقل من هذا الرقم، لذا فان شركات الهواتف الخليوية تقوم بهذا الفحص كل ستة اشهر بجميع المناطق، وبالطبع نحن نتحدث أيضا عن أجهزة الحاسوب المختلفة خاصة اذا ما وضعناها قريبة من اجسامنا فاننا نرسل اشعة ونستقبل اشعة، الطاقة التي تصدر من هذه الأجهزة بما فيهم الهاتف الخليوي تؤثر على اجسامنا ليس لان الطاقة الصادرة منهم كبيرة ولكنها قريبة وهنا تكمن المشكلة.

واجب علينا اخذ الحذر وعدم الحديث بأجهزة خليوية في أماكن مغلقة!

كما وجه نصائح عبر منبر "بكرا" حيث قال: انصح أولا بانه عند استعمال الهاتف الخليوي ونقوم بالاتصال بشخص معين ان لا نضعه على الاذن بشكل مباشر خلال اللحظات الأولى من الاتصال لان الأمواج تكون عالية حتى يستطيع الهاتف ان يلقط او يجد حقلا مغناطيسيا صادرا من الهوائية، لذا يفضل في الثواني الأولى عدم وضع الهاتف على الاذن، او حتى يفضل الحديث عن طريق المكبر الصوتي الموجود داخل الهاتف النقال، كما ان الهاتف الأرضي مشع جدا ويرسل ترددات طيلة الوقت، واشعاعه اعلى من الهواتف الخليوية، لذا يفضل ان يتم ابعاد الخليوي او الأرضي عن مكان وجودنا والأفضل ان يتم التعامل من خلال الرسائل النصية.

وأضاف: في حال تم الكشف عن اشعاع عالي في منطقة معينة اعلى من الحد المسموح به والتي أعلنت عنه وزارة الصحة فانه ممكن التوجه قضائيا الى الشركات المختصة او المعنية ومن واجبها ان تقوم بحل المشكلة وتقليل نسبة الاشعة في هذه المنطقة، نحن لا نستطيع ان نمنع وجود مواد كهربائية او استعمالها ولكن هناك توصيات معينة من شأنها ان تخفف من الضرر او التأثيرات السلبية منها ممكن الابتعاد عن الأجهزة وعدم استعمالها بشكل مستمر، ومفضل ان يكون لوح الكهرباء خارج البيت، لا يجب الانكشاف امام الاشعة لمدة طويلة خاصة للأطفال، كما ان المكيفات الهوائية تستهلك كهرباء بشكل كبير وهي لا تؤثر بشكل مباشر ولكن لوح الكهرباء عندها يبث طاقة كهربائية مضاعفة وخطيرة تستهلكها المكيفات الهوائية. واجب علينا اخذ الحذر وعدم الحديث بأجهزة خليوية في أماكن مغلقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com