دعت لجنة متابعة مكافحة العنف في المجتمع العربي غدا السبت الى اجتماع طارئ في مجلس محلي الرامة على خلفية جريمة القتل المزدوجة في قرية الرامة والتي راح ضحيتها الشابين أنور فارس "45 عاما" وسعيد سمعان "24 عاما" ليلة امس نتيجة اطلاق النار وعلى خلفية التصعيد الاجرامي الدموي.
الى ذلك.. تستمر عقد الجلسات المناهضة للعنف وانتشار الجريمة في المجتمع العربي للبحث عن سبل للتخفيف من الظاهرة ولكن دون القيام باي فعاليات او نشاطات على ارض الواقع بشكل مستمر ومتابعة تامة.
طلب الصانع: في ظل الشلل هناك حديث ومخططات واقتراحات لكنها لا تصل الى التنفيذ
طلب الصانع رئيس لجنة مكافحة العنف في المجتمع العربي قال لـ"بكرا" في هذا السياق: للأسف حتى اللحظة الخطط تبقى في دائرة الكلام ولا تصل الى المرحلة التنفيذة وهذه إشكالية لان أدوات التنفيذ هي السلطات المحلية المدارس المجالس والأحزاب، والهيئات المختلفة، وللأسف في ظل الشلل هناك حديث ومخططات واقتراحات لكنها لا تصل الى التنفيذ.
وتابع: مثلا اقتراح قضية إقامة لجان دائمة للسلطات المحلية لبحث قضية العنف ووضع خطة حسب احتياجات كل بلد هي غير موجودة، وأيضا قضية كل مدرسة بان تقوم بتحويل حصص التربية الى دروس تربية للاخلاق وتطوير برامج التداخل الاجتماعي والتركيز ليس فقط على التحصيل العلمي وانما على البعد القيمي أيضا غير قائم في المدارس بشكل كافي، قضية المساجد والاهتمام بالتثقيف والتوعية الأخلاقية والقيمية والإنسانية للأسف أيضا غير موجود إضافة الى قضية الشرطة، كل هذه الأمور التي ذكرتها سابقا غير ممكن التعامل مع المجرمين من خلالها لذلك هنا يأتي دور الشرطة بجمع السلاح، ويجب ان يكون هناك استعداد للتعاون بين السلطة المركزية والسلطة المحلية لوضع خطة مشتركة لمكافحة العنف في كل بلد، هناك حاجة الى قرارات وجرأة وتنفيذ والا سنستمر بالبكاء على الاطلال.
ادهم حبيب الله عقب بدوره في هذا الشأن لـ"بكرا": لا يكفي الاستنكار والوقوف دقيقه حداد او صمت ازاء العمل الاجرامي اللاخلاقي والذي حدث في كفركنا مؤخراً ،او في الرامة امس او في بلدات عربية أخرى، اعتقد ان المسألة اصبحت في مجتمعنا العربي اكبر من مجرد عنف واعتداء ،انما هي قضية اجرام ووحشيه تامه لا يقبلها أي مجتمع او دين ولا حتى العرف الاجتماعية ،وهي بعيده عن القيم والاخلاق .
وتابع لـ"بكرا": لقد اصبح الجرم في مجتمعنا العربي حالة اعتياديه ،وقد انعدم الشعور بالامن والامان في العديد من قرانا ومدننا العربيه ،حتى اصبحنا نعيش بما يشبه الغابة القوي ياكل الضعيف منا ،والضغط على الزناد اصبح امراً سهلاً بدون رحمه وشفقه .
وأضاف قائلا: ما نواجهه اليوم نكبه جديده بحق بانفسنا ،وقبل ان نتهم الشرطه والاحتلال ،وقبل ان نوجه اصابع الاتهام للمؤسسة الاسرائيلية ،علينا ان نتهم انفسنا اولا ،وعلينا ن نغير عقولنا وان نتحكم في تصرفاتنا ونتخذ الإنسانية ملجأ لنا. وقد حان الوقت بان يعاقب المجتمع كله، لانه من الواضح ان القانون يحمي الضحيه ويعاقب الجاني .
واضف: اعتقد ان المسألة هي اخلاق قبل كل شيء ،ومع اسفي الشديد نحن نفتقد كل القيم والاخلاق وهنا يأتي دورنا كمجتمع في توعية الأجيال الصغيرة وارشادها ، وايضا على قيادتنا العربيه ان تبحث عن طرق وحلول من اجل اعادة الامن في قرانا ومدننا العربيه ،لقد نسينا حقوقنا ومطالبنا كاقليه قوميه امام المؤسسه الاسرائيليه ،واليوم اصبحنا بحاجه الى شيء بسيط جدا من اجل العيش : الامن والأمان
نحن نعيش فوضى عارمة وانفلات لغياب الضوابط الاجتماعية من خلال تغيير تركيبة المجتمع
هشام طاطور عقب بدوره قائلا: المطلوب حساب النفس وجلد الذات والنظر للمرآة ونقول الحقيقة لانفسنا وبصوت عال دون زيف ونفاق لربما نعي حقيقة افلاسنا ... بغض النظر عن تفاصيل الجريمة النكراء في كفر كنا وبغض النظر عما ستتمخض عنه التحقيقات في الجانب الجنائي من القضية فمما لا شك فيه اننا فشلنا كمجتمع وافراد في الجانب االاخلاقي في كل ما يتعلق بالعنف المستشري في مجتمعنا العربي ... هذا الكلام لا يروق للسياسيين والمسؤولين والمحللين بيننا فقد اقنعونا في كل مناسبة من خلال خطاباتهم وتحليلاتهم باننا لطفاء ورحماء بيننا وان العنف ليس من صفاتنا بل هو محصل لوضع البنى التحتية في البلدات العربية... كم اضحكتني هذة المعادلة ... وكأن الخلق الحسن والرقي والتسامح مشروطة بوضع البنى التحتية ... فالعنف في داخل العائلة ، في الاماكن العامة، في المدارس ،الاطفال المعنفون ،النساء المضروبات والقتل على ما يسمى شرف العائلة كلها ستختفي من ثقافتنا بمجرد رفعنا المستوى الاقتصادي وتوفير البنى التحتية اللازمة... نعم هنالك نقص في المراكز الثقافية والتربوية ولكن ان نبرر مصيبتنا بهذه النواقص فانما هو ذر الرماد في العيون...
وتابع لـ"بكرا": نحن نعيش فوضى عارمة وانفلات لغياب الظوابط الاجتماعية من خلال تغيير تركيبة المجتمع حيث كانت تحد من التصرفات العشوائية والفردية وبنفس الوقت هنالك عدم انصياع للقوانين فهي فوضى... لا اعني ان نرجع للوراء فالشعوب في تقدم مستمر ارتقاء الشعوب لم يكن وليد صدفة ولا طفرة ... وانما من خلال قوانين صارمة وعقوبات رادعة في كل ما يتعلق بالمخالفات التي تمس باسس الديمقراطية والحريات الشخصية عندها يكون من السهل القيام بالنشاطات التوعوية... نتقدم في نوعية الاسلحة والادوات المستعملة للقتل وسفك الدماء... تشوهت معاني الرجولة والشهامة والشرف... للاطلاع على عمق الخلل اقترح اجراء استفتاء ميداني بين جيل الشباب في مفهوم هذه المصطلحات سنذهل من اجاباتهم ... ليتنا نملك عصا سحرية لتغيير الواقع الاليم ولكن الحقيقة ليس هنالك حل في الافق لربما لو اقتنعنا باننا عنيفون لربما هي الخطوة الاولى في المسار الصحيح... دائما ازاء كل تصرف همجي اتذكر قول الله تعالى:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"... فقد اختار الله في هذه الآية من اسمائه الرحمن دلالة للرحمة والتراحم والتسامح بين الناس ولننظر الى كلمة هونا وكلمة سلاما ما اعظم هذا الكلام... فلو عمل الناس فقط بهذه الآية لارتقينا في اخلاقنا وسلوكياتنا الى القمة....
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق