يحرص اهالي قرية سوسيا جنوبي جبال الخليل المهددة بالهدم على عدم مغادرة القرية تحسبا من قيام المستوطنين المجاورين لاقتحامها والسيطرة على ارضها وتشريد اهلها.

ففي عام 1986 سيطر الجيش الاسرائيلي على القرية واعلن عنها ارث يهودي بادعاء العثور على كنيس فيها علما انها تضم على مسجد اسلامي قديم جدا على زمن الخليفة ابو بكر الصديق وفق ما افاد به الناشط نصر نواجعة الناطق الاعلامي باسم القرية.

واضاف ان السلطات الاسرائيلية هجرت سكان القرية بالقوة , جزء منهم رحل الى شمال الضفة الغربية مثل طوباس وجنين والاخر كان لديه امل بالعودة للقرية فتوجهوا لعائلات النواجعة وبعضهم عادوا الى اراضيهم الخاصة الذين يملكون الطابو العثماني.

وقال بمجرد نقل اسرائيل عائلات يهودية من مستوطنة سوسيا الى القرية واسكانهم بدلا من السكان الاصليين تلاشى الامل بعودتهم مضيفا ان المستوطنين رفضوا اقامة جدار حول المستوطنة لانهم يعتقدون ان حدودها مفتوحة ويعتزمون توسيعها على حساب اراضي سوسيا.

واشار الى انه في بداية الانتفاضة الثانية مارس الجيش ضغوطات كبيرة على السكان الموجودين لاخلاء القرية. وفي تموز 2001، وبعد فترة قصيرة على مقتل مستوطن من مستوطنة سوسيا، قامت قوات الجيش الإسرائيلي بطرد سكان القرية مجدّدًا وقد جرت عملية الطرد بلا تحذير حيث هدم الجنود خلالها ممتلكات السكان ودمروا المغر وسدّوا آبار المياه. وفي أعقاب التماس إلى المحكمة العليا قدّمه سكان القرية ، أصدرت المحكمة في أيلول 2001 أمرًا مؤقتًا منع استمرار الهدم إلى حين البتّ في الالتماس.

وتابع يقول في اعقاب قرار المحكمة حاولنا اصدار تراخيص للبناء مستندين على قوانين الاحتلال البريطاني والقوانين العثمانية والاردنية الا انها رفضت بهدف تفريغ السكان من ارضهم.

واكد ان جمعية "رجابيم" الاستيطانية، قدمت التماسا ادعت فيه ان بيوت القرية اقيمت بدون ترخيص ولذلك يجب على الادارة المدنية هدمها. فاصدرت المحكمة الاسرائيلية اوامر بازالة القرية خلال 3 ايام فتوجهنا عبر مؤسسات حقوقية اسرائيلية للمحكمة مرة اخرى والتي بدورها جمدت قرار الازالة وطلبت منا اعداد مخطط هيكلي للقرية وبعد تقديمها للجنة اسرائيلية في بيت ايل تم رفضها.

حملة دولية

في عام 2015 باشرنا بحملة دولية خاضتها مؤسسات حقوق انسان اسرائيلية وفلسطينية ووزارة الخارجية الفلسطينية وتوجهنا برسائل للعالم تم تحذير اسرائيل من هدم القرية خاصة بعد زيارة القناصل الاجانب للقرية.الا ان الاسرائيليين اعادوا التفكير بعملية الهدم .

وفي السنوات الأخيرة عرضت "الادارة المدنية" الاسرائيلية على سكان القرية الانتقال الى منطقة محاذية للمنطقة أ، بالقرب من يطا، لكنهم رفضوا العرض. وفي المقابل يضغط سكان المستوطنة المجاورة "سوسيا" على الادارة المدنية لتطبيق اوامر الهدم ضد القرية الفلسطينية.

وقال انه خلال النقاشات والمفاوضات مع الاسرائيليين كنا نضع المسؤولين الاوروبين والدوليين في تفاصيلها. وجرت بعد عيد الفطر الماضي جلسة مفاوضات واعلن ان وزير الدفاع الجديد افيغدور ليبرمان هو من سيتولى ملف قرية سوسيا وعندها ادركنا بنية اسرائيل هدم القرية , فتم تفعيل الحملة الدولية من جديد في عدة بلدان اجنبية.

اسرائيل ستقدم رايها

واشار الى ان اسرائيل ستقدم رايها خلال ثلاث شهور حول قرية سوسيا للمحكمة العليا, مضيفا ان وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان زار مؤخرا مستوطنة سوسيا لافتتاح العام الدراسي بالمقابل جرى من جانبنا تسليط الضوء عبر قصص صحفية حول مخاطر توجه طلاب القرية الى مدارسهم.

وبين ان القصص الصحفية اظهرت كيف ان الطالب في المستوطنة يعيش برفاهية ويتوجه الى مدرسته من خلال حافلة تقله من منزله بينما على بعد مئة متر من القرية يعيش طلاب قرية سوسيا يتعرضون للاعتداءات من قبل المستوطنين.





وتوجد في سوسيا مدرسة تضم طلاب من الصف الاول وحتى الثامن وتلقت المدرسة اوامر هدم اضافة الى الوحدة الصحية فيها وكذلك لابار المياه .

وقال ان اهالي القرية قاموا بتعبيد الطريق الموصلة الى المدرسة بواقع كيلومتر الا ان الاسرائيليين صادروا الاليات التي استخدمت بادعاء ان الاعمال الانشائية جرت في منطقة "ج" بدون ترخيص.

الادرة الامريكية تحذر

يذكر ان الادارة الامريكية حذرت اسرائيل من هدم قرية سوسيا وان مسؤولين امريكيين كبار اكدوا مؤخرا امام مسؤولين في ديوان نتنياهو بأن الولايات المتحدة سترد بشكل شديد اذا قامت اسرائيل بهدم القرية.

وقال المسؤولون الاسرائيليون ان رسائل مشابهة وصلت من الاتحاد الاوروبي والحكومة البريطانية وجهات دولية اخرى. ونقل دبلوماسيون بريطانيون الى ديوان نتنياهو ووزارة الخارجية رسائل جاء فيها بأن هدم القرية سيصعب على لندن مواصلة مساعدة اسرائيل في المنتديات الدولية. واضافت المصادر الاسرائيلية انه تم تفعيل الضغط الدولي في هذه المسألة بعد توجه السلطة الفلسطينية الى الولايات المتحدة وعدة دول اخرى في الغرب واكدت ان اسرائيل تنوي هدم القرية خلال الأسابيع القريبة.

وحسب المسؤولين الاسرائيليين فقد اوضح ديوان نتنياهو للأمريكيين والاوروبيين عدم وجود خطة في المرحلة الحالية لهدم القرية، وان اسرائيل ستعمل وفقا لقرار المحكمة العليا التي تناقش التماسا في هذا الشأن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com