في السادس من شباط فبراير من هذا العام (2016) ، وفي حدود الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم – كان سائق جديد (18 عاماً) يقود سيارة قديمة من طراز "رينو ميغان" على الشارع رقم (854) قادماً من بلدة "لابون") باتجاه مدينة "كرمئيل" وكان بمعيته في السيارة عدد من الأصدقاء المتوجهين الى تلك المدينة ، للاحتفال بعيد الميلاد السابع عشر لصديقتهم التي تدعى "شاحر ابكسيس" ، وكانت في السيارة بصحبتهم.

وكان ذلك اليوم يوماً شتوياً ماطراً وضبابياً ، وعند احد المنعطفات ، انزلقت السيارة ، وفقد السائق السيطرة عليها ، فانقلبت ، وأسفر الحادث عن مقتل الشابة "شاحر" ، التي انقذفت من مقعدها خارج السيارة لأنها لم تكن مقعدها خارج السيارة لأنها لم تكن محزّمة . واصيب السائق وراكب وراكبة – بجراح طفيقة .

ويشار الى ان القانون المتعلق بالسائقين الجدد ، الذين تقل اعمارهم عن (12) عاماً – يسمح لهم بالقيادة وبمعيته راكبان اثنان فقط ، وليس ثلاثة ، كما كانت الحال في هذه الواقعة .

يقول "موشيه نقاش" ، وهو محقق باحث في حوادث الطرق ، وخبير في احتياطات الأمان على الطرقات – ان تحقيق الشرطة ما زال مستمراً حول الملابسات والظروف الدقيقة المتعلقة بوقوع هذا الحادث ، والشبهة الأرجح هي ان السائق كان يقود السيارة بسرعة فائقة نسبةّ الى حالة الطقس العاصفة ، ووضع الشارع ، ولم يتنبّه الى المنعطف الذي أمامه إلاّ متأخراً ، مما أدى الى انقلاب السيارة ، مع الاشارة الى ان الشارع المذكور (رقم 854) هو شارع مناطقي (أي ليس رئيسياً ، بل فرعي ، وهو غير مهيّأ للسيارات المسرعة) .

وأضاف "نقاش" ، ان استخدام الحزام كان يمكن ان يجعل نتائج الحادث مغايرة ، مشيراً الى ان السائقين الشبان الجدد ، يقودون السيارة "قيادة اجتماعية" أي باسلوب مستمد من بيئتهم وسلوكياتهم الاجتماعية ، ويتأثرون كثيراً باصدقائهم ، ولا يلتفتون الى المخاطر المحتملة "فهم حديثو العهد وغير مجربين ، حتى وان كانوا قد نجحوا في اختيار السواقة (التست) " – على حد توصيف المتحدث ، مضيفاً ان السائق الجديد يملك 80% من قدرات وكفاءات السائق ذي الأقدمية ، ولهذا السبب يتوجب عليه في الأشهر الأولى التي تعقب حصوله على الرخصة ، ان يقود السيارة وبصحبته مرافق ، لكي يراكم الخبرة والتجربة في ظروف آمنة ، ولهذا السبب يحظر عليه ، حتى بلوغه سن الحادية والعشرين ، ان يقود السيارة ومعه اكثر من راكبين اثنين .

مسؤولية الأهل
ويضيف الخبير "نقاش" : لذا ، ففي مثل هذه الحالات ، توجد أهمية بالغة للرقابة من جهة الأهل ، حتى بعد انتهاء فترة المرافقة ، ذلك انه يتعين على الوالدين ان يعرفا من يستقل السيارة التي يقودها ابنهما ، والطريق الذي يسلكه الأبن سوية مع صديق أو أصدقائه ، وان يحذراه ويوجهاه وينبهاه قبل انطلاقه بالسيارة ، من المخاطر المحتملة ، وإلا فانها قد يتحملان التعبات المادية والاخلاقية الناجمة عن أي حادث أو طارئ " .

ويشير "نقاش" كذلك الى أهمية احتياطات الأمان ، ويلفت الى ان السيارة التي انقلبت وأدت الى مصرع الشابة "شاحر ابكسيس" ، لم تكن مزودة بمنظومة لمراقبة ثباتها ، وهي المنظومة التي تعين السائق على السيطرة على السيارة ، حيث أدى انعدام هذه المنظومة الى فقدان ثباتها على الشارع "وهنالك حالياً الكثير من السيارات القديمة والرخيصة السعر ، مزودة بهذه المنظومة ، وكان يمكن للسائق المتورط في الحادث أن يقتني سيارة كهذه ، ويتفادى ما حدث – حتى ولو أن المنظومة المذكورة ، لا تشكل حتماً ضمانة وحيدة مؤكدة لتجنب الحوادث " – على حد تقدير الخبير "موشيه نقاش" . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com