واصلت السلطات الإسرائيلية، حصارها لمدينة القدس لليوم الثالث على التوالي تزامنا مع عيد رأس السنة العبرية الذي ينتهي مساء اليوم الثلاثاء.

وكانت السلطات الاسرائيلية فرضت اغلاقا شاملا على محافظات الضفة أول من أمس، تزامنا مع بدء موسم الأعياد اليهودية الذي يستمر حتى نهاية شهر اكتوبر الحالي، وبموجبها حولت المدينة المقدسة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية، وتبرز فيها المظاهر العسكرية بفعل الانتشار الواسع للقوات الاسرائيلية في الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية، ومحاور الطرق وتشديد اجراءات التفتيش على المداخل الرئيسية لمدينة القدس.

وعمدت القوات الاسرائيلية الراجلة منذ ساعات صباح اليوم، إلى توقيف الشبان وطلبة المدارس في منطقة باب العامود من أشهر أبواب القدس القديمة، وشارع السلطان سليمان المجاور، وتنفذ تفتيشات بحقهم.

وانعكست الاجراءات الاسرائيلية على الأسواق التاريخية في القدس القديمة، والتي أصابتها الاجراءات بشلل شبه تام.

فيما توالت الاقتحامات الاسرائيلية للمسجد الاقصى حيث أكد رئيس مجلس الأوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب أن "المسجد الأقصى في خطر كبير نتيجة الاقتحامات المبرمجة التي تنفذها السلطات الاسرائيلية، وحمايتها للمتطرفين خلال اقتحامهم المسجد، ومنعها الحراس ودائرة الأوقاف من ممارسة دورها في إدارة المسجد الأقصى والقيام بترميمه"

وقال، في تصريحات صحفية: "لن ترهبنا كل هذه الوعودات والضمانات التي توفرها السلطات الاسرائيلية للمستوطنين، فأهل المسجد الأقصى أثبتوا دوما أنهم الحراس الأوفياء الأمناء الذين ضحوا في سبيل حماية ونصرة المسجد بكل غالي ونفيس".

وناشد الشيخ عبد العظيم الأمة الاسلامية والعربية بالقيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى، ونصرة قضيته بكافة الوسائل، كذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمنظمات الدولية منها اليونسكو، "كلها عليها واجب التصدي لهذه الهجمة التي تستهدف المسجد وتريد تهويده".

فيما قال رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري إن المستوطنين المتطرفين يستغلون الأعياد والمناسبات اليهودية من أجل تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الاقصى المبارك.

وحمّل الشيخ صبري الحكومة الاسرائيلية مسؤولية المس بحرمة المسجد الأقصى، لافتا الى أن القرار السياسي الاسرائيلي هو داعم لاقتحامات المسجد.

ولفت صبري إلى أن الاعتقالات والابعادات الاحترازية للشبان وحراس المسجد الأقصى، تؤكد أن الحكومة الاسرائيلية لديها نوايا عدوانية مبيته ضد الأقصى، وذلك لإفساح المجال أمام اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد دون أي معارضة، واستنكرها، وقال إنها تأتي من أجل إفساح المجال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية".

وطالب الشيخ صبري حراس المسجد وجميع المسلمين، أن يكونوا يقظين وحذرين من اقتحامات المستوطنين، لتفويت الفرصة عليهم.

كما ناشد كافة المؤسسات والاتحادات والجمعيات والنقابات والتجار المحيطين بالمسجد الأقصى أن يكثفوا وجودهم في المسجد وباحاته على مدار اليوم والساعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com