يشهد المجتمع العربي في السنوات الأخيرة ثورة واضحة في ارتفاع نسبة القوى البشرية المندمجة في سوق الهايتك بالبلاد، علما ان هذا العدد غير كاف إذ تصل نسبة العرب المندمجين في مجال الهايتك نحو 20%.

وعن هذا الموضوع وتطور الهايتك في المجتمع العربي توجه "بكرا" الى مدير أمدوكس الناصرة، ايهاب عطالله الذي افتتح حديثه مع بُـكرا، قائلاً: " اعتقد ان هناك تشجيع وتوعية للطلاب العرب بالتوجه لسوق الهايتك ولكن ذلك غير كاف، فاذا نظرنا الى معهد التخنيون فان نسبة العرب فيه تعدت (20%) ولكن ليس جميعهم يتعلمون في مجال الهايتك، بل هناك طلاب يتوجهون لتعلم الهندسة وهو امر ايجابي وهناك طلاب يتعلمون المواضيع التقليدية.

فمن ناحية توجه اكاديمي هناك تحول ولا يمكن اعتباره نقلة نوعية وبالطبع وجود شركات هايتك مثل امدوكس يشجع الاكاديميين العرب بتعلم مواضيع الهايتك فهناك شركات قريبة للعمل من اماكن سكناهم، علما ان الشباب العرب لم يصلوا تفكيريا الى المستوى المطلوب لان التوجيه الذي يحصلون عليه هو توجيه خاطئ وليس مهني وانما الطالب يتأثر بالبيئة المحيطة به، واحيانا يبدأ الطالب العربي بتعلم موضوع معين بضغط من الاهل ويقوم بتغيير الموضوع، وبذلك يكون قد خسر سنوات من عمره ودفع مبالغًا طائلة دون اي نتيجة.

على الاكاديميين ان يتدربوا ثلاثة اشهر بشكل مهني على مقابلات العمل للهايتك

وتابع عطا الله في حديثه: " هناك مجالات مفتوحة ومتعددة اليوم في الهايتك، وتم انشاء شركات مختلفة تستقطب الموظفين العرب من كافة انحاء البلاد دون اي تعقيدات امنية او سياسية، واصبح العمل فيها مسهل للعرب، ولكن المشكلة تكمن في عدم جهوزية الشبان او الاكاديميين لمقابلات العمل وكيفية تخطيها، لذلك على الاكاديميين ان يتدربوا ثلاثة اشهر بشكل مهني على مقابلات العمل بهدف تهيئة الطلاب والخريجين كيفية عبور مقابلة عمل بنجاح، والاسئلة التي ممكن ان تسأل في المقابلات وكيفية الاجابة عليها وطريقة التصرف، التصرف له تدريب معين، كيفية جلوس الشخص وطريقة كلامه، وللاسف هناك عدة اكاديميين ينهون تعليمهم الاكاديمي ويتوجهون الى مقابلات عمل ولا يتم قبولهم علما انهم يملكون الالقاب الملائمة، وذلك ليس لخلفيات امنية، ومن ناحية اخرى لا انكر ان الشركة التي تقوم بلقاءات يجب ان تاخذ بالحسبان خلفية الطالب كونه قادم من المجتمع العربي ويجب ان تكون هناك اعتبارات اخرى، وقد بدأت هذه المبادرة من قبل مدراء الشركات العرب واليهود خاصة لدينا في امدوكس، في المركز نواجه مشكلة في هذا الصدد بسبب عدم وجود عدد كاف من الشركات في المركز كما ان التوقعات من الطلاب العرب منخفضة جدا ويجب ان يكون هناك نوع من المثابرة واختراق الهايتك.

اندماج العرب في سوق العمل يؤثر إيجابيا على توجههم المهني في الهايتك

ونوه عطا الله في حديثه: " علينا المبادرة لطرح افكار ونأتي بما هو جديد، حتى لا نكون عبئًا على الدولة، فنحن نشكل نحو (20%) من سكان الدولة، ولا يتم استهلاك قدراتنا كما يجب مما يشكل عبئًا على الدولة في القوى العاملة، عند استغلال الشعب كله في سوق العمل ودمجه هذا الامر سيؤثر على الانتعاش الاقتصادي في الدولة وترتفع نسبة الانتاج القومي الاسرائيلي ويصبح الاقتصاد الاسرائيلي اقوى.

وبالتالي يستفيد المجتمع العربي ويتخطى الفقر، مما يسمح للاولاد باختيار مجالات اوسع للتعليم، وذلك بسبب العمل والدخل المضمون بسبب دمج الاهل في سوق العمل، وينكشف الاولاد على عالم اخر علمي ومختلف يؤثر ايجابيا على المجتمع ويحقق احلام ويفتح مجالات عمل كانت مغلقة امام العرب، ونتخطى مرحلة الاحلام حيث يصبح طموح الشاب الذي تربى في جو مريح يحلم بالوصول الى شركات رفيعة ومناصب عالية وتصبح لديهم نوع من المبادرة لقيادة مناصب عالية، وممكن ان يوصلنا طموحنا الى اماكن تتخطى حدود الدولة.

واختتم قائلا: انصح الشبان والشابات ان يطمحوا ويتقدموا وان يتلقوا التدريب المهني الكافي وان لا يخافوا، وانا اطمح ان تصل نسبة 20% النسبة الكاملة من العرب في البلاد الى مراتب عالية في شركات الهايتك وغيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com