التعليم والتشغيل لدى بدو الشمال: فجوات ومفاجاَت‎

"للمجتمع العربي البدوي في الشمال خصائص ومميزات تظهر عند المقارنة بينه وبين سائر اطياف المجتمع العربي عموما، من ناحية الفوارق في التعليم والتشغيل".

هذا ما قاله في مقابلة مع "بكرا"، مدير سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، ايمن سيف ، اثناء مشاركته في اليوم الدراسي الذي نظمته في قرية بسمة طبعون شركة "الفنار" ومراكز "ريان" التي تديرها الشركة لمقتضيات التأهيل والتشغيل في المجتمع العربي، وجرت اعمال اليوم الدراسي تحت عنوان " التشغيل والتعليم الاكاديمي في المجتمع العربي البدوي بالشمال.

وأورد مدير سلطة التطوير امثلة على تلك الفوارق والخصائص، من بينها ان 38% فقط من الطلاب البدو حائزون على شهادة البجروت، بينما النسبة في المجتمع العربي عموما تساوي 54% ولدى اليهود والعرب الدروز - 70%.

وفيما يتعلق بنسبة الاكاديميين في أوساط بدو الشمال، والجنوب كذلك، فهي ايضا متدنية مقارنة بالمجتمع العربي ككل حيث تتراوح ما بين 4%-5% بينما هي تقارب 13% في المجتمع العربي عامة، وتوازي 27% لدى اليهود.

وأشار ايمن سيف في هذا السياق الى ان سلطة التطوير الاقتصادي، تجتهد سوية مع شركة "الفنار" ومراكز "ريان" ومجلس التعليم العالي، والوزارات ذات العلاقة - لتقليص هذه الفوارق.

كما نوه ايمن سيف الى الخطة الحكومية الخاصة بالبلدات العربية البدوية بواقع يقارب المليار شيكل ( وهي منفصلة عن الخطة الخماسية الحكومية للمجتمع العربي عامة) - وشدد في هذا السياق على ان البلدات البدوية في الشمال تستفيد من الخطتين الحكوميتين معاً.

د. ياسر حجيرات:" مفاجاَت سارة"!

وفي حديث مع "بكرا" ، شدد الدكتور ياسر حجيرات، المدير العام لشركة " الفنار"، على ان الشركة ومراكز "ريان" تنتهج نفس الوسائل والاليات ( والميزانيات) المتعلقة بالتأهيل والتشغيل لكافة اطياف المجتمع العربي، بما في ذلك المجتمع العربي البدوي.

وقال د. حجيرات ان منظمي اليوم الدراسي يعدون ورقة عمل تتضمن توصيات كفيلة بتقليص الفوارق التي يعاني منها بدو الشمال، من ناحية التعليم الاكاديمي والتوظيف، من خلال التغلب على العوائق والعقبات التي تواجههم، والتي اظهرها الاستبيان الذي اجراه مركز " ريان" الخاص بالعرب البدو في الشمال، حول التعليم والتشغيل في بلداتهم، والعوائق التي تواجههم، وسبل التغلب عليها.

ونوه الدكتور ياسر حجيرات الى ما وصفها بالمعطيات المفاجئة لصالح المجتمع البدوي بالشمال، ومنها - على سبيل المثال - ان نسبة النساء البدويات العاملات - تقارب 50%( بينما النسبة في المجتمع العربي عموما لا تزيد كثيرا عن 40%)، لكن 63% من النساء البدويات دون سن الخامسة والثلاثين - معطلات عن العمل -.

وتوقف د. حجيرات عند نسبة الاكاديميين لدى بدو الشمال، حيث اظهر الاستبيان انها تتعدى 30%، بينما يستدل من معطيات دائرة الاحصاء المركزية ان النسبة لا تزيد عن 5% " وهذا ما سنفحصه وندرسه بعمق، زيادة في التمحيص والتوكيد" - على حد تأكيده.