لم ينته سبتمبر أيلول بعد ومسرح إنسمبل فرينج الناصرة يسطّر نجاحاً باهراً يعكس تقدير الجمهور للأعمال الفنية الراقية واحترام المسرح للذوق الرفيع ولعقل الحضور من كل الفئات العمرية. كما ويساهم مسرح الفرينج بشكل فعلي في رفع الوعي الاجتماعي والصحي والبيئي. يعزز المسرح مسيرته التربوية والثقافية من خلال طرح نقدي لواقع المجتمع العربي في البلاد.

في أواخر نيسان الماضي قام مسرح فرينج الناصرة بإنتاج مسرحية "الصدى" وهي عبارة عن إعداد مسرحي لمجموعة قصص عالمية مأخوذة من كتاب "الصدى – مئة قصة وقصة قصيرة ذات مغزى" للكاتب جريس عوّاد ابن الناصرة. تعالج المسرحية مواقف المجتمع العربي في الداخل من نواحي التطوّر الثقافي والحضاري والتربوي لدى شعوب العالم المختلفة وذلك بروح فنية راقية تدمج بين المعنى والحركة واللحن. حظيت "الصدى" بإعجاب منقطع النظير من قبل الجمهور والنُقّاد في معظم القرى والمدن العربية، حتى أمست نموذجاً للدراسة والتحليل قامت د. كوثر جابر باستعراضه ضمن اليوم الدراسي في جامعة حيفا في أيار الماضي. وصل نجاح المسرحية لدرجة أنه تم عرضها أكثر من 90 عرض حتى الآن – وهذا نجاح غير مسبوق في المسرح المحلي.

قبل أقل من سنة وتحديداً في 5 ديسمبر كانون أول كان العرض الاحتفالي للمونودراما "حكاية لم تولد بعد" من إنتاج مسرح إنسمبل فرينج بالتعاون مع المركز متعدد الخدمات لضحايا الاعتداءات الجنسية التابع لبلدية الناصرة. المسرحية من إعداد وتمثيل الممثلة رحيق حاج يحيى سليمان، ومن اخراج المدير الفني للمسرح السيد هشام سليمان. شاركت المسرحية في مهرجان القصر الكبير الدولي للمسرح في المغرب حيث حصلت على جائزتين: جائزة أفضل إخراج وأفضل نص مسرحي. كما شاركت في مهرجان تأترونيتو 2016 في تل أبيب وحصلت الممثلة رحيق حاج يحيى سليمان على الجائزة الثانية – جائزة المدح والتقدير العالي.

مع إطلالة العام الدراسي الجديد وقبل أن تدمع أقلام الطلاب وتتساقط أوراق أيلول أنهى مسرح الفرينج إنتاج رائعتين جديدتين: الأولى مسرحية الأطفال "بينكي وبرين" من إخراج السيد فؤاد عوض. وتتناول موضوع الحفاظ على البيئة ومسؤولية الطفل على ما يجري من حوله، وهي مناسبة للحضانات وطلاب المدارس الإبتدائية بل ولكل أفراد العائلة. أما الرائعة الثانية فهي مسرحية "دمار" من إخراج نبيل عازر ومن إعداد نص ودراماتورجيا د. كرمة زعبي. تعالج المسرحية ظاهرة استخدام السموم والمُخدرات من منظور الشباب والأهل العرب في واقع البلاد وتعكس سلسلة الخلل الاجتماعي والمؤسساتي وانزلاق الفرد و "الشلّة" نحو الدمار... فظاهرة تفشّي آفة المًخدّرات والسموم بين الشباب هي ليست سبباً للدمار الفردي فقط وإنما هي مرآة صارخة لفشل وانهيار مجتمعي شامل.

إذن... هذه هي صرخة مسرح إنسمبل فرينج الناصرة: لا - للصمت على الاعتداءات الجنسية داخل العائلة، ولا- للإهمال في التربية للحفاظ على البيئة، ولا - للانغلاق على أنفسنا في القضايا الانسانية التي تشغل العالم. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com