كشف بروفيسور يوسف جبارين، المحاضر في كلية الهندسة المعمارية وتخطيط المدن في معهد التخنيون ونائب رئيس التخنيون، عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك عن مخطط من قبل الحكومة -كما ادعى- يدعو الى تكثيف السكن في البلدات العربية لاحكام السيطرة المطلقة على ما تبقى من أراضيها وبضمن ذلك الاراضي بملكية خاصة، مشيرًا الى ان بلدة طرعان كانت الأولى التي دخلت المخطط.

تفاصيل الصراع.. طرعان أولا!!

وفي تفاصيل اوفى أوضح جبارين عبر صفحته الخاصة قائلا: تضغط وزارة المالية ووزارة الإسكان ودائرة أراضي اسرائيل على سلطات محلية عربية من اجل التوقيع على اتفاقية تخطيط تهدف الى تكثيف السكن في البلدات العربية لاحكام السيطرة المطلقة على ما تبقى من أراضيها وبضمن ذلك الاراضي بملكية خاصة. وتحويلها الى عقارات ليست بسيطرة السكان او السلطات المحلية.

وأضاف: في يوم 6.4.2016 صادقت اللجنة الخاصة للإسكان -فاتمال- على مخطط لقرية طرعان رقمه تمل-1008 يهدف إقامة 941 وحدة سكن بكثافة سكانية عالية جدا تصل الى 12 وحدة للدونم احيانا وهي من اعلى الكثافات في البلاد وخاصة لقرية بحجم طرعان. وهذا على أراض تابعة لسكان البلد ومشاعها وليس لمديرية أراضي اسرائيل.

وأوضح: ستسيطرمديرية أراضي اسرائيل والوزارة على التنفيذ والاسكان بشكل مطلق. والمبالغ ستكون عالية جدا من اجل ربح مديرية الاراضي على حساب السكان. ليتحول جزء من طرعان الى جيتو حقيقي. تم ذلك بمشاركة السلطة المحلية. ولم يسمح للجمهور أصلا الاعتراض لان ذلك تم من خلال اللجنة السريعة للتخطيط بعيدا عن السكان. بعيدا عن اعين الجمهور صاحب الشأن. سيبعد هذا المخطط البلد وتطورها عن الشوارع الرئيسة المركزية ليقيمها على تلة قريبة جدا من الكسارات والمناطق الملوثة. فزيادة 4500 نسمة على طرعان دون تخطيط يليق بالبلد واحتياجاتها المركزية من أماكن عمل وحلول للقضايا الاجتماعية.

وحذّر جبارين: الثمن باهض، ممنوع تحويل بلداتنا الى جيتوهات وممنوع السماح بتحويل ما تبقى من أراض ببلداننا الى عقارات لمديرية أراضي اسرائيل. ممنوع ابعاد الناس عن اتخاذ قرارات مصيرية لبلدهم وارضهم. طرعان اول مخطط لبلدة عربية يتم تخطيطها من خلال اللجنة السريعة. وللاسف هناك بلدات اخرى فالحبل على الجرار. سأكتب عن كل بلد وبلد لانه من حق الناس تعرف، الحاجة ماسة لحراك شعبي محلي وقطري.

عماد دحلة: طرعان لم توقع على أي معاهدة بهذا الصدد، ولم يتم الضغط علينا من قبل أي وزارة بهذا الشأن

"بكرا" حرصا على العمل المهني والموضوعية توجه لرئيس مجلس طرعان عماد دحلة، بهدف الاستفسار حول حقيقة هذه الادعاءات، حيث استنكر دحلة هذا الكلام جملة وتفصيلا وعقب لـ"بكرا" قائلا: هذا البيان الذي كتبه بـ جبارين على صفحته عاري عن الصحة ويدل على عدم مسؤولية كاتب البيان، حيث انّ طرعان لم توقع على أي معاهدة بهذا الصدد، ولم يتم الضغط علينا من قبل أي وزارة بهذا الشأن، وانا أطالب بروفيسور يوسف جبارين ان يظهر دليله بهذا الشأن، وانا اخشى ان تكون مشكلتنا اليوم مع اكاديميين أنهم لا يعتمدون الحقيقة بما يكتبون، ما كتب عن 12 وحدة سكنية هو أيضا عاري عن الصحة، حيث ان المخطط يشمل قسائم يتم البناء عليها بشكل حر ويشمل مباني سكنية من 8 حتى 12 وحدة سكنية لحل ازمة الأزواج الشابة التي امكانياتها محدودة، كما ويشمل المخطط مساحة 40 دونما تم ضمها للخارطة الهيكلية كمنطقة بناء وهي أراضي خاصة، يتم تحديد نسبة البناء فيها حسب ما يرتأيه المجلس المحلي بعد ان طالبنا بذلك، كما ان المخطط يشمل 55% مباني عامة ومناطق خضراء وشوارع واسعة وهو لم يكن في أي مخطط سابق في قرية عربية، حيث كان يتم التخطيط لوحدات سكنية متلاصقة وهنا انا تابعت المخطط بمرافقة مجموعة مخططين مستشارين وبالنهاية نتج إقرار مخطط لتسريع ضم مناطق للبناء وإتاحة البناء بدل ان يكون بناء غير مرخص ويؤدي باصحاب الأبنية غير المرخصة بهدم البيوت من قبل السلطة وهذا ينفي ما كتبه البروفيسور عن جيتوهات، حيث ان الشقق السكنية مدرجة لدينا وراعينا ان يكون مدخل منفرد لكل شقة سكنية وذلك لان ثقافة البناء لدينا لا يناسبها مداخل مشتركة، وكل الأخطاء التي حصلت اخذناها بعين الاعتبار.

وتابع دحلة لـ"بكرا": من الواضح ان البروفيسور جبارين لم يقرأ دستور البناء بشكل مفصل، وهو أيضا لم يطرح البديل علما ان المهندسين والمخططين الذين نعمل معهم هم طلاب بروفيسور جبارين، اين ثقافة تخطيط المدن التي علمها، هو دخل في مكان غير لائق وهذا يعتبر بيان تحريضي عاري عن الصحة، وانا وجهت له رسالة وحتى اللحظة لم يرد، وانا اطالبه بمواجهة علنية عبر وسائل الاعلام حتى يدلي ما عنده وانا كذلك.

وأضاف: يدعو البروفيسور جبارين الى حراك شبابي في بيانه، علما انني لم ار حراك شبابي بما يتعلق بأزمة هدم البيوت كما انه لم يطرح البديل بهذا الشأن، للأسف فأن بروفيسور جبارين كلما كان المجلس المحلي ناجحا فأنه ينتقده، وقد زارني جبارين في مكتبي في طرعان وانبهر من التصليحات التي قمت بها ولم ينتقد، وانا أؤكد اننا لم نوقع على أي اتفاقية اطلاقا بل تم التخطيط بالطرق التي تراعي احتياجات أهالي طرعان، الى جانب أسعار محدودة، واذا كان البروفيسور غير راضي بهذه الحلول فأنا انتظر الحلول البديلة التي يطرحها.

ونوه قائلا: القرى العربية مناطق النفوذ فيها محدودة، كما ان هناك بناء مكثف بسبب عدم توفر الأراضي، البيان الذي كتبه جبارين مليء بالاخطاء وكله تحريض مباشر وانا لن اسكت على هذا البيان التحريضي، وانا في مرحلة تخطيط الشوارع حاليا حتى أتيح البناء، ومن الغريب ان جبارين لم يكتب عن الأراضي الخاصة التي اقريناها لمسطح البناء، وهو حراك تخطيطي قوي سيحل ازمة طرعان، وانا في جلسات مستمرة لحل مشكلة البلد، ونحن نعي أيضا احتياجات طرعان حيث ان المخططات الجديدة فيها منطقة تجارية وصناعية وتشغيلية ومواقف سيارات وشحن لطرعان، واراضي خاصة وجميع هذه الأمور ستحل المشكلة في طرعان ونحن نحو تطور لوصول طرعان لمدينة مستقبلا.

يوسف جبارين: الدولة تريد تركيزنا على مساحة ضيقة جدا والمجلس لعب هذه اللعبة..

بدوره بروفيسور يوسف جبارين اكد في حديث خاص ل"بكرا" ان كل كلمة كتبها دقيقة، مشيرا الى ان الملفات موجودة في لجنة "فاتمال".

وعقب قائلا على حديث دحلة: المجلس اخطأ بالسماح للدولة ان تخطط له كثافة وصلت الى 12 وحدة سكن للدونم. وهذا مناقض جدا لكون البلدة صغيرة وليست مدينة كمدينة تل ابيب. هذه الكثافة غير موجودة في المدن كالناصرة وغيرها. الدولة تريد تركيزنا على مساحة ضيقة جدا والمجلس لعب هذه اللعبة وبشكل مؤسف وغير مهني او وطني بعيدا عن المصلحة العامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com