استمرارا لنشاطه، نظم  صندوق "مسيرة" لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع العربي، بالتعاون مع شركة "الفنار" التي تدير مراكز "ريان" للتأهيل والتشغيل في المجتمع العربي، ومؤسسة التأمين الوطني، ومشروع "رامبا"، يومًا دراسيًا حول سبل ووسائل دمج ذوي الاعاقات في المهن المعاصرة في سوق العمل . 

وتابع نقاشات وأعمال اليوم الدراسي، الذي تولت عرافته وتنظيمه علا عبد الله- نجار نائب مدير عام صندوق ومؤسسة مسيرة، مسؤولون كبار في الجهات المنظّمة، وداعمون ومتبرعون ومشغّلون وناشطون من ذوي الاحتياجات الخاصة.

نشاط الداعمين ومسؤوليات صناع القرار

وافتتح اليوم الدراسي بكلمة ألقاها رجل الصناعة المعروف، ستيف فيرتهايمر، وهو من اكبر المساهمين في إقامة الحديقة الصناعية التي استضافت المشاركين في هذا الحدث ، وفي دعم صندوق "مسيرة" ، بصفته أيضاً والداً لابن معاق – واستعرض سيرته الشخصية كرجل صناعة تمتد مشاريعه من اسرائيل الى الخارج (تركيا وغيرها) وتشمل الناصرة والنقب والجليل .

ثم تحدث المحامي زكي دياب (من حيفا) بصفته عضواً في مجلس ادارة صندوق "مسيرة" ، وتمحور حديثه حول تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع العربي وما يواجههم من عقبات وعوائق .

وتناول مدير فرع مؤسسة التأمين الوطني في الناصرة ، حسام ابو بكر – الوسائل الواجب اتباعها للدفع قدماً باتجاه توسيع نطاق تشغيل ذوي الاعاقات ، بدءاً بتحديد المجالات والامكانيات المتاحة ، ثم التوجيه والتأهيل والتوظيف ، مع التشديد على دور المجتمع نفسه ، والمشغلين أصحاب العمل ، والحكومة .

وأورد الدكتور سامي ميعاري ، المحاضر في جامعة تل ابيب بموضوع الاقتصاد – معطيات تضمنت مقارنات بين المجتمعين العربي واليهودي في اسرائيل ، من حيث نسب التشغيل والأجور والفقر والعوائق ، بما في ذلك ما يتعلق بذوي الاعاقات والاحتياجات الخاصة ، مشدداً هو أيضاً على واجبات ومسؤوليات المجتمع وصنّاع القرار في هذا المجال (إقرا في وقت لاحق مقابلة مع الدكتور ميعاري في هذا الاطار) .

بدوره تطرق الدكتور ياسر حجيرات، المدير العام لشركة "الفنار" إلى البرنامج التجريبي الذي استحدثته الشركة ومراكز ريان" قبل سنة، تحت مسمّى "رامبا"، لدعم تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويجري اختبار هذا البرنامج حالياً في مراكز تنتمي إليها مختلف أطياف المجتمع العربي من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب "، مشيرًا في حديثه: نحن نعوّل على نجاح هذا البرنامج لنعمّمه على مراكز ريان بالبلدات العربية كافة " – على حدّ تأكيد الدكتور حجيرات .

سعاد ذياب عن "المجتمع المعاق"

وتحدثت السيدة سعاد ذياب ، مديرة برنامج "مسيرة" من قبل مؤسسة "جوينت"، في مقابلة مع "بكرا" عن واجب المجتمع ومسؤولياته في التعامل بانصاف وتكافؤ مع شريحة ذوي الاعاقات والاحتياجات الخاصة، وقالت في هذا السياق ان الاعاقة الحقيقية ليست لدى المعاقين انفسهم ، بل ان المجتمع الذي لا يحسن رعايتهم واحتضانهم ومساواتهم – "هو المعاق" ، وشدّدت على وجوب تعامل المجتمع العربي مع هذه الفئة بشكل حضاري وراقٍ ومتكافئ ومتعاطف ، من خلال منحهم المقومات والفرص اللازمة لينخرطوا في حياة المجتمع نفسه ، وفي سوق العمل أيضاً .

وأكدت السيدة سعاد دياب ان صندوق "مسيرة" يضع نصب عينيه مشاريع هادفة تصبّ في اطار تشجيع ثقافة وتقاليد الدعم والعطاء لذوي الاحتياجات الخاصة ، مشيرة الى ان التبرع والعطاء لهذه الفئة قريب الى القلب والروح والضمير مثل التبرع للمسجد والكنيسة والعائلات المستورة "فنحن أيضاً نبني ونعمّر، ونرعى ونعلّم " – كما قالت .

وثّمّنت المتحدثة عالياً جهود الفنار ومراكز ريان في دعم واستيعاب ذوي الاعاقات في سوق العمل مع كل ما يترتب على ذلك من فوائد اقتصادية واجتماعية .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com