العنف، السلاح، والجريمة، القتل وهدر الدماء وقتل النساء على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، جميعها امراض خبيثة باتت تنهش في عظام المجتمع وتقضي عليه شيئا فشيئا، وسط حالة من السكون والذهول والصمت المجتمعي، وسكوت وجمود الجهات المسؤولة عن محاربة الجريمة المتعمد بأغلب الأحيان، حيث أصبحت الجريمة وحالات القتل جزءا أساسيا من حياتنا المجتمعية وهي مرتبطة بأغلب الأحيان بأسباب غير منطقية سوى اننا اصبحنا مجتمع عنيف تساهم الحكومة في نشر الجريمة والسلاح بين أبنائه بهدف القضاء عليه بشكل اسرع، وهذا ما لخصه بعض المشاركون ل"بكرا" في التقرير التالي، عن انتشار الجريمة ومسبباتها، وكيفية القضاء عليها.

للبيت والمدرسة الحصة الأكبر من استئصال سرطان العنف
باسل نعرة من الناصرة قال لـ"بـُكرا": العنف والجريمة دخلا الى مجتمعنا كالمرض الخبيث في البداية لم نشعر بهما وعندما تفشى في مجتمعمنا بدأنا نشعر به وبدأ يشدنا الى القاع ، لا يمر يوم بدون حالة قتل في المجتمع العربي.

وأضاف قائلا: محاربة الظاهرة يكون أولا بحملات مكافحة السلاح من قبل الشرطة كما يجب ان يكون للبيت والمدرسة الحصة الأكبر من استئصال سرطان العنف حيث عليهم ان يعملوا ويحرصوا على تربية أجيال بعيدة كل البعد عن العنف والأسلحة.

د. عزمي حكيم قال بدوره: حتى نستطيع معالجة آفة الجريمة والعنف في مجتمعنا هنالك مساران متوازيان ان انتقص واحد منهم فالعلاج سيكون منقوص لا بل مستحيل .اولا المسؤولة الأساسية تقع علينا نحن كمجتمع ابتداء من البيت مرورا في المدرسة وانتهاء بتصرفاتنا في الشارع والحي والقرية والمدينة .

وتابع موضحا: بما معناه التربية التربية ومن ثم التربية فنحن مجتمع اصبحت ثقافة العنف متشرشة فينا وهذا نلاحظه في جميع تصرفاتنا اليومية فنراه في تصرف السائق على الشارع والطالب في المدرسة والوالد او الام في البيت وحتى في تعاملنا مع الحيز العام والاعتداء على الحيز العام اذا كان شارع او رصيف او قطعة ارض يتم الاستيلاء عليها من قبل المواطنين فهذا يندرج ايضا في اطار او ما يسمى العنف فالعنف ليس فقط العنف الجسدي فالعنف يبتدئ بالكلمة وينتهي بالطلقة، لذلك رأيي المتواضع ان المسؤولية الاساسية تقع علينا نحن كمجتمع في كيفيه تربيه ابناءنا وبناتنا واحفادنا .

وأسهب: اما القسم الثاني من المعضلة فهو الشق القانوني التنفيذي اي السلطة وهنا سلطه القانون واذرعها التنفيذية اي الشرطة، فعندما تستشري الجريمة فان المسؤول الاول والاخير عن وأدها أو محاربتها تقع على شرطة اسرائيل التي تتعامل معنا كأقلية تريدنا ان نكون متنازعون متخاصمون حتى حد الحرب الاهلية الصامتة وهذا ما يجري في مجتمعنا .

وقال: لذلك احمل انفسنا مسؤولية التربية والتصرف واحمل لا بل اتهم حكومة اسرائيل ممثلة بشرطتها السياسية مسؤوليه عدم منع الجريمة او محاربتها.

عصام حكيم قال لـ"بكرا": انتشار السلاح بشكل مقصود يعتبر اهمالا من الشرطة، كيف يمكن ان يكون السلاح موزع بشكل كبير في السوق السوداء؟؟ كما ان الشخص الذي ينفذ الجريمة ، لديه القابلية في حمل السلاح وشراءه وهنا أيضا تقع المسؤولية على الاهل الذين يعون ان ابناءهم يملكون أسلحة ولا يحركون ساكنا. إذًا هنا مسؤولية الاهل ، تربية ضد العنف وعدم الاقتراب الى السلاح .

وضع خطة تكون شريكة بها كافة الوزارات والشرطة والسلطات المحلية

حنين لحام بدورها قالت ل"بكرا": جميعنا نتحمل المسؤولية وكل شخص عليه ان يبادر ويساهم في البيئة المحيطة به من اجل الحد من انتشار الجريمة والسلاح وبالطبع فان ذلك لا يعفي الجهات المسؤولة والقيادات ومؤسسات المجتمع المدني من مسؤوليتها بمحاربة الجريمة والسيطرة عليها.

احمد جبارين بدوره عقب قائلا: : المسؤولية تقع علينا كلنا كمجتمع بأكمله. كل واحد يتحمل المسؤولية من موقعة. للحد من اعمال العنف يجب ان توضع خطة كاملة متكاملة. والامر ليس بالأمر السهل بعد ما آلت اليه الاوضاع. يجب وضع خطة تكون شريكة بها كافة الوزارات والشرطة والسلطات المحلية واخذ دورهم بشكل فعال .

وتابع: العنف يعالج من بالبيت وبالمدرسة بالأساس. وبالشارع، يجب اخذ الموضوع بشكل جدي وليس الحديث عنه عبر وسائل الاعلام. المؤسسة والدولة هي التي عليها اخذ زمام الامور بشكل جدي ووضع خطة مسبقة ورصد الميزانيات لذلك . تشارك فيها كافة الاطر .

واسهب: يجب العمل بشكل فوري عل جمع السلاح ووضع اقصى العقوبات لمن يحمله ويستعمله . فلا يعقل ان كل من هب ودب يحمل السلام وينشر الذعر والعنف بالمجتمع ، وغالبًا من يحملون السلاح أناس همجيون بالتصرف والمعاملة وينشرون الذعر بالمجتمع بإطلاق الرصاص ليل نهار دون اي سبب، الامر ليس أمر هيّن ويجب البدء بالعمل، كل شخص يمكنه العمل للحد من ظاهرة العنف من موقعه.

وتابع موضحا: هناك اوجه اخرى للعنف. لا نراها، فالعنف بالعائلة والعنف الجنسي بالعائلة وبالمجتمع العربي يشكل خاص يضع على هذا الموضوع غمامة. ولا يحب الحديث عنه.

واختتم: العمل للحد من ظواهر العنف لا يمكن ان يأتي بمجرد الحديث عنه . يجب وضع خطط لذلك. وعلى كل مسؤول اخذ زمام الامور واستعمال قوته من خلال سلطته واشراك كل المختصين لكي نصل للبدء بكبح العنف من مجتمعنا.

طليقتي سهى منصور قتلت رميا بالرصاص وانا أعيش مخلفات قتلها!
رأفت عزام قال من ناحيته: اعتقد انه يجب مقاطعة حامل السلاح ومستعمله وتاجره اجتماعيا واقتصاديا.

دكتور خالد عرار بدوره قال: الجريمة هي جزء من افرازات الازمة التي يعيشها مجتمعنا... وتشبه ثقافة الانتحار الجماعي التي تحدث عنها جون مايرز عملية التربية المضادة او ردود الفعل باتت لا تجدي .

وتابع بألم عن تجربته الخاصة: طليقتي وام 4 ابنائي سهى منصور قتلت رميا بالرصاص واذا تناسى احدهم فانا اعيش مخلفات قتلها وانعكاسه على اولادي بكل ابجدياته وتفاصيله .

ونوه: العنف في مجتمعنا هو ملتقى خصب لكافة القوى المؤسساتية والشعبية وغيرها فنحن جنود تخدم هذه الاجندة سواء بفاعلية او بسكوت تشجيع او تغاضي والكل متهم، المؤسسة المحلية مهزوزة وضعيفة والمؤسسة الاسرائيلية واولها الشرطة تدرج هذا الموضوع في ادنى سلمها مقابل قضايا الامن ومن ثم الامان في المجتمع اليهودي.

فتحي امارة أشار قائلا : المسؤولية كبيره وتقع على عدة اطراف البيت منها التربية، العنف الحاراتي، المسلسلات التركية المدير، رئيس المجلس العائلية، التراخي عند الاهل والشرطة والسلطة، اما الحل هو ان يكون هناك متابعة واستمرارية لخطة يتم وضعها من قبل الجهات المسؤولة والقيادات لمحاربة الظاهرة والسيطرة عليها.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com