يشهد المجتمع العربي في السنوات الأخيرة موجة قاسية من أعمال العنف وقد كانت هنالك مبادرات كثيرة ومحاولات منسقة مع جهات حكومية وبينها الشرطة، ولم تثمر أي مها، وبالعكس مؤخرًا (أي في الأسابيع الأخيرة وأسبوع العيد تحديدًا) وقعت حوادث خطيرة جدًا منها حادثتي قتل في الناصرة وأخرى مقتل امرأة في الطيبة ومحاولة قتل في باقة وغيرها.

وفي أعقاب هذا التدهور الكبير في حال المجتمع، أطلق مجموعة من الناشطين والإعلاميين مبادرة مباركة وتستحق كل التقدير تحت عنوان "شربة ميّ" فيها ينشر كل من المشاركين بالحملة صورته تحت عنوان "مهدد بالقتل" والتهمة "انتمائه لبلده" وتحتها عبارة "طالما إنت ساكت إنت مهدد" كمحاولة لرفع التوعية وإعلاء الصوت الرافض للعنف.

العشرات من روّاد الفيسبوك قاموا بالترويج للحملة، لأهمّيتها.

صرخة واضحة 
القائم على الحملة، الصحافي مصطفى عاطف قبلاوي، قال بحديثه مع موقع "بـُكرا": الحملة تأتي في ظل الأوضاع التي نعيشها من واقع عنف وجريمة وتسعى لخلق نقاش حول انعدام الأمان في شوارعنا وبلداتنا في الآونة الأخيرة احتجاجًا على ما يجري، تم اطلاق #شربة_مي بالتعاون مع مكتب cda الذي اعتدنا العمل معًا في هذه المشاريع والحملات ذات المضامين الاجتماعية.

وزاد: باب المشاركة مفتوح والأمر متاح أمام الجميع علنا نشكل صرخة واضحة وموقفًا واحدًا في وجه هذه الموجة من الانفلات الأمني والأخلاقي الذي يحيط بنا ويسلب من ابناء مجتمعنا ارواحًا تضيع كشربة الماء وهو الهاشتاغ المرافق للحملة.

واختتم حديثه قائلا: نحن نعي تمام أهمية دور الشباب لخلق واقع مختلف أو المساهمة في خلقه بشتى الوسائل المتاحة.

بمقدرونا تغيير هذه المشاهد الدموية

الإعلامية عفاف شيني وهي من المشاركين بالمبادرة، قالت: تابعت صباح اليوم الأربعاء انطلاقة حملة " أنا كمان مهدد/ة " من خلال صفحة صديقي الصحافي مصطفى قبلاوي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، ولم أتردد للحظة بالمشاركة من منطلق إيماني بأهمية مكافحة العنف الآخذ بالازدياد والمتفشي في مجتمعنا.

وتابعت: وقد سجّلت موقف من خلال صفحتي الخاصة في موقع فيسبوك أيضاً وكتبت أنني ارفض العنف على جميع أشكاله ، وأرفض هذا الواقع ، فالواقع في هذا السياق لا يُفرض علينا إنما نحن من يفرضه وبمقدورنا تغيير هذه المشاهد الدموية التي تحصد يومياً ضحايا من خيرة أبناء مجتمعنا.

وقالت: وأنا بدوري أيضاً أرحب بكل مشروع أو نشاط يساهم في خفض منسوب العنف والجرائم في مجتمعي، هذا المجتمع الذي ولّد عظماء وأدباء وشعراء وباحثين ومبدعين من جميع المجالات العلمية والأدبية والمهنية، يستحق ان نوحّد صوتنا من أجله ولأجله لنحظى بغدٍ أفضل.

أقل ما يمكن تقديمه
الناشطة الاجتماعية - حنين لحّام، قالت في حديثها مع موقع "بـٌكرا": على كل واحد منا ان يأخذ جزء من هذا الموضوع وهذا اقل شيء ممكن تقديمه لمجتمعنا.

وانهت كلامها قائلة: شجبا لما يحدث بالمجتمع وسماع الاخبار السيئة، امر مزعج للغاية، فرأيت انه من الواجب تشجيع كهذه مبادرات تساهم في نشر الوعي ضد موضوع العنف.

مبادرة "بـُكرا"
يذكر أن موقع "بـُكرا" كان قد أطلق قبل بضعة أعوام مبادرة "لا للعنف – السلاح يدمرنا" والتي هدفت أيضًا لنبذ العنف، الذي يعتبر أخر الآفات التي تضرب هذا المجتمع، وفعلًا وقتها لاقت الحملة رواجًا كبيرًا في الشارع العربي، وقد كانت بالتعاون مع النائب د.أحمد طيبي وشملت مقابلات وفعاليات مختلفة وعديدة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com